عبدالله جوهر العلي وسع إسلامنا كل شىء.... تعتبر الاستراتيجيات التدريسية عنصر هام من عناصر العملية التعليمية التي يشملها المنهج ومحتواه التدريسي،وقد برع التربويون الغربيون في ابتكار النظريات التربوية التي نُسبت لهم،رغم أن إسلامنا الحنيف تحدث عن تلك الاستراتيجيات التعليمية بالتفصيل في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة القولية والفعلية،والمتدبر لتراثنا الإسلامي يجد أن المولى عزَ وجل ضرب لنا الأمثلة لتقريب المفاهيم لأذهاننا لنتعلم ونستفيد وهو أسلوب تدريسي حديث يتطلب من المعلم ضرب الأمثلة الحية من الحياة الواقعية للطالب لتقريب الصورة لذهن الطالب ويجعله يستوعب المفهوم والمضمون الجديد عليه،يقول المولى عزَ وجل في سورة إبراهيم(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلََ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)وهو مثل حي لضرب الأمثلة لتقريب المفهوم و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه الصحيح : ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ويتضح من هذا الحديث التشبيه المكتمل أركانه وهو من طرق التدريس الهامة. كما كان لإستراتيجية العصف الذهني المستخدمة بكثافة فيما يعرف بالتعلم النشط استخداماً كبيراً في الإسلام فنجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يعلم أصحابه من خلال استخدام هذه الإستراتيجية فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المؤمن حدثوني ما هي قال عبد الله فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة فاستحييت أن أقول قال عبد الله فحدثت عمر بالذي وقع في نفسي فقال لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا)ومن هذا الحديث ندرك كيف استخدم معلم البشرية إستراتيجية العصف الذهني لاستثارة تفكير وحماس الصحابة. إن المعلم العربي يحق له أن يفخر أن إسلامه الحنيف استخدم الاستراتيجيات التدريسية الحديثة منذ أكثر من ألف وأربعمائة قرن وهو ما نتمنى من معلمينا أن يستخدموه في عملهم بما يجعل طلابنا من أفضل طلاب العالم. عبدالله جوهر العلي