))) المؤكد بأن المفاوضات الجارية حاليا بين إيران ،والدول العظمى الست حول البرامج والمفاعلات النووية الإيرانية وانتاجها من اليورانيوم المخصب، والمقرر لها يوم الأحد القادم تقف على حافة الإنهيار والعودة مجددا الى نقطة الصفر . ))) من يملك النظرة الى الشأن الداخلي الإيرانى سيدرك قطعا بأن المهيمن على مقدرات الدولة هو الحرس الثورى الإيرانى ، فهو من يشرف على المشروع النووى وصناعة الصواريخ وبناء السدود وحراسة المطارات ولديه بنوك وشركات ، بإختصار شديد أصبح يمثل كيان أكبر من الدولة " دولة داخل الدولة " ، فهو الحاكم الفعلى للبلاد من تحت عباءة المرشد . ))) ولك أن تتخيل بأن "محمود أحمدي نجاد " قبل أن يصل إلى منصب رئيس الجمهورية كان يعمل مسؤولا عن الشؤون المدنية فى الحرس الثورى الإيرانى، بل ويعتقد قيادت هذا الحرس بأن فوز مرشح إصلاحى ك" حسن روحانى وحزبه " قد يغير من وجه النظام السياسى كلياً فى ايران . ))) أمريكا تحبذ العمل مع الإصلاحيين فى إيران ،وحسن روحانى الرئيس الحالى يقدم نفسه على أنه رجل إصلاحى متساهل أقل تشددا من المحافظين ،فى حين خامنئى وقيادات الحرس الثورى لن تسمح بخروج الأمور من أيديهم ، فهم ببساطة من يحددوا خيارات الحاكم ومعظم تحركاته السياسية محلياً واقليمياً . ))) وهو ما يفسر حالة الجمود الحالى فى المفاوضات القائمة الآن حول الملف النووى ، فالفريق المفاوض الإيرانى ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورفاقه من الإصلاحيين يتحججون للغرب بعدم قدرتهم على إقناع الحرس الثورى الإيرانى والمرشد العام بتقديم تنازلات حساسة فى الملف النووى ، وإن فشل تلك المفاوضات لن يغير من الوضع القائم فى إيران شئ بل ستزداد الأمور سواء بوصول المحافظين الأكثر تشدداً الى الحكم وهذه الحجة قد تكسبهم مزيداً من الوقت . ))) وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أكد فى تصريح له أمس " لا تمديد للمفاوضات النووية ولابد من الوصول إلى إتفاق يوم الأحد " . ))) فأمريكا تُدرك أن إيران ستأخذ الحب والحنان كله ولن تعطى شيئا ، وهو بالطبع يفسر الهجمة الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة على تركيا ، فما إن رحل "الجنرال جون ألن "المبعوث العسكرى للرئيس أوباما من تركيا حتى حطت أقدام نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بادين فى زيارة لأنقره استمرت ثلاثة أيام ،وما إن إنتهت تلك المباحثات والتفاهات حتى اتجه اليوم رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو الى أربيل لبحث سبل مواجهة الدولة الإسلامية مع نظيره مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق . ))) وهنا الكثير من التساؤلات التى تطفو على السطح ،وتداعيات تلك الأحداث على المشهد السياسى فى المنطقة ؟؟ _ماذا لو أعلنوا فشل المفاوضات رسمياً حول الملف النووى الإيرانى ؟ _ هل ينتهى شهر العسل بين واشنطن وطهران ؟ _وكيف سيتم التعامل مع الجماعات الجهادية المتشددة فى سورياوالعراق ؟ _وهل تستجيب الولاياتالمتحدةالأمريكية للمطلب التركى بإزاحة نظام الأسد كشرط أساسى لمواجهة الدولة الإسلامية ؟ _ وما موقف إيران وروسيا والصين من سقوط حليفهم الأسد ؟ _وهل بالفعل المنطقة أصبحت على شفا حرب عالمية ثالثة ؟ ))) قطعا كلها تساؤلات غاية فى الأهمية ولا يستطيع أعتى المحللين السياسيين أو المراقبين أو حتى مراكز الاستطلاعات الدرسات الدولية الإجابة عنها !! الكاتب / محمد سعد للتواصل / [email protected]