للعام الثاني على التوالي، تنتهي انتخابات اتحاد طلاب مصر ومكتبه التنفيذي بدون حصول الطالبات على أي مقعد، ليصبح الاتحاد ذكوريا تماما، واقتصر تواجد الطالبات على اللجان الفرعية لاتحادات الجامعات، حيث لم تصعد أي طالبة إلى منصب رئيس الاتحاد. ويتكون مجلس اتحاد طلاب مصر من رؤساء اتحاد الجامعات الحكومية ونوابهم على مستوى 23جامعة بإجمالي 46مقعدا، وهم من لهم حق التصويت في انتخابات رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه التي أجريت 10 ديسمبر الجاري. وعلق رئيس اتحاد طلاب مصر، عبد الله أنور، عن غياب الطالبات عن المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر، قائلا "الصندوق هو اللي حكم النتيجة، وليس هناك تدخل". وأشار أنور إلى تأثير الثقافة الذكورية التي انعكست على الانتخابات بطبيعة الحال، موضحا أن هناك نسبة مشاركة للمرأة في اللجان الفرعية على مستوى الجامعات. وبحسب بيان للجنة العليا المشرفة على الانتخابات الطلابية، بلغت نسبة البنين 63.4% من إجمالي المرشحين في 15 جامعة بالإضافة إلى المعاهد العليا، فيما بلغت نسبة الفتيات 36.57%، في حين أن الإجمالي 22 ألف و996 مرشحا. * ثقافة ذكورية يرى محمد ناجي، مسؤول ملف الطلاب بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، أن الثقافة الذكورية ما زالت تسيطر على المجتمع، موضحا أن الطلاب مؤمنون بأن الطالبات لا تصلحن للمناصب القيادية العليا ويكفيهن اللجان الفرعية على مستوى الجامعات. ويقول ناجي "لما سألت واحد من المرشحين ليه مفيش بنات؟ قالي ليه هو إحنا مش رجالة"، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى وقت ومجهود لتغيير هذه النظرة. وأشار ناجي إلى تجربة مروة نوفل -الطالبة الوحيدة التي ترأست اتحاد طلاب جامعة عين شمس العام الماضي بعد تخرج رئيس الاتحاد- مؤكدا أنها بذلت مجهودا كبيرا، ودافعت عن حقوق الطلاب خاصة المعتقلين، وكانت تسعى لإجراء الانتخابات الطلابية في موعدها إيمانا بحق الطلاب الديمقراطي في اختيار من يمثلهم. * النساء قادمات كان لعضوات الاتحاد رأي آخر.. "النساء قادمات" قالتها نادين العمروسي، أمين عام اللجنة الفنية العليا بجامعة القاهرة، مؤكدة أن منصب رئيس اتحاد الجامعة لن يظل حكرا على الرجال، وأن الفتيات سيتمكنّ من تولي المناصب القيادية العليا قريبا جدا. وتغلبت نادين العمروسي -الطالبة بالصف الرابع بكلية الطب البيطري- على منافستها على رئاسة اللجنة الفنية العليا بفارق 18 صوتا، بحصولها على 21 صوتا في مقابل صوتين في الانتخابات الطلابية لجامعة القاهرة التي أجريت الأحد الماضي. وتمنت نادين أن يكون رئيس اتحاد جامعة القاهرة هذه المرة فتاة إلا أن الأمنيات وحدها لا تكفي، فلم تترشح أي فتاة على هذا المنصب واقتصرت المنافسة بين طالبين، وهو ما تسعى لتغييره من خلال دورها في اللجنة الفنية بالجامعة، بتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية. * أنشطة جديدة وتسعى نادين بعد فوزها إلى الارتقاء بنشاط اللجنة الفنية من خلال ضم أنواع جديدة من الفنون منها "ستاند آب كوميدي"، وهو نوع من الكوميديا الارتجالية بالوقوف مباشرة أمام الجمهور، و"البيت بوكس" وهو شكل من أشكال الإيقاع الصوتي باستخدام الفم، و"البانتومايم" الذي يعتبر نوعا من التمثيل الصامت. وتستعد نادين حاليا لتوقيع بروتوكول مع البيت الفني للمسرح بهدف الارتقاء بالمواهب الموجودة بالجامعة وتنميتها، قائلة "أتمنى أن تصل هذه المواهب للاحترافية من خلال اللجنة الفنية". ونادين واحدة من أشهر مغنيات جامعة القاهرة، وهي عضو بفريق التمثيل بمسرح الجامعة، وحصلت على مراكز متقدمة في مسابقات داخل وخارج الجامعة. وتبحث نادين حاليا تعديل اللائحة الداخلية للجامعة وإضافة مواد تعطي امتيازات لأعضاء الاتحاد، بهدف تمكينهم من ممارسة دورهم في الاتحاد، وكذلك ممارسة الأنشطة المختلفة. * معركة أسرية ولأول مرة تقرر هاجر إمام، أمين اللجنة الاجتماعية بكلية الزراعة، خوض تجربة انتخابات اتحاد طلاب الجامعة، بعد أن ظلت لثلاث سنوات أمين اللجنة الاجتماعية بكلية الزراعة، حيث تغلبت على منافسها ب20 صوتا. وعلى صعيد آخر خاضت هاجر معركة داخل منزلها لإقناع والديها بخوض معركتها الانتخابية، وأنها لن تهمل دراستها بدخولها الاتحاد العام لجامعة القاهرة. وتسعى هاجر حاليا لزيادة المخصصات المالية للجنة الاجتماعية بالجامعة، موضحة أنها لا تكفي لعمل الأنشطة التي أعدتها، فهي ترغب في تنظيم نشاط لإعادة تدوير الورق داخل الجامعة، ويوم للوافدين يتم التعرف فيه على ثقافة كل دولة وزيها الرسمي والوجبات الشعبية لها، كما أنها تستعد ليوم الطالب والطالبة المثالية الذي يتيح فرص التعارف بين الطلاب. كما تعتني هاجر بتنظيم معارض للملابس وإتاحتها بأسعار مخفضة بالاتفاق مع بعض المصانع، وتنظيم حملات لقياس الضغط والسكر وفحص فيروس سي مجانا للطلاب. * كوتة للطالبات وتؤكد المحامية انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية، على أهمية وجود "كوتة" للطالبات في الانتخابات الطلابية ولو لفترة مؤقتة، قائلة "لازم نعود المجتمع على ترشح المرأة لمناصب قيادية، ونكسر حاجز الخوف من نزول الانتخابات في سن مبكر". وتشير إلى أن نظرة المجتمع تجاه المرأة بدأت تتغير عقب ثورة 25 يناير، وأن أمام نائبات برلمان 2015 فرصة ذهبية لإثبات جدارة المرأة واستحقاقها لتولي مناصب القيادة. ونصحت الطالبات بعدم الخوف من الترشح لأي منصب حتى وإن كانت هناك صعوبة في الفوز، قائلة "على الأقل البنت هتكتسب خبرة، ومع الوقت هتوصل للمناصب العليا"، موضحة أن الأمر يحتاج إلى "نفس طويل" ومجهود كبير.