تفيد التقارير الواردة من مطبخ السياسة للخارجية الأمريكية إن الإدارة الأمريكية تواصل الضغط على الملك الأردني بهدف استضافة القيادة السياسية لحركة حماس وعلى رأسها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على الأراضي الأردنية بعد أن بات وجودها على الأراضي السورية مهدد من خلال نتائج الثورة هناك. إن الإدارة الأمريكية ومن خلال هذا الطلب تريد صيد عصفورين بحجر واحد اسمه حماس لكي تقوم بمعاقبة الرئيس الفلسطيني الذي أصر على تقديم طلب عضوية فلسطين في مجلس الأمن ومن جهة أخرى تريد أن تسحب العباءة السورية عن حركة حماس واستبدالها بالعباءة الأردنية, وذلك للحد من قدرة النظام الإيراني على التدخل في المنطقة العربية, ولو دققنا في المطلب الأمريكي لوجدنا أن هناك خفايا أخرى من وراء الطلب الأمريكي وهو ربما يكون وصول شرارة الفوضى الخلاقة أو ما يسمى بالربيع العربي إلى المملكة الأردنية الهاشمية للوصول إلى ضرب الاستقرار الموجود في هذا البلد الذي يتمتع بأطول حدود مع الكيان الإسرائيلي للوصول إلى فوضى خلاقة من الممكن إن تحارب التعنت والصمود الأردني أمام مشروع الوطن البديل, ومن هنا نجد إن حركة حماس نجحت في أن تكون العصا التي يضرب من خلالها المشروع الوطني الفلسطيني والرئيس الفلسطيني بيد الإدارة الأمريكية التي استشاطت غضبا من الخطاب التاريخي الذي ألقاه السيد محمود عباس أمام الأممالمتحدة قبيل تقديم طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة, وعليه فهل باتت حركة حماس لا زالت تسمي نفسها حركة مقاومة فلسطينية وهل بقي في وجوه قادتها بعض من ماء الخجل وهل تعتقد إن التحالف الغريب العجيب الذي بات يجمع بينها وبين الإدارة الأمريكية هو بالأساس تحالف يصب في صالح القضية الفلسطينية وهل الهجوم الغير مبرر من قادة هذه الحركة على الرئيس أبو مازن بعد خطابه الأخير الذي تمسك بالحقوق والثوابت كان المقدمة للعمل الذي تقوم به الإدارة الأمريكية وقد جاء وقت المكافئات, وهل يوجد في الشعب الفلسطيني من فقد صوابه ليصدق أن الرئيس الفلسطيني الذي فرض في الثوابت وحقوق العباد على رأي قادة حماس ستقوم الإدارة الأمريكية باستبداله بحركة حماس التي تريد الحقوق التاريخية. إن حركة حماس باتت تشكل العبء الأكبر على كاهل القضية الفلسطينية ولو صحت التقارير التي كنا لا نريد أن نصدقها أو نستمع إليها صحيحة فان حركة حماس تكون قد دقت في نعش مسيرتها النضالية آخر المسامير التي تقول أنها حركة مقاومة فلسطينية وتكون بذلك وبدون مبالغة قد خانت الوطن والإنسان وتكون قد باعت الثوابت والحقوق ودماء الشهداء وعذابات الأسرى بثمن بخس اسمه الحكم الحزبي الضيق والوصول إلى دولة الحدود المؤقتة وإخراج الكيان وحليفته الإدارة الأمريكية من المأزق الذي وقعوا فيه أمام تعنت الرئيس أبو مازن وإصراره على الحقوق والثواب وتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني, وأخيرا لا أخفى قلقي على المملكة الأردنية الهاشمية من خلال هذا الطلب وأخشى أن نكون في أوج مخطط أمريكي لتصفية الصراع على حساب المملكة ووحدتها واستقرارها وللأسف بأيدي تقول أنها أيدي فلسطينية مجاهدة ويا رضى الله ورضى الوالدين.