60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الإثنين 29 أبريل    روجينا تنعي المخرج والسيناريست عصام الشماع    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 29 أبريل    انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا    مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل    كاف يحسم منافس الزمالك بنهائي الكونفدرالية بعد انسحاب اتحاد العاصمة    أخبار مصر: حواس يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة، وفد حماس في القاهرة لحسم الهدنة، حقيقة رفض شيكابالا لعب مباراة دريمز، السديس يطلب وجبة إندومي    صحيفة بريطانية تكشف تطورات جديدة في أزمة محمد صلاح وكلوب    صحة قنا: خروج 9 مصابين بعد تلقيهم العلاج في واقعة تسرب غاز الكلور    سعر الذهب عيار 21 الآن في بداية تعاملات اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    عم باسم خندقجي يكشف أصعب محطات في حياته: توفي والده دون توديعه (خاص)    عمر عبد الحليم ل«بين السطور»: فيلم «السرب» أثر في وجداني ولن أنساه طيلة حياتي    أدعية للحفظ من الحسد وفك الكرب والهم.. رددها لتحصين نفسك    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    اسقاط 5 طائرات جوية بدون طيار فوق البحر الأحمر    شبانة: الزمالك يحتاج للتتويج ببطولة تشعر لاعبيه بجماهيرية النادي وحجم الانتصارات    المؤتمر الدولي للنشر العربي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية    السعودية تصدر بيانا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    وزير الاتصالات: نعمل على زيادة سرعة الإنترنت وتثبيتها وتقوية شبكات المحمول    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غزَّة المصير المصرى بين الأزمة والحل

تعالوا لنتناقش حول الأزمة الغزاوية سياسياً وفى السياسة لاعواطف .. وبعيداً عن المشاعر وأحكام القلوب من منطق التخوين والعمالة وغير تلك الكلمات التافهة التى لاتعالج لُب القضية الفلسطينية عامة أو الغزاوية خاصة .. تعالوا لننظر على كل الأصعدة وليس على صعيد واحد .. فلو نظرنا على صعيدٍ واحد من دون باقيها لربطنا بين هذا الصعيد ومصلحته.. ولو اكتفينا بتلك المصلحة خالصة من المصالح الأخرى للأصعدة الأخرى كانت مفردات الخيانة والعمالة والإرهاب هى محل الإستعمال والهدف فى ذاتها ومن دون إعتبار للمصالح سند الأعمال والتصرفات السياسية بل وحتى الإرهابية ذاتها ..
فمثلاً لو رأينا تأثر مصر بأحداث غزة بينما نرى هناك آلاف على منفذ رفح يستغيثون بالمصريين بينما البعض منهم يحاول الفكاك من الحصار ولو عبر أنفاق ليضع يده ولو فى يد الشيطان بالداخل المصرى وقد رأى فيه أملاً لحل أزمته التى هى بالنسبة له حياته وحياة ذويه بل مصيره ومصيرهُم لرأيناهً يهدد الأمن المصرى وقد صار إرهابياً فى نظر المصريين .. لو رأينا مصلحة مصر فى مقاومة النفاذ الى أراضيها للمحافظة على أمنها سنراها تتحقق بالإمعان فى غلق المنافذ أمام الغزاويين فإن هربوا هم تحت شدة القصف الإسرائيلى من مصلحة مصر الوقوف أمام الزحف ولو أوقفت على حدودها آلاف المجنزرات العسكرية ولو ذُبِحوا هم داخل أراضى القطاع .. لذا ولتحقيق تلك المصالح مصر معنية بإتخاذ مواقف التهدئة للأزمة من دون الإجراءات المانعة لها منعاً مطلقاً بدور مباشر لها لما لذلك الدور المباشر من عظيم تداعيات قد تُفضى للمواجهات ..
تعالوا لنقرأ مصلحة دولة الكيان الصهيونى فى الأزمة .. دولة تل أبيب من مصلحتها الخلاص من كابوس الغزاويين المُزعج وبأى ثمن ولو من خلال تهجير سكان القطاع الى سيناء كوطن بديل لعشرات السنوات القادمات .. هذا إن حدث وتحت شدة القصف لغزة واعمال آلة التقتيل البشعة سف لايكون أمام أهل غزة سوى الفرار غرباً نحو رفح وهنا سيحكمهم قانون اللاجئين لترعاهم مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة من بعد ومن ثم يبات الأمر واقعاً على المصريين فلاهم يستطيعون مواجهته واقعياً بضرب هؤلاء الفارين والا سيُعتبرون مرتكبون لجريمتين جريمة ابادة بشرية أو جريمة أخلاقية فى حق لاجئين عرب لايمكن لقيادة مصرية تقدم عليها فتصطدم بالرأى العام لديها وبالشارع العربى المتعاطف مع القضية الفلسطينية من جانب آخر..
لذا ستمتثل مصر لهؤلاء الللاجئين إن حدث لتكون اسرائيل قد حققت مقاصدها بإفراغ غزة من سكانها .. لكن السؤال .. كيف ستحصل اسرائيل على مبتغاها هذا بينما سيصمت المصريون ؟!
لإحداثِ هذا ستعمد اسرائيل وقد عمدت بالفعل وبفضل جهل الإعلام لدينا كما وجهل الشعب سياسياً بإنتشار الشائعة فيه كما البرق للترويج بعمليات عسكرية بالعمق المصرى واستدعاء اتهام حماس كقيادة لغزة بها ولامانع من الإستعانة فعلاً ببعض رجالات حماس استخباراتياً بعمل غسيل مخٍ لهم بأن مصر هى من تحاصرهم وتمعن فى اذلالهم بغلق معابرها وهدم معم الانفاق لديها كما وبالتقاعس عن نجدتهم واقعياً وسياسياً ليصيرون هؤلاء من بعد ارهابيين متطرفين تثبت التحقيقات معهم إن تم القبض عليهم ضلوعه حماس فيها ولامانع أن تساعد المخابرات الإسرائيلية المخابرات المصرية فى اعطائها المعلومات عنهم لسرعة القبض عليهم وحصاد إعترافاتهم لتشير الأصابع بالإتهام وبسرعة البرق لحماس المقاومة فتسقط حماس لدى الرأى العام المصرى وتفقد تعاطفه معها ومن ثم يسقط التعاطف المصرى مع القضية الفلسطينية بل ومع بشاعة مايحدث بغزة كونها أزمة بين اليهود والخونة أو العملاء من الفلسطينيين أنفسهم .. ومن ثم ستنجح اسرائيل فى تهجير المليونى غزاوى جهاراً وأمام أعين المصريين وبرضاءاتهم ومن دون أى اعتراضات وذلك مكمن الذكاء العبرى وعظيم مصلحته ..
تعالوا على الصعيد الآخر لنرى مصلحة الغزاويين وادارتهم حماس .. بالطبع مصلحة الفلسطينيين عموماً بموجب التصالح الأخير بينهما حماس هنيَّة مع فتح ابو مازن فإن من مصلحة حماس كإدارة لازالت هى أمرواقع فى غزة تلق قبول فتح الآن بالتعاطف من دون خصومة وقد أزالها التفاهم بينهما والتصالح .. تلك المصلحة تتبدى فى الرغبة فى ضرورة الخلاص من الأزمة الغزاوية ووضع حل للقضية الفلسطينية مع دولة الإحتلال تلك الأزمة العالقة منذ عقودٍ طويلة لم تستطع إزاحتها وانهائها عشرات السنين من المقاومة أو حتى من مفاوضات السلام بدءاً من أوسلو وحتى الآن .. ماذا يفعل الفلسطينيين عامة وحماس خاصة تحقيقاً لمصلحتهم ؟!
فى نظرى أن الفلسطينيين عامةً وغزة خاصة قد باتوا يهوون حتى الإنتحار للخلاص من أعظم أزمة إنسانية قد عرفها الإنسانية كلها .. إذ لم تزل فلسطين هى الدولة الوحيدة كما وشعبها هو الشعب الوحيد االلذى لايزالُ يرزحُ تحت الإحتلال .. لم يعد فى العالم احتلال سوى فى فلسطين بفعل دولة الكيان الغاصب .. قدَّموا هنالك أعظم آيات الفداء وبكافل فصائل المقاومة لكنها غير كافية لإزاحة الإحتلال .. لم يجدوا من الأشقاء العرب غير المساعدات السياسية من بعد عظيم الدفاع العسكرى فى يونيو حزيران67 واكتوبر تشرين 73 .. ومن بعدها وتحت مبرر السلام ومن بعد انصهار تداعيات مؤتمر بغداد وانجرار الفلسطينيين تحت وهم نتائج السلام القادمة متى باتت خيار استراتيجى لهم أنهم سيحصدون على دولتهم مستقلة محررة .. هنا تبنَّى الراحل عرفات خيار السلام كخيار استراتيجى لكنه دفع ثمنه حياته ودفعت المقاومة من ورائه ثمن وقف عملياتها بينما استمر الإحتلال فى ممارسة أعظم أدواته فى الحصار الخانق ليتزايد الجوع هنالك والفقر والإستعباد والسجن للشباب الفلسطينى فى سجون الإحتلال بينما الأشقاء العرب يتدخلون وحتى الربيع العربى فقط بإسداء النصح بضرورة وجدوى الجلوس على مائدة المفاوضات لكل المقاومة الفلسطينة وقد صارت منقسمتين على ذاتها بين ادراتين إحداها فى غزة والأخرى فى رام الله .. وهذا ماحصدته فلسطين من دعوات التفاوض والتكتل نحو السياسة والتفاوض كتلة واحدة من دون الإبقاء على فصيلٍ مقاومٍ فاعل .. نعم لم تسفر المفاوضات عن ثمة شىء سوى تحقيق مصالح دولة الإحتلال وحتى تغيَّر الواقع السياسى فى المنطقة أفضل ألف مرة لصالحها عن ذى قبل..
السؤال .. ماذا هو خيار الفلسلطينيين عامة والغزاويين خاصة بإدارتهم حماس وبعد أن رؤوا بارقة أمل فى نظام من بعد نجاح الربيع العربى ظنوا أنه سينجح فى مساعدتهم بمرجعيته التنظيمية معهم وهم الإخوان المسلمين .. صحيح نجحت بضعة شهور فى تخفيف وطأة العزلة لديهم والحصار على يد قيادة مصر المتناغمة تنظيمياً معهم وبرغم عظيم تداعيات هذا على الأمن القومى المصرى اذ ترتب على فتح الزوايا الأمنية الحدودية أن إستغلت اسرائيل المشهد فى تمرير الإرهابيين والسلاح بكثرة الى العمق المصرى لتحصد من بعدها ومن بعد نجاحاتها بأفعال الإرهابيين من هؤلاء أعظم نتائج منها استشاطة غضب المصريين على الفلسطينييين عامة والغزاويين خاصة وادارة حماس تحديداً وقد باتت لدى المصريين من بعد ليست كفصيل مقاوم بل كإرهابيين يريدون ضرب الأمن المصرى فى عمقه لتتزايد الشائعات لصالح اسرائيل أن حماس والفلسطينيين من ورائهم هم أشد خطراً على المصريين ومصر من اليهود ودولة الإحتلال نفسها .. ساعتها وقد حدث بالفعل ماتمنت دولة الكيان أن بات المصريين يتفرجون على أحداث غزة وبرغم شدة آلة التقتيل فيها وبقصد التهجير الى سيناء الوطن البديل .. وكأنهم ينتظرون فى سعادة قدوم الاشقاء الفلسطينيين الى العمق السيناوى راضين مرضيين وبرغم عظيم خطورة هذا على الأمن القومى المصرى والسيادة المصرية تحديداً لتكون اسرائيل هى الكاسبة بإنجاح مخططها اليوم بتهجير أهل غزة وتفريغها الى حيثُ سيناء الوطن البديل هو ذات الهدف اللذى طمعت فيه اسرائيل من قبل فى ظل القيادة المصرية الإخوانية من بعد نجاح الربيع العربى مباشرةً فى مصر لكنها لم تنجح بفعل مقاومة المخابرات المصرية والجيش المصرى عامةً له ..
هنا كانت مصر معنية بالتدخل فى المشهد الراهن الغزاوى بغية تفويت الفرصة على اسرائيل كى تحقق أهدافها الخبيثة تلك .. فكانت الدعوة لوقف اطلاق النار والدعوة لمفاوضات بين الجانبين على نحو المبادرة المصرية الأخيرة .. هنا نتساءل إنصافاً سؤالاً ضرورياً : هل من مصلحة حماس والغزاويين قبول المبادرة المصرية ؟ ..
الإجابة وحتى لانظلم الجانب الفلسطينى الغزاوى بل حماس تحديداً كإدارة للملف الغزاوى وبرضاء فتح أبو مازن أن مصلحة هؤلاء استمرار المقاومة لكونهم قد صار لديهم خبرة من المراوغات الاسرائيلية والتى دائماً ماتكسب أرباحاً سياسية من وراء المفاوضات بينما المقاومة ترهقها كون صواريخ القسام هى أعظم تهديد لعمق الشعب الصهيونى الضاغط بفعل ذلك على ادارة دولته ليستغيث من بعد نتنياهو بالضرورة بالتنازل عن عظيم الإستحقاقات الغاصبة ومهما كانت فواتير تلك المقاومة من قتل أو إبادة حتى للشعب الفلسطينى كاملاً وغزة تحديداً .. لاتوجد دولة محتلة ولاشعب تحت ربقة الإحتلال يوقف أعمال مقاومته لحظة واحدة حتى زوال الإحتلال هكذا بات يرى الفلسلطينيون الأمر ومن بعد الخبرات العظيمة مع المفاوضات العقيمة وعلى مدى عقودٍ عديدة ..
إذاً لقد يأس الفلسطينيون من أمر المفاوضات ودعوة العرب أو المصريين خاصةً إليها .. لذا كان فى نظرى قرار استمرار المقاومة لديهم هو قرارٌ مصيرى وهو قرار المنتحر اليائس من الحياة بمنطق إما الحياة بشرف وآدميَّة أو الموت والفناء .. لذا كان خيار المقاومة بالنسبة لحماس فتح هو قرار الحياة .. لامانع لديهم أن تمارس فتح مفاوضات كما كان يفعل عرفات من قبل من رام الله .. لكن من دون ايقاف آلة المقاومة للحركات المسلحة الفلسطينية .. لكن السؤال الأعظم وبرغم قبولنا جزئياً لهذا المنطق .. أوليس لهذا المنطق من ثمة أضرار على الأشقاء المصريين بتداعيات استمرار الأزمة وتداعيات استمرار القصف بوحشية من احتمالية بل وجوبية حدوث التهجير القسرى نحو الحدود المصرية ومن ثم سيناء كوطن بديل وهو من أشد بل ومن عظائم مخاوف المصريين أن يحدث ؟ ..
اقولها وبصراحة فى نظرى أن بات الفلسطينيون لايأبهون الى هكذا تداعيات حتى بإحتمالية حدوثها .. كونهم فى نظرى قد اختاروا طريق فرض الحل على كل أطراف المشهد حتى المصريين أنفسهم .. أولاً سيمارسون تهديد العمق الشعبى الإسرائيلى بصواريخهم التى سيمطرونها عليهم مماسيضغطون بها على ادارة نتنياهو هناك بإعلانه من بعد بعظيم التنازلات بالضرورة وسوف لايكون أمامه من حل سوى قبول هكذا تنازلات متى زادت المقاومة وضرب الصواريخ التى أعتقد أنهم حصدوها من الدولة الصفوية أو من المناخ العربى إبَّان مرحلية الربيع العربى فى بلدانه وصعود تنظيم الإخوان وهو الرحم الحمساوى لسدة الحكام فى العديد من البلدان العربية وقد ساعدهم من قبل.. هنا ستتحقق فى نظرهم مصلحتهم تلك من المقاومة على الصعيد اليهودى الصهيونى ..
أما عن الجانب المصرى فكان من الضرورة لديهم جر أرجل المصريين لمعالجة الأزمة كطرف فاعل قادر على استخدام أدواته وهو الطرف اللذى تربطه مع دولة الإحتلال مصالح سياسية واتفاقية سلام بالأسٍاس واللذى يمكنه ومن خلال التهديد له بقطع العلاقات أو الخطوات المبتدأة بطرد السفير أو حتى استدعائه للتشاور الأمر الذى يرونه لم يحدث حتى الآن .. هو باستمرار المقاومة سيُحدث لخوف المصريين أن يأخذوا خيار التدخل مجبرين سواءاً سياسياً بكروتها الضاغطة اللاعبة أو حتى بالتدخل المباشر بالدعم اللوجيستى لأعمال المواجهة ومهما كانت التداعيات .. لكونها مهما تعاظمت هى اختيار أكل الميتة للمضطر هرباً من تحقق أهداف اسرائيل من وراء التهجير القسرى الى سيناء كوطن بديل للفلسطسنيين ومن ثم سيكون خيار التدخل المصرى فى أعظم صوره هو الخيار الأقل مخاطر من خيار الترك للمشهد وبتداعياته الأخطر..
فى نظرى أن خيار استمرار الغزاويين للمقاومة من دون ايقاف لضرب الصواريخ على العمق الاسرائيلى ومهما بلغت تداعياته على الغزاويين أنفسهم هو اللذى سيقصم ظهر الإسرائيليين .. هكذا قرأ الفلسطينيون المشهد فإتخذوا قرارهم ليثبتوا للمصريين أن خيار تدخلهم بالمشهد ليس خيار نزهة بل خيار المضطر أرادوها أو لم يريدونها .. كان قرارهم هذا هو قرار المنتحر كمن يرى إخوته يتفرَّجون على ضرب أعدائه له وأهل بيته وبقسوة فلايتدخلون لإنقاذه .. هنا كان أمره لازماً لأولاده أن يهرولون الى حيث بيوت إخوته ليستجدون بها ويحتمون .. ساعتها سيكونون إخوته مجبرين لامحالة بالتدخل لرفع الضرب عنه والعدوان بل وانهاء أزمته مع اعدائه ..
إذاً هو خيار المصالح وحساب التداعيات المقترنة بها .. لقد بات الفلسطينيون يفهمون مصلحتهم جيداً ولن يخضعون لمصالح الأشقاء العرب أنفسهم من بعد ما حصدوا من عظيم خسائر من إفراغ المقاومة من محتواها على عتبات السياسة بدعوة الأشقاء أنفسهم وقد خذلوهم كما يعتقدون .. الآن عرفنا المصلحة لدولة الإحتلال .. أوليس من مصلحتنا كمصريين أن نقرأ عظيم مصالحنا خاصة ومهما باتت معقَّدة .. أم نكتفى بالفرجة على المشهد الغزاوى لنكتفى بتحقيق مقاصد دولة الإحتلال من وراء مخطط اسكاتنا بالتلحين كل دقيقة على خيانة حماس والفلسطينيين للعروبة ومصر ومن دون قراءة عاقلة بحتة من دون عواطف لنقرأ المصالح لكافة الأطراف فالعقل يقرر أن لامصلحة ستتحقق لك منفرداً من دون تحقق هوامش من مصالح الآخرين .. فإرتباط المصالح يقتضى ارتباط القراءة لعموم المشهد وليست القراءة الذاتية للمصالح الذاتية منفردة ..
لو حدث هذا لوازنَّا بين مصالح حماس فتح الفلسطينية .. ومصلحتنا كمصريين ولن أقول مصلحة دولة الإحتلال فلسنا معنيين بتحقيق ولو هامش قليل لمصلحتها والا بتنا حقيقةً خونة للقضية الفلسطينية المحورية عموماً والمصرية الوطنية خاصةً .. هنا لابد من تضافر مصلحة مصر مع مصلحة الغزاويين ولابد من التعامل والتعاون السياسى ولن أقول العسكرى حتى لايتهمنا البعض من ذوى الرؤى القاصرة بأننا دعاة حرب لمصر مع دولة الإحتيال وقد آثروا الإرتكان لراحة البال من دون ثمة همومٍ قومية أو عروبية هى مصيرية بالأساس ..
لكنى أرى أن مصر تملك من عظيم الكروت وبموجب اتفاقية السلام مع الصهاينة مايمكنها بها ممارسة الضغط على اليهود قصد تحقيق انفراجة فى الأزمة ليس هذا فقط بل وتحقيق مايلمس به الفلسطينيون أن هناك انفراجة قادمة وليس مجرد وعود لطالما يأسُوا من قبل من جدواها ..
تلك كانت قراءة محايدة بحتة لمصالح أطراف الأزمة الغزاوية الفلسطينية كى نتوقف عن سذاجة التوصيف بالخيانة الفلسطينية والتى تحمل فى طياتها من دون أن ندرى أعظم آيات الإستعجال لنفاذ مخطط الترانسفير بالتهجير القسرى للغزاويين الى سيناء كوطن بديل وذلك هو المقصد الصهيونى الأعظم من وراء استمرار الأزمة .. وهو فى ذاته أعظم مخططات اسرائيل قبالتنا نحن المصريين .. فهل سنكتفى بالصمت الخائن ومن دون فهم لأبعاد الأزمة مع المشهد الراهن .. أم سنواصل كذلك التخوين للفلسطينيين وبرغم جودة قراءتنا تلك لمصلتهم كذلك .. ؟! .. هذا ماستُنبىءُ عنهُ بلا شك الأيامُ القليلةُ القادمة !!!! ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.