مازال شارع المعز يحتفظ بمعالم فترة الحكم الفاطمي في مصر ، ليشعرك بأن عند كل خطوة أثرا يحكي قصة أو حدثا تاريخيا ، حيث يتجلي هذا في حي الصالحية ذلك الحي المتفرع من شارع المعز و الذي يشكل مربعا متكامل الأضلاع، إذ إنه يمتد من شارع المعز غربا إلى خان جعفر شرقا، ومن بيت القاضي شمالا إلى سكة الباديستان جنوبا. ويتوسط هذا المربع المدرسة الصالحية، إلى جانب سبيل وكتاب (خسرو باشا) الذي بني عام 1535م، في حين يتلاصق سبيل ومدرسة الظاهرية مع المدرسة الصالحية التي بناها السلطان الصالح نجم الدين الأيوبي الذي عرف عنه حبه الشديد للعمارة، فكان يشرف على خطوات البناء بنفسه. وبعد بضع سنوات، أمرت زوجته شجرة الدر بأن يدفن فيها بعد مقتله في معركة المنصورة، ومن ثم تفننت هي الأخرى في بناء القبة والجامع، فباتت المدرسة الصالحية أول مدرسة تضم قبة ومقبرة. وبذلك ترجع تسمية الحي بهذا الاسم إلى السلطان الصالح نجم الدين الأيوبي، عندما أمر ببناء المدرسة الصالحية عام 641ه - 1243م، وكانت آنذاك أول مدرسة تفتح أبوابها لطلاب المذاهب السنية الأربعة. عند دخولك للحي تجد بساطه وجمال يتمثل في الارض التي تغطيها إلى اليوم قطع من البلاط البازلتي الذي يعود إلى العصر الأيوبي. كذالك احتفاظ أغلب البيوت بقطع المشربيات ، بالاضافة الي وجود عدد من الازيرة المنتشرة في الشارع لتروي ظمأ المارة من العطش ، وبذلك نجد ان سكان الحي ينظرون إلى الحداثة والتكنولوجيا على أنها نوع من الرفاهية لا حاجة لهم بها. ايضآ عند التجوال في الحي تتعرف علي الكثير من الحرف اليدوية التي شارفت على الاندثار لندرة العاملين فيها، مثل التصديف والزجاج الملون وترميم الأنتيكات، وطرق المعادن، وتبييض النحاس وغيرها.كل ذلك جعل من الحي مقصدا مهما للسياح، ولا سيما أولئك الذين يبحثون عن التميز والإتقان. ثم إنه المقر الأساسي لتجارة الأحجار الكريمة ونصف الكريمة، وفيه عدد كبير من ورش الحلي التي تصمم بالطريقة اليدوية لليوم. مما يذكر ان الحي لم تطرأ عليهم أي أعمال ترميم إلا مع بداية عام 1992 نتيجة بعض الأضرار التي لحقت بالمكان نتيجة الزلزال الذي ضرب القاهرة يومذاك. وحتى اليوم، يحتفظ الحي بالكثير من الجدران والأبواب الأثرية التي كانت تابعة لبعض الكتاتيب، والأسبلة، والدواوين التي بنيت على مر العصور. ********** اتعرفو معانا على تاريخكم واتعرفوا على قاهرة المعز من خلال الرابط التالى : https://www.facebook.com/groups/362671643917679 كذالك كتابي الالكتروني (قاهرة المعز ) http://en.calameo.com/read/001904393284979c80fff 0