سأحتمي بقلاعي من برد شتائك القارص ، فقد تراكم الجليد في قلبي جبالا وهضابا . سأغلق جميع الأبواب أمام أمطارك المنهمرة . سأفتح ” كتاب السحر “ وأقرأ ” التعويذة ” حتي لا تغرق قلاعي أمام سيولك المدمرة ، وسآمرها أن تتجه غربا بعيدا عني . سأعلوا إلي سطح قلاعي ، فهناك ” التنين نافث النيران ” ينتظرني ، هو صديقي ، جاء لإنتشالي وتحقيق جميع أحلامي ، جاء ليقوي ضعفي ، جاء ليشعرني بالدفء . هو الوحيد الذي يهتم لأمري ، عندما علم أن النهاية إقتربت أتي مهرولا ولم يعقب . سآمره أن ينفث ناره في قلبي حتي يذوب جليدك المتراكم في ثناياه ، سآمره أن ينزع بمخالبه كل ذكرياتك وماضيك الآليم من عقلي ، سآمره أن يحملني فوق ظهره . سأمتطي ” التنين ” ، وسأحلق بعيدا ، سأفر من عذابك المبين ، سأبتعد عن جحيمك المهين ، سأهجر ثراكي ، فما عاد يطيق لي حتي خطواتي . سأخترق السماوات ، وسأقتل السحب حتي تمطر دمائا فوق قلبك القاسي لعلك تفيقين . سأستجدي ” الشمس ” أن تهجر مجرتك وتشرق بعيدا . وسأستعطف ” القمر ” أن ينم ” مائة ألف خريفا “ . سأجعلك تعيثين في ظلام الآبدين . سآمر ” التنين ” أن يآخذني خارج الأرض ، بعيدا عن سخط وغضب الغاضبين ، بعيدا عن قسوتك ، بعيدا عن كل شيطان رجيم . سأبحث عن كوكب “ اللاجئين ” ، ربما أحظي هناك بما حرمت من ” حنين ” ، ولكني أعرف أنه بعيدا عنك أنين يخلفه آنين . فإن مر بك الزمان وتبينتي بأني كنت صادقا في حبي حق اليقين ، وأنك أخطأتي في حقي وما وهبتني إلا الحرمان ، فناديني ؟ لحظتها سأهرع إليكي ، فلن أطيق أن تشرق شمسك من جديد وأنا لست في أحضانك ..