رفع الثعلب البرتقالي ذيله وقال متباهيا: انا اذكى الحيوانات . استغربت البطة البيضاء حينما سمعت كلام الثعلب , صحيح ان الثعلب ذكي لكنه ليس اذكى الحيوانات , فقالت له : كيف تثبت لنا انك اذكى الحيوانات؟ تحرك الثعلب في مكانه متفاخرا واشار الى الغابة الواسعة وقال بغرور : الغابة كلها تعرف ذلك. فكرت البطة البيضاء ثم قالت : انت تخاف من الكلب , ان كنت ذكيا اجعل الكلب يخاف منك. تعجب الثعلب البرتقالي من كلام البطة البيضاء, وبدأ يتحرك في مكانه بخوف وهو يتساءل مع نفسه : كيف اجعل الكلب يخاف مني ؟ ساذهب الى صديقي الغراب ليساعدني . وبعد ان بحث عن الغراب وجده نائما على غصن شجرة عالية , فطلب منه ان يساعده في ان يجعل الكلب يخاف منه , لكن الغراب كان يكره الثعلب لانه لا يحب صوته فقال له : ها ... ايها الثعلب المحتال , قد جئت تطلب مني شيئا ؟ أنسيت ما كنت تقوله عني ؟ توسل الثعلب اليه وقال : ان شكلك جميل وصوتك أجمل. كان الغراب يعرف ان الثعلب غير صادق في كلامه لكنه قرر ان يساعده فقال له : هناك قرب الكهف فروة للاسد نزعها من فترة طويلة , البسها وسيخاف منك الكلب حينما يراك. صدق الثعلب كلامه وركض نحو الكهف وهناك وجد فروة الاسد ولبسها بسرعة من دون ان ينتبه الى انها ممزقة ورجع الى البطة البيضاء مسرعا وقال لها : اين الكلب نادِ عليه ؟, سترين كيف يهرب مني ؟ . ضحكت البطة البيضاء وهي تنظر الى الثعلب الذي لبس فروة الاسد وقالت له : انت غبي ايها الثعلب؟ فروة الاسد التي تلبسها ممزقة ومن ينظر اليك يعرف انك ثعلب وليس اسدا. قاطعها الثعلب بصوت عال : اين الكلب ؟ نادِ عليه بسرعة , لتعرفي كم انا ذكيٌّ! نادت البطة على الكلب بأعلى صوتها قائلة : يا صديقي الكلب , تعال بسرعة. وحين وقف الكلب امام الثعلب نبح بصوت عال وقال مستغربا: من انت؟ قل لي بسرعة , انت لست اسدا. فاجابه الثعلب بصوت خشن : انا اسد الغابة , الا تعرفني ايها الكلب الغبي؟ ضحك الكلب بصوت عال وحرك ذيله وهو ينظر الى الثعلب متعجبا, فالرائحة رائحة الثعلب والذيل المتدلي ذيل الثعلب والانف انف الثعلب واما الصوت فانه صوت الثعلب, انه ثعلب وليس اسدا. - انك تخدعني ايها الغبي , سترى نتيجة كذبك. قال الكلب ذلك وقفز نحو الثعلب ليمسكه لكن الثعلب تخلص بسرعة من فروة الاسد التي بقيت في فم الكلب وولى هاربا , هنا نادته البطة البيضاء متسائلة : الى اين انت ذاهب ايها الثعلب ؟ الم تقل لي انك اسد ؟