نتيجة تنسيق المرحلة الثانية، الاقتصاد والعلوم السياسية 80% والإعلام 74.5%    النزول بسن القبول بمرحلة رياض الأطفال في كفر الشيخ    رواتب مجزية.. بيان من العمل بشأن وظائف الأردن - صور    افتتاح أول معرض للنحت على الممشى السياحي بمدينة العلمين الجديدة    قرار من محافظ الإسماعيلية بوقف ورديات عمال النظافة أوقات ذروة الموجة الحارة    عشرات الشهداء والمفقودين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على حيي صبرة والزيتون    محافظ الشرقية ينعى الدكتور علي المصيلحي: نموذج للمسؤول الوطني المخلص    نجم النصر السعودي يوجه رسالة للجماهير بشأن رونالدو    مدرب المنتخب السابق يكشف سر جديد: أحمد حسن زعل من انضمام حسام حسن للفراعنة    الصفقة الثانية.. زابارني ينتقل إلى باريس سان جيرمان    17 مليونًا في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    الداخلية غيرت الصورة مع الناس    أمير محروس يوجه رسالة لأنغام: "حمدلله على سلامة صوت مصر"    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الصحة يبحث تعزيز البرامج التدريبية للقطاع الصحي والقطاعات الحيوية    مياه البحيرة تكشف أسباب ظاهرة اشتعال الغاز من حنفيات قرية شرنوب    كامل الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    تعرف على ضوابط الإعلان عن الفائزين بانتخابات الشيوخ وهذه شروط الإعادة    الأعلى للإعلام: 20 ترخيصا جديدا لمواقع وتطبيقات إلكترونية    ترامب ينشر الحرس الوطني ل «إنقاذ» واشنطن.. وهيومن رايتس ووتش تنتقد (تفاصيل)    أشرف زكي وعمر زهران يشهدان ثاني ليالي «حب من طرف حامد» على مسرح السامر (صور)    «جربت الجوع سنين».. عباس أبوالحسن يهاجم محمد رمضان بعد صورته مع لارا ترامب    استمرار مسلسل "Harry Potter" الجديد لمدة 10 سنوات    يرتفع الآن.. سعر اليورو مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 في البنوك    الماكريل ب220 جنيهًا.. أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم الثلاثاء    وزير الري يستقبل سفراء مصر الجدد في جنوب السودان وكينيا ورواندا    ارتفاع التفاح.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    انخفاض أسعار 4 عملات عربية خلال تعاملات اليوم    قافلة المساعدات المصرية ال13 تنطلق إلى غزة    إعلام فلسطيني: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي    الأرصاد: استمرار الأجواء شديدة الحرارة وتحذير من اضطراب الملاحة البحرية    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    غرق سيدة وصغير في نهر النيل بسوهاج    منتخب الناشئين يواجه الدنمارك في مباراة قوية ب مونديال اليد    "لوفيجارو": الصين في مواجهة ترامب "العين بالعين والسن بالسن"    جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تكرم المشاركين في ملتقى القادة الأول    26 من زعماء الاتحاد الأوروبي: أوكرانيا يجب أن تتمتع بالحرية في تقرير مستقبلها    الأربعاء.. القومي لثقافة الطفل يقدم أوبريت وفاء النيل على مسرح معهد الموسيقى العربية    وزير الإسكان يعقد اجتماعا مع الشركات المنفذة لمشروع حدائق تلال الفسطاط    3 شهداء و7 إصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع    انتظام امتحانات الدور الثاني للدبلومات الفنية في يومها الرابع بالغربية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    لجان ميدانية لمتابعة منظومة العمل بالوحدات الصحية ورصد المعوقات بالإسكندرية (صور)    الاتحاد الأوروبي يبحث فرض حظر شامل على استخدام المواد الكيميائية الأبدية    مؤشرات تنسيق المرحلة الثانية، الحدود الدنيا للشعبة الأدبية نظام قديم    لتوفير الميزانية، طريقة عمل صوص الكراميل في البيت    إصابة 30 شخصا إثر حادث تصادم بين أتوبيس ركاب وسيارة نصف نقل على طريق أسيوط -البحر الأحمر    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    وليد صلاح الدين: أرحب بعودة وسام أبوعلي للأهلي.. ومصلحة النادي فوق الجميع    مبلغ ضخم، كم سيدفع الهلال السعودي لمهاجمه ميتروفيتش لفسخ عقده؟    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    قرار هام بشأن البلوجر لوشا لنشره محتوى منافي للآداب    موعد مباراة سيراميكا كيلوباترا وزد بالدوري والقنوات الناقلة    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه المهنة اللعينة
نشر في شباب مصر يوم 21 - 01 - 2016

مهندسون ام فهلوية جهله في مدينة القاهرة وغيرها
في مدينة القاهرة يحاولون أن يضعوا لها ماسك الحداثة والتقدم .. و ينفقون أموالا لا حصر لها علي إنشاء الطرق و الكبارى و مترو الانفاق و ناطحات السحاب والمساحات الخضراء و الاضاءة الليلية للمباني والمتاجر وإعلانات الشوارع ..لكن دون جدوى .. فيكفي أن تمطر ليومين متتاليين لتسقط مساحيق المكياج و تظهر المدينة علي حقيقتهاعاجزة عن تصريف بضعة سنتيمترات من المياة .
السبب في ذلك أن المنظومة الهندسية في مصر( علي الرغم من عشرات الالاف من المهندسين الذين ينضمون سنويا للنقابة العجوز) .. منظومة عاجزة مقعدة .. تنعم بقدر هائل من البدائية والفشل والفساد
سواء في مناهج التعليم العتيقة غير الملائمة لمتطلبات السوق ..
او في أهداف واليات النقابة التي إستوطنتها كائنات من السلفية الاخوانجية فجعلتها تكية لذوى اللحي و ذوات الجلباب
اومن خلال إستراتيجية العمل الفني اليومي الذى يقوم به المهندس .
99% من المهندسين الذين يتخرجون من كليات الهندسة لا يعملون مهندسين بالمعني الذى تأهلوا من أجله و درسوه في المعاهد و الجامعات ..بل هم لا يعرفون ماهية متطلبات مهنة المهندس .. أصلا .
فلنأخذ كنموذج مهندسي الكهرباء و الميكانيكا و الكيمياء الصناعية ..و هي مهن تغيرت تماما في بلاد العلوم عن ما نزاوله في بلدنا ..
هناك يصممون الالات و يجربونها .. و يصنعونها .. و يركبونها .. و يستخدمونها و يعدلون من الاستخدام و يصوننها .. ويتعاملون من الاعطال .. و يرفعون كفاءتها يوم بعد يوم في تطورات سريعة متلاحقة تحت وطأة دفع سوق لا يتوقف عن المنافسة .
في بلدنا ..نطلب من التجار و السماسرة الذين يسوقون البضائع الاجنبية أن يرشحون لنا المعدات .. ثم نفاصل في السعر و مقدار العمولة التي سيستفيد بها صاحب التوقيع .. وعدد المسئولين الذين سيقومون بزيارات خارجية لرؤيتها تعمل في بلدها .. و نفاضل في الفوائد التي سيجنيها كل منهم خلال الزيارة .. ثم .. نشترى .. و نشحن .. ونستدين و ندفع .. و نحن لا نعرف كيف سنستخدمها .. و ما إمكانياتها الحقيقية .. فتقبع في الصناديق .. حتي تكتمل المنشأت، التي لا تكتمل الا مع إعلان ميعاد زيارة المسئول .. للافتتاح .. و بسرعة .. نؤجر كام صنايعي خواجة .. ليدير الالة مؤقتا .. حتي تنتهي الهوجة .. فنسلمها للصنايعية المصريين .. الذين يبدأون العمل دون قراءة حتي لكاتالوج التشغيل .. و عينك م تشوف الا النور .. أيام تعد بالاسابيع او الشهور و تتوقف الاله و يتم .. عمل باى باصات عليها .. و خسارة فلوسك يا أم الدنيا .. (دنا ياولاد الكلب لسة مسددتش ثمنها .!!)
المهندس الميكانيكي او الكهربائي المصرى .. لا يعرف .. كيف يصمم او يبتكر او يصنع و هو يعيش عالة علي من يتقنون هذه الصنعة .. وفي أفضل أحواله عندما يشار إلية بالبنان يقرأ كاتلوج التشغيل و الصيانة جيدا .. و يلجأ للخواجة لو قابلته مشكلة .. ويبقي كده عمل اللي علية .. وبقي مهندس نابغة ..!!
عندما أناقش أساتذة الجامعة .. بما في ذلك رؤساء الاقسام .. لا أجد الا صنايعي .. يتعامل مع المشكلة باسلوب التجربة و الخطأ و يحفظ (نظريا ) كتب التصميم القديمة .. وإذا كان (مدردح) شوية يبقي كتب تصميم حديثة منذ عقد او عقدين .. و هو مشغول في الدروس الخصوصة .. وفي إيجاد سبوبة عمل لمكتبة .. المكون من سيادته و بعض طلاب الماجيستير و الدكتورا .. يعملون بدون (نفس) ، بدون مخ ، بدون تركيز ، بدون خيال و إبتكار(أيقونة العالم الجديد
أغلب مهندسين الميكانيكا و الكهرباء .. يعملون في أعمال الصيانة بمحطات الكهرباء و المياة و الصرف الصحي ..أوالتشغيل في شركات و توكيلات السيارات و المحمول .. و المعدات الثقيلة .. و البعض في شركات المقاولات حيث يقومون بتركيب المعدات و تشغيلها .. و الاغلبية موظفين حكومة .. في المصالح المختلفة .. يوقعون علي أذون الصرف و الارتجاع لقطع الغيار و علي فواتير المشتريات للزيوت والشحوم .. و مستخلصات مقاولي الباطن .. و دمتم .
بعد مدة محدودة من العمل في السوق .. تنتهي كل الطموحات التي دخل بها الشاب كلية الهندسة .. ويتحول الي صنايعي .. زهقان .. يشتكي من إنه مظلوم .. وعايز علاوة أو حوافز أو مكافئة علي الهم اللي بيشوفة يوميا من التعامل مع العمال الملاعين و الملاحظين .
بعد شوية يبقي مدير من اللي بيستلموا البضاعة .. و بيسافروا للموردين .. ويتعلم من أين تؤكل الكتف .. و في النهاية يصبح صاحب القرار (اللي البوسة في كفة رطل) .. و يركب عربية طولها عشرة متر بسواق و سكرتيرات .. وبدلات حضور جلسات .. ويتمتع بهدايا الموردين و يدافع عنهم .. ويبقي نصيرهم .. ورجلهم .. يمكن لما يخرج علي المعاش يشغلوه معاهم بقرشين يسندوا في طلبات الحياة .
الاسماء الكبيرة اللي بتشوفها بتتنطط حواليك و تفتي في كل شيء لم يصمم أحدهم إبرة خياطة و لا قلم رصاص ننافس بيه حتي في السوق المحلي .. و كلهم بدون إستثناء .. لا يعتمد عليهم حين يجد الجد .
بصراحة و علي بلاطة .. الخوجات بيسرقونا و يستعبطونا و يقدموا لنا نقاضة السوق.. عن طريق الجهلة من ذوى النفوس الضعيفة التي تدعي أنها من اساتذة المهندسين.
وفي النهاية .. نشتكي إن خط المياة الواصل من حلوان للتجمع الخامس الذى تكلف مليارات الجنيهات فاشل براوفعة و( كونتروله) و مواسيرة قبل أن ينقل متر مكعب واحد .. ونحيل المسئولين للنيابة .. و إبقي قابلني .. يديك طولة العمر . وإن روافع توشكي لا تعمل .. وإن محطة معالجة مجارى البركة تعمل ب25% من طاقتها .. وإن المية في ترعة السلام شحيحة فية عطل في الطلمبات .
.إدخلوا مصنع الحديد والصلب او الالمونيوم .. اوفبريكات الغزل و النسيج .. او السنترالات( خصوصا رمسيس و الاوبرا بتوع زمان ) .. أو محطات توليد الكهرباء قديمة او حديثة .. أو عنابر السكة الحديد.. أو أنظر حولك بدأ باسانسير بيتك .. وطلمبة رفع المياة للخزانات ..والتكييفات وشبكة التليفونات و الانترنيت التي تخدمك وسترى حجم الفوضي و عدم الكفاءة التي يعمل بها المسئولون عن الصيانة و التشغيل ، حتي اعمدة الانارة في الشوارع و ابراج نقل التيار الكهربائي مايلة و مكسرة و أسلاكها ساقطة و دهانها ضايع .. وبالبلاء الازرق..
إدخل محطات تنقية مياة الشرب او معالجة المجارى .. كلها لا تختلف .. قذارة في كل مكان ،مخازن المهمل مثل مخازن السكة الحديد اللي في غمرة .. كابلات كهرباء علي الارض.. وموصولة بوصلات بدائية لعمل باى باص .. و عمال زهقانين .. و مهندسين مشغولين في الكلام عبر المحمول .. لكن و الحق يقال ستجد الجامع في مكان مناسب و الناس ملياه للاخر .
كليات الهندسة يجب أن تغير من سياستها .. لتخريج مهندسين صيانة و تشغيل .. وأعداد محدوده للتصميم كنواة ..إذا ما كنا نفكر في مصانع للطيران و الصواريخ .. مستقبلا .
مهندسين المدني ليسوا باسعد حالا ..فالطالب يتحول داخل القسم لكشكول هندسي .. يدرس تصميم الخرسانة و المنشأت المعدنية والمساحة .. و الاشغال العامة (مياة و صرف صحي ) و الرى و السكة الحديد .. و طبقات التربة و الاساسات .. و الطرق و الكبارى ... والمواسير الناقلة للمياة .. و نزح المياة الجوفية.. وبالمرة المواني .. وصيانة الشواطيء و أعمال الترميم .. إيه يا جماعة كل ده .. الغريب إن أغلب الخريجين لا يستخدمو ن هذا الفيض من المعلومات .. عدد محدود سيعمل في التصميم لنوع معين من المنشأت .. ومثلهم في مراجعة التصميمات .. و الباقي علي الموقع( معتدل مارش) .. و هناك يكتشف أن الملاحظين يفهمون .. أفضل منه .. و يبدأ العراك .
نادرا ما تجد مهندسا مدنيا بدأ حياته في نوع معين من العمل و إستمر يزاوله لفترة طويلة .. في الغالب يبدأ بالتصميم .. ثم يكتشف أن برامج الكومبيوتر تؤدى العمل أفضل .. فينقل علي المواصفات و الكميات و الحصر .. ثم ينزل للتنفيذ لانه أكسب .. ويتنقل من صب الخرسانة، للحفر بانواعة ، لانشاء الطرق .. لمعامل إختبارات المواد .. ثم عندما يصبح مديرا .. يجد أنه لم يدرس .. إسلوب تصميم برنامجا او يقدر إحتياجاتة او كيف يستخدم الإمكانيات المتاحة أفضل إستخدام و يجد إن الدنيا إتغيرت و اصبح هناك علم لا يدرسونه في كلية الهندسة إسمة إدارة الانشاء .. وأنه أضاع عمرة يعمل ملاحظا .. ولم يكتسب خبرات المهندسين الخواجات .. و لا حتي نظريا . ومع ذلك يكابر .. ويدعي .. ويفرض إرادته .. و كم تسببت مثل هذه الارادة في كوارث
المهندس في المفهوم الحديث لا يخرج من مكتبه إلا ليتابع ما إذا كان العمل يتطور حسب البرامج و الخطة من عدمه .
المهندس يعمل إما في التصميم و مختبرات تطوير الانشاء و إستخدام المواد ..او في البرمجة و التخطيط و المتابعة و عمل تقارير الانتاج .. وإقتراحات تعديلها .. لتخطي اى إنحرافات .
المهندس لا يستلم الحديد او الشدة او يقف علي إيد الفورمجي .. من يفعل هذا شخص متخصص مهني .. يفرق بين أنواع الحديد و أهمية النظافة .. وعمل غطاء خرساني للحديد مناسب .. المهندس يستخرج المواصفات .. و الملاحظ يتأكد من تنفيذها.. وهكذا فمعظم المهندسين حتي القدامي منهم .. لا يتقن ..الاعمال الحرفية او الاشراف علي تنفيذها .. ولا يتقن كذلك أعمال المهندس الذى يخطط .. ويحدد كيفية التنفيذ و اسلوبه .. و مراقبة جودتة .. وسير الاعمال .
المهندس المدني المثقل بعلوم لا يستفيد منها و الذى يعمل كملاحط خيبان .. يمكن إستعباطة في الموقع ..لانه لا يفتح كتاب بعد تخرجه و لا يقرأ نشرة و لا يتابع تطور .. لسبب بسيط لأنه لا يتقن الانجليزية .. اغلب مهندسين مدني (إن لم يكونوا خريجي مدارس أجنبية) .. يرتكبون أخطأ مخجلة عندما يكتبون ملاحظة من سطرين .
.. المهندس المدني بمرور الوقت يصبح فهلوى يغطي عجزة إما بالضجة أو التعالي او تعذيب مرؤوسية و من يجعلهم سوء حظهم تحت نير سلطته . خصوصا عندما يكون هذا المهندس .. موظف حكومي (مالك ) او يعمل في التراخيص و المحليات .
عدد محدود من مهندسين المدني الذين يمكن الاعتماد عليهم في التصميم .. اما في الادارة و الانشاء فأغلبهم .. من ماركة ((الهمة يا رجالة عايزن نخلص الصبة دى النهاردة )).
عند تصميم .. محطة توليد كهرباء ..أو محطة معالجة مياة الصرف الصحي او تنقية مياة الشرب .. فلابد أن يقوم بذلك طاقم من المصممين لهم دراية بهذا النشاط وزاولوه لفترة طويلة .. مهندس المعالجة يعرف مفردات المحطة .. وطريقة عمل كل جزء و فترة بقاء المياة به ..و العمليات التي ستجرى عليها داخلة .. و متي يعمل و متي يتوقف .. تفاصيل .. تسمي (النوهاو ) الخاص بالمؤسسة التي تصمم العمل .. ثم هناك المهندس المتخصص في الهيدروليك الذى سيحدد المناسيب .. و طريقة إنتقال المواد بالجاذبية او بالضغط وسرعة حركة المياة .. و درجات ميل المواسير او (الكلفرت) وسعته .. يحدد الملامح الفنية و نقاط الالتقاء و الافتراق .. و هكذا يصبح لدى الفريق تصميم إبتدائي يعمل علية مهندس التصميم المدني إبتدائيابعد معرفة خصائص التربة التي سيقام فوقها المشروع و نوع الاساسات .. أصبحت مفردات المشروع هكذا محددة شكلا و عملا و إتصالا .. ياتي دور مهندس الميكانيكا .. يحدد نوع المعدات المستخدمة و طريقة تشغيلها.. و أوزانها .. و حجمها والاحتياطات الواجبة لتركيبها و صيانتها .. او إزالتها .. ثم مهندس الكهرباء ليحدد الكابلات و المسارات .. و المصادر المتوفرة للطاقة .. و علاقتها بالمنشأت وإسلوب الاضاءة و الانذار بالحريق.. ثم مهندس الكونترول .. يبين أماكن (السينسورات) .. و طرق إتصالها .. وتبادل الاشارات .. و مكان غرفة التحكم .. ثم يعود كل هذا للمهندس المدني ليوقع طرق الاقتراب و التصميمات الانشائية النهائية .. ويتدخل المعمارى .. و يحدد أشكال الوحدات و الطابع المعمارى و الالوان .. و تنسيق الموقع .. ومواد التشطيب .. والاسوار و الامن و البوابات . و الاتصال بالطرق الخارجية وحراسة و إضاءة الموقع .. والصرف الصحي لدورات المياه و المعامل والمطابخ.
طاقم متكامل كل يعرف وظيفته .. وكل يقدم نصائحة في الوقت المناسب و إلا يعاد العمل لوحدث خطأ هيدروليكيا مثلا .
هذا الطاقم يصدر رسومات و مواصفات و شروط خاصة و عامة .. ويصبح المشروع جاهز للعمل للطرح علي المقولين.
شاهدت هذا الاسلوب مرتين .. مع الايطاليين و مراجعة الانجليزو الامريكان .. ثم مع الفرنسيين و مراجعه الكنديين .. ثم شاهدته مع المصريين .. فعرفت الفارق .
في مصر افراد قد يكون بعضهم قد إكتسب خبرات شخصية متقدمة .. ولكنهم لم يعتادوا علي العمل ضمن طاقم متكامل لكل منهم فية دور . لذلك سنجد أن محطة تنقية مياة الصرف الصحي بالجبل الاصفر التي صممها وراجعها الخواجات المتخصصين تعمل بكفاءة منذ عشرين سنة .. و محطة البركة لنفس النشاط المقابلة لها يكادوا أن يكهنونها .. لان التصميم كان به أخطاء .. تمنع الاستفادة من كامل طاقة المحطة .
القائد لمثل هذة التصميمات .. عادة ما يكون (معماريا ).. فالمعمارى في بلاد الفرنجة ليس مهندسا .. وإنما هو قائد عمل( اركي تكت ) هو شخص تعلم و تربي أن يكون خيالة واسع و قدرته علي التصور عالية .. و تصور سيناريو العمل مرتبا في تسلسل منطقي بذهنه .. وهو في نفس الوقت تدرب علي إيجاد البدائل و إجراء التغيير .
دراسة العمارة هي الدراسة الوحيدة في كليات الهندسة التي تنمي القدرة علي الخيال و خلق البدائل .. وفك المشكلة لمكوناتها الاولية ثم إعادة تركيبها. و مع ذلك فالمعمارى هو الاقل حظا في بلادنا .. و لايسمح له ..بتقديم ما عندة من تصورات .. فالجميع يفتون .. في الشكل و اللون و العمل الفني .. و الفتحات و الكرانيش و الطابع .. و عادة ما يلجأون عند الجد الي مكاتب معمارية خارجية .. ويكون دور المحلي .. الرسومات التنفيذية .
لذلك فالمعمارى يهرب للموقع .. يعمل مقاول أو في التشطيبات .. او يهجر العمارة ليتعلق علي سلم الاعمال المدنية و اهو الكل م بيفهمش .. فمش حتفرق .
أويهاجر أو يلتحق بالقوات المسلحة .. المهندس الضابط لا يهم تخصصه فهم بالداخل (في مصنع الرجال ) سيعاد صياغتهم .. سيتعلمون الضبط والربط والطاعة و تنفيذ الاوامر حتي لو كانت غلط .. و سيأخذون دورات تدريبية في الفنون العسكرية الهندسية و أهمها رص و رفع الالغام .. سيتعلمون كيف يفتحون الطرق و بقيمون الكبارى علي المجارى المائية .. و كيف يحفرون و ينشئون الملاجيء .. كلها أمور تتصل بالجيش و إحتياجاته في السلم و في الاعداد للمعركة و اثناء خوضها ثم إزالة أثارها .. و هكذا يهاجر اللمهندس الي عالم أخر يكفل له المرتب و العدالة في الترقية .. و التدريب .. و المساعدة من القيادات الاعلي .. و لكن .. لن يصبح بعد إنتهاء دوره العسكرى .. رئيس مجلي إدارة .. ناجح لوحدة من وحدات .. العمل الهندسي المدني .
المهندسون في بلدنا من حاملي البكالوريوس أو الدبلومات او الماجيستير او الدكتورا .. للاسف ليسوا بمهندسين و إنما هم فهلوية صنايعية جهله يحملون درجات.
وهكذا عندما تتحرك علي الكوبرى الجديد فستصطدم بالمدخل و المخرج .. و تجد إحتكاكا .. و(قباقيب ) تدمر لك العفشة .. و تعيش و المجارى تحيطك في الشوارع و المياة مقطوعة بالمدن الجديدة لايام .. و الكهرباء غير مستقرة .. تدمر المواتير و الاجهزة .. و التليفون لا يعمل و الانترنيت بطيء .. و المنازل أحقاق لا تصلح لمعيشة البشر و الشوارع الداخلية مكسرة و لاتجد من يهتم .. و التكييف بارد جدا او يعمل كمروحة .. و تسافر في الخارج فتجد الناس يعيشون في يسر .. لان مهندسيهم
( مهندسين ) وفسادهم .. لا تأثير له علي جودة الاعمال .. و مخططيهم مدربين جيدا و معاملهم تخرج كل يوم جديد .. و تعود .. لتطالب بادخال العلوم الهندسية لمصر فينظرون لك كما لو كنت مهووسا .. لا يا حضرات نحن لسنا بمهندسين .
---------
بقلم / محمد حسين يونس
كاتب وباحث مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.