- على قدر ثقافة الكاتب وقراءاته تكون كتاباته - اللغة العربية تجرى في دمى . - القرآن الكريم أول مصادر الإبداع التي نهلت منها. - " الولاية بين الهداية والغواية " أول كتاب فى حياتي . - لا فرق عندى بين أقلام الرجال وأقلام النساء . محمد خير الدين أديب مصري شاب من محافظة كفر الشيخ، تنوع في كتاباته ما بين أدب الأطفال، والروايات، والثقافة العامة، والمؤلفات الدينية حتى تعدت مؤلفاته المائتين كتاب.. يعد واحد من أبرز أعضاء نادي القصة و اتحاد الكتاب في مصر، كما يعد عضوا متميزا في كل من رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وجماعة حماة اللغة العربية، له العديد من الآراء الهامة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار .. فما كان منا إلا أن نجري معه هذا الحوار .... حاورته : صفاء عبد المرتضى بطاقة تعارف .... - الاسم بالكامل: محمد عبدالله عبدالرءوف خيرالدين - تاريخ الميلاد: 3مايو 1970 - المؤهل الدراسي: معهد المعلمين بدسوق كفر الشيخ - كلية التربية جامعة دمنهور حاصل على إجازة القراءات فى القرآن الكريم من معهد قراءات دمنهور الأزهرى، حاصل على دبلومة فى السيناريو والحوار السينمائى والتليفزيونى من اتحاد الاذاعة والتليفزيون - المهنة الحالية: معلم أول " أ " لغة عربية - أهم الهوايات: القراءة بكل أنواعها / الكتابة الشاملة - متى وكيف بدأت رحلتك في عالم الكتابة ؟ بدأت وأنا فى الصف الأول من المرحلة الثانوية وكانت كتابات عادية ، وكتبت مجموعة من القصص القصيرة وقصص الأطفال ولكنها كانت حبيسة الأدراج لأننى لم أكتب من أجل الآخرين ، بل كنت أشبع رغبة فى داخلى ، ولم تتبلور قصة الكتابة معى سوى فى السنوات الأخيرة قبل التخرج ، وظل حلم التأليف يراودنى حتى كنت أكتب على الصفحة الأولى دائما من أعمالى المبكرة : هذه القصة من تأليف : محمد خيرالدين ، وظل حلم أن يكون اسمى على مؤلف واحد مرافقا لى فى كل أحوالى حتى حقق الله تعالى ما تمنيت بل و أكثر من ذلك . - كيف جاء إتقانك للغة العربية وجمالياتها؟ اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم ، وقد جاء اتقانى لها بفضل الله ثم بفضل حفظى للقرآن الكريم ودراساتى فى اللغة العربية سواء فى الكلية أو فى معهد القراءات ثم عملى معلما للغة العربية ساهم بدرجة كبيرة فى التبحر والتجوال الدائم فى كتب اللغة والأدب حتى صارت اللغة العربية تجرى فى دمى وكان لهذا العشق للغة أن كان لها نصيب كبير فى مؤلفاتى بفضل الله تعالى . - في أي مجال تكتب؟ الحقيقة كما قال الأديب العالمى نجيب محفوظ : " القراءة وقود الكتابة " وكما قيل : إذا أردت أن تكتب فى مجال ما فلابد ان تقرأ ما لا يقل عن مائة كتاب فى هذا المجال " وعلى قدر ثقافة الكاتب وقراءاته تكون كتاباته ، فما الكتابة سوى محصول ومنتج ومخرج لمجموع القراءات التى قرأها ، وكما قالوا : " ما الأسد سوى مجموعة من الخراف المهضومة " وبما إننى من المنتمين للمدرسة الشاملة فى الثقافة والقراءة فمن الطبيعى أن أكتب فى العديد من المجالات ، فكتبت فى اللغة ولى فيها عدة مؤلفات ، وكتبت فى مجال الإسلاميات ولى فيها عدة كتب عن القرآن والحديث والسيرة النبوية ، وكتبت فى مجال المسابقات والألعاب والطرائف والمواقف والأدب بعمومه . كما كتبت فى مجال الأنشطة التربوية والتعليمية فصدر لى أربعة مجلدات فى نشاط الإذاعة المدرسية وغيرها . ولكن يبقى الجانب الأبرز فى الكتابة وهو مجال : أدب الأطفال ، فهذا المجال كتبت فيه نصف مؤلفاتى التى تتعدى المائتى عنوان . - أول كتاب قمت بتأليفه؟ فى بداية حياتى الكتابية كنت أكتب البحوث والرسائل القصيرة ثم تطورت بعد ذلك وكتبت أول كتاب حقيقى فى حياتى تحت عنوان " الولاية بين الهداية والغواية " وهو بحث أكاديمى من الدرجة الأولى قدم له وراجعه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وكتب فى المقدمة : أن هذا الكتاب يستحق صاحبه الحصول على الدكتوراه ، ولكن هذا الكتاب حتى هذه اللحظة حبيس الأدراج لم يخرج إلى النور وإن شاء الله سيخرج قريبا . - وكم كتاب صدر لك حتى الآن؟ مجموع العناوين التى صدرت لى حتى الآن تتعدى المائتى عنوان فى جميع المجالات التى ذكرتها نصفها فى أدب الأطفال " قصص " ، معظم هذه الأعمال تم نشرها فى مصر وخارج مصر مثل السعودية وقطر ولبنان واليمن والامارات وغيرها ، وتمت طباعتها مرات عديدة بفضل الله . - أهم الجوائز التي حصلت عليها؟ أهم جائزة حصلت عليها حتى الآن هى جائزة " العُمرة " من المجلس الأعلى للشباب والرياضة فى عام 1996 وذلك بعد حصولى على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى مسابقة الشباب المسلم ، ومثلت محافظتى كفر الشيخ عدة مرات فى مجال القرآن الكريم والعلوم الدينية . ثم جائزة سوزان مبارك فى أدب الطفل عام 2010 ولكن نظرا لقيام ثورة يناير لم نتسلم الجائزة . وهناك جوائز أخرى مثل : جائزة مسابقة القصة القصيرة من اتحاد كتاب مصر عن مجموعة قصص بعنوان " هنا القاهرة " وجائزة أحسن قصة قصيرة من صحيفة " آفاق عربية " بعنوان " الغيبوبة " وجائزة أحسن قصة قصيرة من رابطة الأدب الإسلامى العالمية تحت عنوان " موكب النور " اختيار مجموعة قصص رياض الأطفال " مغامرات كتاكيتو " ضمن مكتبات وزارة التعليم وقد تم ترجمتها للغتين الانجليزية والفرنسية اختيار كتاب " غزوات الرسول " كأحسن كتاب ضمن مسابقة التربية والتعليم لأفضل كتاب دينى وتم توزيعه ضمن مكتبات الوزارة . اختيار كتاب " برامج الإذاعة المدرسية " كأفضل كتاب فى الأنشطة التربوية التعليمة والإعلامية وتم توزيعه ضمن مكتبات التربية والتعليم . - ما هي مصادر الإبداع لديك؟ أهم مصدر من مصادر المثقف الحقيقى هو القرآن الكريم ، ذلك الكنز الثرى بكل مواطن الابداع ، وأتعجب حقا ، كيف يغفل عنه معظم الأدباء والمثقفين ، وكيف لا يرتوون منه فى ثقافتهم ورحلتهم الابداعية . كذلك من أهم المصادر الابداعية : القراءة الدائمة بلا توقف وفى كل المجالات ، فالمثقف الحقيقى هو من يطالع كل العلوم ويرتشف من كل الزهور حتى يعطينا فى النهاية عسلا شهيا من الفكر والابداع والكتابة الراقية الرائعة . ليس ضروريا أن يقرأ قراءة المتخصص ، ولكن من باب قول القائل : " اعرف شيئا عن كل شيء ، واعرف كل شيء عن شيء " بمعنى : فى مجال التخصص ينبغى للكاتب أن يقرأ كل شيء عن تخصصه ، أما فى الثقافات الأخرى فينبغى أن يكون لديه القدر الكافى من المعلومات للحكم على أى شيء يقف فى طريقه . والكاتب الذى يظن نفسه فوق القراءة وأنه تعدى هذا المرحلة فهذا كاتب قد قضى على نفسه مبكرا وجفت عنده مواطن الابداع ونضب عنده بئر الفكر و الابتكار . - هل تجد فرقا بين أقلام الرجال وأقلام النساء في الكتابة؟ لا فرق عندى بين أقلام الرجال وأقلام النساء ، ولكن الفرق بين من يحمل قلما يعرف قيمته الحقيقية ومكانته السامية وبين من يمسك قلما يضلل به الناس ويهوى بهم فى مكان سحيق . فالكاتب الحقيقى هو ضمير الأمة وقديما كان الكاتب له مكانته السامية حتى خصصوا له تماثيل فى الحضارة الفرعونية وأصبح رمزا للرقى والتقدم ونبل الأخلاق والفروسية الحقيقية . وهناك كاتبات بارعات تفوقن على الرجال بكثير . - من هو مثلك الأعلى ؟ على المستوى العام : مثلى الأعلى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المستوى الأدبى والفكرى :الدكتور نجيب الكيلانى . - ما الأقلام التي تتابعها باستمرار؟ أتابع كل الأقلام الجادة صاحبة الفكر العميق والكلمة الرصينة القوية الصادحة بالحق ..وأعشق أقلام عمالقة كبار فى الفكر الإسلامى الحديث أمثال الراحل الكريم دكتور جابر قميحة والدكتور محمد عباس والدكتور حلمى القاعود وغيرهم من أقطاب الفكر الراقى . على المستوى الأدبى : أعشق كتابات الدكتور نجيب الكيلانى رائد الأدب الإسلامى الحديث وكتابات محمود السعدنى وأنيس منصور والعقاد والمازنى ومحمد عبدالحليم عبدالله ومحمود تيمور وعلى أحمد باكثير ويوسف السباعى ويوسف إدريس ونجيب محفوظ فى بعض رواياته . على مستوى أدب أطفال : أعشق أقلام كامل كيلانى وعبدالتواب يوسف ويعقوب الشارونى وأحمد نجيب وعلى المستوى العالمى أعشق أعمال هانز كريستيان أندروسون و. - هل لك من قراءات في الشعر أو الأدب الإنجليزي؟ نعم .. - وإلى من تحب أن تقرأ منهم؟ قرأت كل أعمال وليم شكسبير وتولستوى الروسى وتشارلز ديكنز ومارك توين وجورج أوريل ومكسيم جورجى وكل الأعمال المترجمة لكبار كتاب العالم وأدبائه التى وقعت عليها . كما قرأت كل أعمال فولتير ورامبو وفيكتور هوجو وبرنارد شو وغيرهم كثير . - لماذا لم تأخذ حقك من الشهرة حتى الآن؟ هناك سببان فى هذا الأمر : الأول يعتبر تقاعسا منى وتكاسلا وذلك ببعدى عن" القاهرة " مصدر الثقافة والشهرة والأضواء التى لا أسعى إليها حيث أقيم هناك فى أعماق التاريخ فى محافظتى كفر الشيخ قرب مدينة رشيد وهذه تبعد عن القاهرة قرابة الخمس ساعات ، وهذا ما عطلنى كثيرا عن حضور الفعاليات والمؤتمرات والندوات الهامة والتى عن طريقها تكون الشهرة والأضواء ، وهذا تقصير منى أعترف به . وقد حدث أكثر من مرة أن أقابل شخصيات كبيرة فى مجال الثقافة والأدب ورأوا بعض مؤلفاتى وتعجبوا كيف يكون لشخص واحد كل هذه المؤلفات ولا يعرفه أحد ، بينما هناك من لم ينشر سوى كتاب أو كتابين وتقام له الندوات والمؤتمرات وتكتب عنه الصحف والمجلات ، حتى طلب منى الكثير منهم الانتقال إلى القاهرة للتواصل معهم والحصول على حقى الطبيعى ، ولكن ما زال التقصير موجودا وإن شاء الله يكون تدارك ذلك مستقبلا . السبب الثانى : المجال الثقافى والمشهد الابداعى عامة يقوم على نظام " الشللية " بمعنى :لابد من اجتياز عدة عقبات ومراحل حتى تصل لصناع القرار فى المشهد الثقافى ، وهذه المراحل والعقبات ليست بالأمر الهين ، بل قد يصل إلى مرحلة المساومات ، وقد حدث معى أن عرض على أحدهم نشر بعض أعمالى بشرط أن يضع اسمه على المؤلفات معى بحجة أنه شخص معروف ومشهور ، وقد رفضت هذا الأمر رفضا قاطعا ، وقد علمت من بعض المبدعين الشباب أنه يبيعون أعمالهم الأدبية لكبار الأدباء ، لأن هؤلاء الكبار لا يسمحون لهم بنشر أى عمل ، لأنهم يتحكمون فى سلاسل النشر الخاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، وقد علمت العديد وسمعت الكثير من هذه المآسى . ولكن أعلم يقينا أن كلمة الحق والابداع الحقيقى سيفرض نفسه إن عاجلا او آجلا . - ماذا تريد من القائمين على الثقافة في مصر؟ أريد منهم عدة نقاط : (1) أن يتقوا الله فيما ينشرونه ، فهناك مقولة تسود المشهد الثقافى تقول : ليس مع الابداع قيم ولا أخلاق . وهذا كلام باطل جملة وتفصيلا ، فالابداع الحقيقى هو الذى يرتقى بقيم الإنسان وأخلاقه ، لا أن يذهب به فى الحضيض ، ويصطدم مع دينه وقيمه وأعرافه . وليس معنى كلامى أن يتحول الابداع إلى خطابة وموعظة ، بل هناك مجالات رحبة للابداع الحقيقى وهناك نموذج على أرض الواقع جمع بين الابداع الحقيقى والرقى الفكرى والخلقى وهو الدكتور نجيب الكيلانى الذى أطالب الجميع لقراءة رواياته وأدبه ليعرفوا مدى صدق ما أقول . (2) اكتشاف المبدعين الشباب ورعايتهم لا سيما فى أعماق الريف ، فهناك آلاف يملكون الموهبة الحقيقية ولكن الطرق أمامهم كلها مسدودة وذلك من خلال قصور الثقافة التى أصبحت مرتعا للبوم والغربان فى كثير من المحافظات . (3) التواصل مع وزارة التربية والتعليم من أجل راعية التلاميذ النابغين فى المجال الأدبى والثقافى ورعايتهم وعمل برامج خاصة بهم لأنهم هم أمل مصر فى المستقبل . - وما الصفات الواجب توافرها فيمن يحمل الحقيبة الثقافية في رأيك؟ (1) أن يكون مثقفا فعليا يدرك أهمية المجال الذى كلف به . (2) وأن يكون عادلا فى توزيع المناصب والوظائف ، فليس من المعقول أن نجد واحد يتولى أكثر من وظيفة وعمل فى وقت واحد فى الوقت الذى نجد فيه آلاف المثقفين بلا عمل ولا دخل . (3) الاهتمام بشباب المبدعين والنابغين فى كل مجالات الثقافة والأدب . (4) العمل على نشر الثقافة الحقيقية التى تعمل على وعى الشعب ويقظته . (5) منع أى أعمال تهدم الدين والأخلاق وتؤدى إلى تقويض المجتمع وتهدم أسسه . - كلمة توجهها إلى الشباب المصري الآن ........ الشباب هم أمل كل أمة ، وإذا أردت أن تعرف مستقبل أى أمة فانظر إلى شبابها . فالشباب هم صناع الحاضر والمستقبل . أقول للشباب : ثقوا بأنفسكم ، وشدو من عزمكم وإارداتكم ، فالحياة ليست مفروشة بالورود والرياحين ، والحرية لا تمنح لأحد بل تنتزع انتزاعا ، لا تجعلوا لأحد يفرض عليكم واقعا مريرا ، بل افرضوا أنتم الواقع بأخلاقكم وثقافتكم وتدينكم وحريتكم ، كونوا مشاعل خير ومصابيح منيرة من أجل بناء هذا الوطن . سؤالي الأخير بعنوان ( أكثر ) * أديب عربي قرأت له: الدكتور نجيب الكيلانى " رائد الأدب الإسلامى " * رواية أعجبتك: رواية الشهيدة " رويدة " للكاتب الكبير محمد عبدالله السمان وهى تحكى محنة الشعب التركى فى عصر الطاغية أتاتورك كلما قرأت هذه الرواية أجدنى أبكى * حكمة تؤمن بها: هناك بعض الحكم لها دور خطير فى حياتى أكثرها : قول الشاعر : إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة ** فإن فساد الرأى أن تترددا وقول أبى القاسم الشابى : ومن لم يتعود صعود الجبال ** عاش أبد الدهر بين الحفر وقول القائل : قل لمن نام وهو يطلب مجدا ** فاتك المجد يا حليف الوسائد * مؤلفاتك اعتزازا: أكثرمؤلفاتى اعتزازا هو أولها فى الطباعة والنشر هو كتاب " كيف تحفظ القرآن الكريم " كان آخر ما قدمته لدور النشر وأول ما خرج للنور لذلك فهو بمثابة الابن البكر لى فى المؤلفات . * ما يزعجك من تصرفات الآخرين: (1)الغباء : أبغض الغباء والأغبياء . (2) الاعتداء على الأشخاص بالطعن والتجريح دون مناقشة أفكارهم ومقارعة الحجة بالحجة وهذا يدل على ضعف هؤلاء من الناحية الخلقية والثقافية . (3) التبلد الحسى والإنسانى : فكثير من القيم الرائعة اختفت من حياتنا وحلت محلها أشياء أخرى مرعبة ، فلقد اختفت الشهامة والمروءة والرجولة الحقة وحلت محلها الشماتة والفرح والفرجة .