لا يجوز بأي حال من الأحوال لدعاة التقريب : بين الطوائف المختلفة في الدين الإسلامي،التغاضي عن لب الشريعة والعقيدة،لأن هناك اختلافات وخلافات كبيرة بين الطوائف وبعضها في معظم مناحي الدين الإسلامي ككل،وعلماء السنة الثقات يفهمون ذلك جيدا،وهم يعرفون أن بعضا من طوائف المسلمين غَير في الدين وبدل،ومنهم من أضاف وعدل،ومنهم من أخذ وأنكر،ومنهم من تجبر وتكبر،ومنهم من توعد وهدد،ومنهم من أصر وأعلن،ومنهم من ترك وأهمل،ولابد من حسم الأمر كله بترك ما أضافوه أو ابتدعوه،وما أصروه وما أعلنوه من افتراءات أصابت الإسلام في مقتل! وعلي الذين غالوا غلوا كبيرا في قدحهم وذمهم للصحابة أن يعتذروا : علانية أمام الله ثم أمام جموع المسلمين مما نسبوه إليهم بهتانا وزورا،وأن يُقروا بذلك كتابة،ويتبرؤون مما حذفوه من الدين ظلما،ومما أضافوه بغيا،وهي الإضافات الغير صحيحة،والتي دونوها بغير حق في كتبهم،ليخدعوا العامة من الناس بها،وأن يمحوا البذاءات منها،وأن يتجنبوا الافتراءات علي الصحابة بغير سند ولا دليل،وعدم سبهم،وعدم لعنهم! وعلي الشيعة عدم لعن السيدة عائشة أم المؤمنين وعدم لعن والدها : سيدنا/أبو بكر،وعدم لعن الفاروق/عمر،لأن سيدنا الحسين قال عنهما هم وزيري جدي،ورضي الله عنهم والصحابة أجمعين. أمَ إذا كان التقريب في دين الله هو التغريب فلا : وإلي الذين تركوا دينهم،واعتنقوا الدين الإسلامي الحنيف ليخربوا فيه لن نتركهم يعبثون، كما فعل جدهم الأكبر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم نفاقا ليهدم الدين بتخريبه وتغريبه! ولن نترك شيوخ الإظلام ودعاة الظلام والضلال يعيثون في الدين فسادا : ولن نترك شياطين الصحافة والإعلام يضللون العامة من الناس ولن ترك الأمر ولو قليلا لمن يزعمون الإصلاح وهم أحرص الناس علي الفساد،ويُهيمون الناس بالوحدة لا الانقسام وكلام عن الشجاعة والإقدام لا نراه إلا في المسلسلات والأفلام لبعث الكبرياء في النفس حني تنام، وإياك أن تردده في أي مجتمع للظلم لأن القتل مخيف حتى في المنام! وإلي شيوخ الحداثة متي تكفون عن الكلام : أم أن القضية هي محو كل ما يرمز للدين ولو بإشارة أو كلام،أو محو كل من يتحرك بحركة تدل علي أنه مازال مسلما مسالما بسلام،أو يَظهر مؤمنا متمسكا بالإسلام لأن المقصود من الحوارات إمساك الناس عن الكلام أي كلام لقد ظهر لنا كل من يدعو إلي القضاء علي الإسلام ثم القضاء علي أتباعه وأعوانه أينما وجدوا،بل أينما حل ركبهم حتى لو كان في وادٍ سحيق! ما من شك أن هذا هو زمن المشايخ الذين يتساهلون في الفتوى من أجل المناصب والمال : وزمن الحداثة دون تطهر من الحدث،والانحلال من كل ما هو حلال/وزمن عبث العيال وهي تطاول الرجال/وزمن اختلال وزن الضفادع وهي تحاول السير بمحاذاة الجبال/والتوقف بالفكر عن التفكير في كل ما هو منطقي أو خيال/فنَما زمن الإسفاف الثقافي حتى ظن الرويبضه أنهم أعظم الرجال/وزمن محاباة الكفار في كل ما هو ضلال/ وضياع القيم بقصد التجديد والإحلال/لذا المسيح الدجال آت فما من محال! يا شيوخ المصالح أينما وجدت لا تظلمون الناس : لأن الظلم عاقبته وخيمة،هل نذكركم بآيات الله تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:32]. {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:42]. {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً} [الكهف:59]. {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة:19]. {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام من الآية:47]. {وَيَوْمَ يغض الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} [الفرقان:27]. صدق الله العظيم وتذكروا يا شيوخ الاحتفالات و المجاملات: قول الله تعالى: فيما سبق من تلك الآيات! الكاتب/ أحمد إبراهيم مرعوه عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفيينا عضو نادي الأدب بأجا سابقا وقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر. (من سلسلة المقالات الفكرية للكاتب) التاريخ: التاريخ/5/4/2015