سؤال اطرحه علي أ/ اشرف اسماعيل المحامي بالنقض الذي اعتبره شخصيا استاذا في الطرح والتحليل السياسي وكونه داهيه قانونيه. كان السؤال للمحامي بالنقض والمحلل السياسي الاستاذ اشرف اسماعيل. المصالحه مع الاخوان امكانيه حدوثها... امكانيه تقبلها او فرضها .... نتائجها في حاله حدوثها او بقاء الوضع علي النظام والجماعه والوطن...؟ فكان الرد فوجئت بسؤال نشرهُ معالى الكاتب الكبير أحمدبك خيرى تحت عنوان ( سؤال جرىء ) وقد شرَّفنى بالإنفراد بالإجابة عنه يتمحور فى (( المصالحه مع الاخوان .. امكانيه حدوثها...امكانيه تقبلها او فرضها ....نتائجها في حاله حدوثها او بقاء الوضع علي النظام والجماعه والوطن....)) .. فكانت إجابتنا قولُنا : بدايةً أشكركم أنكم رأيتمونا على خير .. لكن هكذا سؤال تخضعُ فيه الإجابة لتبايُن الرؤى بين البرجماتية الصِرفة والشيفونية المُقوِّضة وبين الاتجاهين تقبع نظرية المواءمات السياسية .. فلو واجهنا الشيفونيين فقد صنعهم الإعلام الموجه لرفض كافة المرونات السياسية الخالقة لفنون المواءمات وبات يعنى حب الوطن المغالاة فى هذا الحب حدود كراهية أنة حلول مادم نجح الاعلام فى ترسيخ فكرة أن تلك الحلول ضد مصلحة الوطن هنا يكون الانتفاض بباعث التطرف فى حب الوطن حتى لرفض كافة الحل ول الممكنة حتى ولو ترتب على عدم وجودها خراباً ودماراً لاينتهيان .. بينما البرمجاتيين فيرون أن المعالجة يجب أن تكون من واقع تحقيق الأهداف والمصالح الأعلى مباشرةً وبغض النظر الوسائل الموصلة ومهما انتقدها الشيفونيون فالهدف وتحقيقه أولى من التكلُّس داخل منطقة الاستنفار للعاطفة الوطنية ومن دون تحقيق مغنم .. لكن حتى ذلك الإتجاه وان كان يُحقق نتائجه الا أنه يحمل معه عوامل النيل منه بإحماء الإعلام للشيفونيين فيظلون أداة نيل من استواء نجاح الفكرة بل والرؤى المعالجة .. لكن فى نظرى أرى أن نظرية المواءمات السياسية لاتفتقد مرجعيتها الوطنية ومن دون تطرف كما وأنها تحقق الأهداف وبذات أهداف البرمجاتيين لكنها وفى نفس الوقت لاتصطدم بمن هم نتاجات الإحماء الإعلامى وقد دغدغ مشاعرهم للنيل من الإطروحات المعالجة بإعتبارها تتنافى والمصالح الوطنية العليا حتى باتت كافة الحلول خيانات وكافة الرؤى تدميرية للوطن .. الحل كما قلنا هو نظرية المواءمات السياسية والتى تنطلق من فقه الواقع وعدم جحد أحد العوامل محل الطرح كون جحد أحد العوامل من طاولة التفاوض السياسى لايمكن معه أن يجعل العوامل الباقية أو أحدها خصيصاً يهنأ بإستحقاقاته منفرداً .. والسياسة تقول أن المفاوض العبقرى لايؤمن بإنفراد الجلوس على الطاولة بل يؤمن بهوامش استفادات للاعبين معه ولو حتى بنسب متفاوتة كى ينعم بإستحقاقاته وهنا تحديداً يكمن الإستقرار السياسى والمجتمعى .. ولو تكلمنا أكثر وضوحاً سنقول .. أن الإخوان فكرة تنظيمية متجزرة فى نفوس المنتمين لها وليس بالردع وحده القضاء عليها بل هى تتمدد سراً وخفية ومن دون أن نلحظ لتعاود من بعد خمود لذا آمنت كافة الأنظمة السابقة بهذا ولم تتخذ خيار التصادم المباشر معها كى لاتكون قنابل عنقودية متى انفجرت احداها تلتها توابعها بالمرحلية لذا هم حاصروها فى أضيق دوائر وتحت الا‘ين الأمنية لكن بمساحاتٍ سياسية وبهذا تلاشت الانظمة السابقة تداعيات المواجهات والتى هى غالباً تتأى من وراء فصيل يتخذ من العقيدة سنداً لحراكاته والتى تصل فى مداها مراحل الخطورة القصوى وتبات مواجهتها بالقبضة الأمنية القوية أمراً غير معالج بقدر أنه الأكثر إحماءاً لها واستفزازاً لتداعياتها .. لانقول أن الإخوان فصيل عاقل ولافصيل هادىء ولافصيل سياسى رشيد بل هو فصيل يمكن وضعه تحت عنوان اليمين المتطرف وكافة دول العالم بها يمين متطرف يؤرق مضجع الأغلبية الرشيدة أو حتى الوسطيين لكن تلك الدول مجتمعة سنحت حتى ليمينها المتطرف هذا مساحة تواجد سياسى يمكنها بها امتصاص الإنفعال السياسى كى لايصير من بعد انفعالاً همجياً هم يعتبرونه جهادياً فيؤرقون مضاجع المجتمعات بعنف ذو مرجعية عقائدية أو أيديولوجية ليس بسهولة الانتصار عليه بالمعالجات الأمنية منفردة وأكبر مثال اسرائيل وقد وصل فيها ليبرمان حمل حقيبة الخارجية فى حكومة نتنياهو عن حزب اسرائيل بيتنا وهو رئيس الحزب اليمينى المتطرف الذى يرى بضرورة طرد كافة عرب اسرائيل بما يتضمن هذا تدمير بالقطع للبنيان السياسى لدولة تل أبيب ..لايعنى هذا أننا نرى بهذا على اتساعه لكن نرى ضرورة فتح المجال لامتصاص اليمين المتطرف على حظيرة سياسية كونى لم أمنحه ذلك لن يدعنى أهنأ بمردودات التنمية ان لم يكن الآن فعلى المدى الطويل والمتوسط .. نقطة هامة هى دعم الاستراتيجيات المناوئة والتى لن تدعنا نهنأ بنتاجات التنمية وبيدها كارتها اللاعب ذو خلفية نوايا التدخل بشؤوننا تحت عنوان حماية الأقليات ومبادىء حقوق الانسان ومناهضة الاضطهاد للاٌليات الى آخر تلك الكروت اللاعبة الشيطانية الممهدة للتدخل .. وقديماً قالوا ان أنت ودعت الاستراتيجية فلن تدعك الاستراتيجية ومن ثم فلن تتركنا الدول تلك باستراتيجيتها الطامعة لأن نفعل بفصيلٍ ما ما نشاء مادما نرى بمروقه بل سيظل هو تكِئة لدى تلك الاستراتيجيات بتحين الفرصة للتدخل بشؤوننا على محمل هؤلاء تحديداً وبإستخدام أزمتهم كمبرر للمناهضة نحو عدم الاستقرار لدينا بل وعدم تحقق نتاجات التنمية .. كما وأن هذا الفصيل ليس بقليل العدد بل هو متداخل فى النسيج الاجتماعى بالجوار والنسب والمصاهرة بل والعمل ولايمكن احتساب عدد الجماعة بهم منفردين كأن نقول أننا يمكن أن نلقى ثلاثماءة ألأف أو أكثر أو أكتر من هذا من بينهم فى البحر فننتهى منهم ولو كان هذا سينهى الازمة لفعلنا واسترحنا إنما هم كطما قلنا منصهرين فى النسيج الإجتماعى والواحد منهم ولو كان مارقاً لايمكن أن يقبل ذووه بالخلاص منه على مضامين القبضة الامنية فحسب بل ستتوالد الاحقاد والانتفاضات المجتمعية من هؤلاء خاصةٍ وأعدادهم لاتنحصر فيهم بعينهم بل بأعداد أسرهم وذويهم وأقاربهم بالنسب والمصاهرة بل وربما بالجوار لنكون فى النهاية أمام سخط دوائر شعبية واسعة سيعود تعاطفها معهم وحسب تنامى مواجهات القبضية الأمنية منفردة معهم .. لذا لابد من إعمال نظرية المواءمات ليس مع الكافة لكن فقط مع من لم يرتكبوا جرائم فى حق الوطن ووقفت أعمالهم عند حدود التعاطف بموجب احترام الرؤى المعارضة وان خالفت المجموع .. ومادام الوطن بالمجمل هو الهدف الأسمى ومهما اندرجت تحته مساحات الإختلاف السياسى .. لكن هذا الهدف كيف نحققه .. نحققه بتبنى مشروع التوبة الفكرية العامة وفيها لابد من اعلان الإخوان ممن لم يرتكبوا جرائم فى حق الوطن لكنهم وقفت أعمالهم حدود التظاهر أو ابداء التعاطف أو حتى الانتماء للجماعة كجماعة سياسية وليست جماعة تنظيمية تتبنى أفكار عنف .. ومن ثم يمكن وعبر التوبة العامة استعادة أعداد كبيرة للمربع السياسى كى يمارسون سياسة على غرار مافعل السادات ومبارك من قبل كون مبارك ولا السادات كانا ضمن الأإبياء حين لم يوسعوا دوائر المعالجات حدود القبضة الامنية وحدها فتلاشيا تداعيات اليوم نراها لم نكن نرى حجمها فى عهديهما .. كل ماأٌوله الآن ليس تعاطفاً مع هؤلاء كونى لازلت وسأظل أراهم من أصعب امتحانات المجتمع بل ومن أسباب أرقه لكن هكذا اليمين المتطرف فى أية دولة انما يظل موضع أرقها بالطبع .. لكن السؤال الأخطر هل يمكن إحداث ذلك دفعةً واحدة بالقطع لا كون الدفع فى اتجاه القبضة الأمنية منفردة خدَّم عليه الاعلام وعلى مدى مساحات زمنية واسعة بات الناس معه يرفضون مجرد فكرة الاستقطاب السياسى لهؤلاء وعبر المعالجات حتى المحدودة من بينها وقد صار مجرد اعمال مثل تلك المعالجات خيانة ومن ثم لابد من السماح للإعلام بتبنى الدعوة نحو المعالجات السياسية وبحدود معينة كى نستعيد الشعب نحو قبول فكرة المعالجات السياسية من بعد المعالجات الأمنية مجتمعة كون الاخيرة وحتى الآن لايمكنها أن تستمر حلاً الى مالانهاية كون المجتمعات تستحق نتاجات تنميتها ولانتاجات تنمية مع التهاب سياسى داخلى الى مالانهاية .. فى رأيى أن الجماعة قد باتت تتمنى اليوم أن تعود للمربع رقم 2 أى مابعد بدايتها وليس حتى بربع مكتسباتها التاريخية ومن ثم هى أعظم فرصة الآن لإحداث نتاجات التفاوض السياسى لصالح المجموع السياسى الوطنى .. وليس يعنى رفع الجماعة لسقف المطالب أ،ها تشعر بالقوة أو أنها لاتود أن تتزحزح عنه انما هى أسقف السياسيين اللاعبة دائماً ترتفع قصد حصد أعلى المكتسبات .. ومن ثم يمكننا استغلال الظرف بحلول سياسية لن تكون مرهقة للمجموع الوطنى بل وتوفر جواً ومناخاً مناسباً للتنمية كون لاتنمية مع عدم استقرار سياسى بالقطع .. لذا يلزم أن يكون الشرط المجتمعى لاستعادة الجلوس على الطاولة السياسية الوطنية أن تعلن الجماعة نبذها للعنف كما وقبولها فكرة الحزب المدنى كى يتقبلون فكرة الدولة المدنية ويتركوا عقيدتهم فى فكرة الدولة الدينية فلادين فى الممارسات السياسية كى لانفتح مجالا لغيرهم للعب بالدين على محمل السياسة لنقف فى محل صراعات عقائدية على حلبة السياسة الوطنية مستقبلاً .. وأعتقد أن الإخوان قد باتوا جاهزين لهذا العرض .. فى النهاية هذا رأيى وقد أكون مخطئاً إنما هو فى ذات الوقت يفتح مجالاً للحوار بصدد سؤالكم الجرىء كاتبنا الكبير .. كوننا لاندعى امتلاك الحقيقة لكننا نزعم امتلاك القدرة على فتح آفاق الحوار .. تحيتى لمعاليكم وقارئيكم الكرام