كثيرا ما سمعنا عن عدم نظافة المستشفيات الحكومية، وجود قصور من المسؤلين داخل هذه المستشفيات فى أداء مهامهم وتقديم الخدمة الطبية للمواطنين بشكل لائق، وإزاحة الألم عنهم إلى أن وصلنا إلى الاستهانة بحياة المريض الفقير الذى لا يستطيع الذهاب إلى المستشفيات الخاصة لتلقى العلاج . استمعت بوابة الوفد لشكوى أحد المرضى من سوء الخدمة والإهمال بالمستشفيات الحكومية، حيث أكد صبحى محمد السيد وهو رجل مسن يبلغ من العمر 85 سنة كان يعمل سائقا وبعد انزلاقه بأحد الجراجات نتج عنه كسر فى الحوض مما أعاقه عن العمل، وتوجه إلى عدة مستشفيات للوصول للعلاج على نفقة الدولة لعدم قدرته على العلاج فى أحد المستشفيات الخاصة . توجه المريض بعد الحادث إلى مستشفى القصر العينى التعليمي ليطلب العلاج وقام بعمل أشعة ولكنهم لم يقدموا أى وسيلة لإنقاذه، وأعطوه الإشاعة التى توضح وجود كسر فى الحوض فقط دون حجزه بالمستشفى للقيام بالعلاج اللازم، بعد أن تبين أنه يعانى من كسر فى الحوض ويحتاج إلى عملية لعلاج هذا الكسر. وبعد محاولات كثيرة باءت بالفشل للحصول على قرار بالعلاج على نفقة الدولة بمستشفى القصر العينى، اضطر المريض أن يذهب إلى مستشفى أخرى وهى "الهلال" والتى رفضت من الأساس دخول المريض لكبر سنه مما يخالف معايير الإنسانية والقانون. وبعد رحلة عناء من "القصر العينى" إلى مستشفي "الهلال" وسط حالة من التعب المادى والمعنوى ذهب المريض إلى مستشفى"العجوزة" على أمل أن يجد الحل هناك ويتلقى العلاج على نفقة الدولة، إلا أنه صدم بطلب المستشفى 2500 جنيه مقدم مصاريف إقامة تحت الحساب مع العلم أن مستشفى العجوزة تعد من المستشفيات الخيرية، -على حد قوله. وبعد مفاوضات توصل المريض مع المستشفى إلى الحصول على قرار بالعلاج على نفقة الدولة، ولكن الحل جاء معه العقدة وهى أن القرار سيتأخر استلامه لمدة شهر على الأقل، ما جعل المريض يعود لمنزله دون تلقى أى علاج من أى مستشفى حكومية قائمة فى الأصل على راحة المواطنين وخاصة الفقراء منهم. وتساءل المريض "أين حق المريض الفقير فى العلاج؟"، مناشدا أى مسئول لديه الإنسانية لإنقاذ حياته من الهلاك".