سيدة أصيبت في حادث سير، ونقلها المتسبب في الحادث إلى المستشفى ليس إنسانية منه ولكن لعدم تمكنه من الهرب. الإهمال وطلب البقشيش يسود المستشفى كما جرت العادة في بر مصر وخاصة من التنابلة رجال الأمن الجالسين في الطرقات على كراسي مريحة، وزوار المرضى لا يجدوا كرسي واحد، سيدة مُسنة تبلغ من العمر حوالي الثمانون عاماً بكى هذا "الموريس الخواجه" الذي صدمها وكاد أن يقبّل قدميها حتى لا تقل أنه صدمها وسيقوم بعلاجها على نفقته الخاصة، وكان له ما أراد، دفع جزء من مصاريف العلاج ولكن الأشاعة أثبتت أن السيدة المُسنة تحتاج لعملية جراحية ولن تتم هذه العملية إلا بعد دفع التكاليف، ولكن المتسبب في الحادث لم يحرك ساكن ولم يبد أيّ اهتمام، دفع أهل المريضة ما يملكون على وعد من الرجل بدفع باقي التكاليف ورد المبلغ المدفوع من قبلهم، صامت السيدة المُسنة حوالي يوم بأوامر الأطباء كي تُجرى العملية بعد ذلك، ولكن "موريس الخواجة" اطمأن لموقفه القانوني وأنه بعيداً عن المساءلة القانونية وهرب كالخادمة التي وجدت عمل عند مخدوم آخر بأجر أحسن دون أن تخبر مخدومها. فات يومان وإدارة المستشفى لم تُحرك ساكناً، قرروا نقلها لمستشفى خاص، ولكن الموظف المختص لم يكن على مكتبه فقد ذهب ليصلي ثار أهل المصابة من رد زميلته المحجبة التي قالت: العبادة أهم...! صعّدوا الأمر للمدير الذي بدوره اهتم فوراً، وفي جلسة ودية معهم أشتكى مُر الشكوى من وزارته التي تركت مبنى كامل منذ عام 2005 دون إكماله وبعض الأجهزة الطبية المعطلة التي تحتاج لصيانة ولكن لا حياة لمن تنادي، تنهد ثم أضاف: ولا أحد يعمل دون أن يطلب البقشيش أو المعلوم أولاً. كيف تنجح المؤسسات وبها أخلاق الإخوان وأخلاق الخصيان...! أخلاق موريس الخواجة.