عندما يعلم الموت طريقه، و يضيع الانسان ما بين الحقائق و الكذب. عندما تأتي ذكرى الايام و لا نعود منها إلا بجراحٍ و عذابٍ لا ينتهي. تلك المشاعر التي نربط بها أيامنا و أحلامنا، نَحبس بها أمالنا. نَضُع أنفُسنا داخل قوقعةٍ من الوحدة و الاكتئاب. تذكرتُ أيامًا رأيت في غروب الشمس مأساة حياتي تغرقني في بحارٍ بلا نَفَسٍ وبلا أحد ينقذني. و في شروقِها رعبٌ, أن تأتي الأيام و تدمر ما تبقى من فؤادي. و أمالاً كنت أحملها في خيالي, كانت تأخذني بعيداً الى حيث الأمل و التفاؤل. صَفَيتُ بعيدةً عن الدنيا, أين ذهبتِ و تركتِ الأرض بلا خبرٍ و بلا إنذار؟ أجيب و في داخلي أنين القلب يؤلمني:" لم أتركها بل تركتني الدنيا, هجرتني و بلا وداع". وقررت, أن أتحَكَم في حياتي فهي ملكي, و صَادقتُ نَفسي فهي تفهمني. و بعد الأمطار تظهرُ الشمس ,تشرق الحياة. و بعد الثلوج, وروداً تلون أيامنا و أعيننا بالتفاؤل. و مع الأيام تقلبت الأمور كتقلب الرياح, أعاصير هَدّت الماضي ليعيش و يبقى دائما رهينة الذكريات فقط و بدأتُ من جديد صراعٍ بلا استسلام و لا أحزان. بدأت و في قلبي إيمان, ذلك النور الذي يشع داخل الإنسان من دون أن يراه أحد. الإيمان بأن في هذه الدنيا الخير و بأننا لا يجب أن نربط أنفسنا بقيود بأن حياتنا أنتهت في مرحلة ما. قررت و بإرادةً قوية, أن أمسك زمام الأمور, أن أتحدى العالم و ما فيه, و أكسِرَ قيود من بشاعةِ الكوابيس و خوفي من الأيام. يجب أن نتحكم في حياتنا و أن نكسر الخوف. أن لا نجعل أحد يتحكم في مستقبلنا, فهو ملكنا, أيامنا التي نعيشها نحن و ليس غيرنا. أن يبقى الماضي ذكرى بحنينه و وجعه,هو ذكرى فقط. أن نتعلم الأستمرار مهما تعبنا, و الإرادة مهما صَعُبت علينا الأيام. ألا تُسرَقُ منا أحلامنا و أمنياتنا. ألا نستسلم لليأس مهما طال و جوده في حياتنا. وأشرقت الشمس بمفهمومٍ جديد, بمعنى الحرية التي أنارت الدنيا في وجهي, و أنا سأبقى رافعةً راية الإيمان. سأحمل حاضراً و مستقبلاً بلا مواخف و لا أوهام. أنا مِلكُ نفسي و لا الأيام تحكمني بقيودٍ يربطها مفتاح مخاوفي الذي كَسَرته بالقوة و الإرادة. و أشرقت الشمس و لن تغيب ! فأنيروا حياتكم أنتم أيضاً بنور إرادتكم و إيمانكم و أمالكم.