بين وطنين يعيشان فيها، وطنها الاصلي إيران التي هجرته بعد ثورة 1979 والولاياتالمتحدة التي تحتضنها منذ مايزيد علي 3 عقود. وطن لفظها ثم عاد وسجنها واتهمها بالخيانة، ووطن فتح زراعه لها ومنحها الحرية المفقودة التي كانت تسمو إليها..هالة اسفندياري خبيرة الشئون الايرانية تحلل في حوارها مع "الاخبار" المشهد الداخلي في الجمهورية الاسلامية وتشابكه مع الخارج بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني الذي يوصف بالاصلاحي. هناك قيادة جديدة في ايران بعد انتخاب الرئيس روحاني الذي يوصف بانه رئيس معتدل خلافا للرئيس السابق احمدي نجاد الذي طالما وصفت سياسته بالتشدد.. كيف ترين هذا التغيير في القيادة؟ لدينا الان رئيس جديد وحكومة جديدة ولديها توجه جديد في اطار الانفتاح علي العالم، ولدينا فريق جديد لادارة الاقتصاد وفريق جديد لادارة المفاوضات النووية، فوزير الخارجية الان هو المسئول عن ادراة ملف المفاوضات النووية مع الغرب بجانب ادارة الخارجية. نعم لدينا ادارة جديدة ولكنها جديدة فقط فيما يتعلق بايران ولكن القيادة مازالت هي لم تتغير لان الكلمة النهائية في اي قرار هام يتعلق بايران مازالت في يد المرشد الاعلي للجمهورية. لدينا رئيس معتدل ولكن ليس لدينا قيادة معتدلة. الرئيس روحاني جزء من النظام وكان عضوا في البرلمان كما كان عضوا في مجلس الامن القومي الاعلي، ولديه خبرة في التفاوض النووي حيث عملا مفاوضا نوويا لمدة عامين. فهو رجل صاحب خبرة سياسية كبيرة ولكنه أيضا جزء من النظام الثوري. روحاني لديه توجه جديد فيما يتعلق بالانفتاح علي الولاياتالمتحدة وهو مايتعارض علي ما يبدو ما توجهات المرشد الاعلي للجمهورية علي خامنئي كيف سيتوافق الاثنان؟ المرشد الاعلي للجمهورية اعلن انه يدعم روحاني وفريقه ووصف زيارته للولايات المتحدة لحضور اجتماعات الحمعية العامة للامم المتحدة بانها ناجحة. وكما دعم المرشد في السابق الرئيس رفسنجاني وخاتمي ونجاد فهو الان يدعم روحاني. وهكذا يفعل المرشد دائما مع الرؤساء علي الاقل في خلال الدروة الاولي لانتخاب اي رئيس. وقد وصف خامنئي الادارة الجديدة بانهم ابناء الثورة. ولكنه في نفس الوقت انتقد بعض الأخطاء في الزيارة؟ المرشد بالتأكيد يدعم روحاني فيما يتعلق بالمفاوضات مع الغرب وكذلك في توجهه الاقتصادي. ولكنه في نفس الوقت انتقد بعض ما وصفها بالتصرفات غير الملائمة وليست اخطاء خلال الزيارة ولكنه ايضا لم يحدد بالتفصيل ماهي هذه التصرفات ولم ينتقد صراحة لقاء روحاني وزير الخارجية الامريكي جون كيري. ولم يعلن صراحة ايضا رفضه لتوجه روحاني في التقارب مع الولاياتالمتحدة حتي بعد اتصال الرئيس الايراني بنظيره الامريكي باراك اوباما، لكنه في نفس الوقت قال انه لايثق في الولاياتالمتحدة. اذا فما التحدي الذي يواجهه الرئيس روحاني؟ التحدي الاكبر هو مواجهة المتشددين في ايران سواء علي المستوي الشعبي او في البرلمان.. علي سبيل المثال 3 من اعضاء الحكومة تم رفضهم من قبل البرلمان اضطر روحاني الي استبدالهم. ان قدرة روحاني علي السيطرة علي الاصوات المتشددة او علي الاقل اقناعها بسياسته الجديدة ستحدد الي حد كبيرة شكل الدولة الايرانية خلال الفترة المقبلة. وعلي سبيل المثال المظاهرات الاخيرة في ايران مازالت تنادي بالموت لامريكا ويحرقون العلم الامريكي يهتفون ضد واشنطن وغيرها من الافعال التي تؤكد ان هناك رأيا عاما يعارض هذه السياسة. فهو حتي الان ليس قادرا علي اقناع هذه الاصوات باهمية العلاقات مع واشنطن. ويجب عليه ايضا ان يقدم لهم شيئا علي الطاولة لاقناعهم بذلك هل سيقدر علي ذلك هذا هو السؤال. بالاضافة لذلك ايضا الاجهزة الامنية والحرس الثوري. من اهم التحديات التي تواجه روحاني.. وهو قد اعلن في خطابه الاخير انه يقدر الحرس الثوري ولكنه لايريده ان ينخرط في الامور السياسية، وهو ما اكده ايضا المرشد في خطابه.هو تطور جديد. في ايران التي مازالت تعاني من القمع وانتهاكات حقوق الانسان فالاعدامات مازالت مستمرة والاعتقالات لم تتوقف. فعلي سبيل المثال تم اغلاق صحيفة اصلاحية بعد انتخاب روحاني مباشرة. هناك من يحذر من ان روحاني ليس معتدلا ويحذر الغرب منه، اسرائيل علي سبيل المثال تري انه ذئب متخف في هيئة حمل، رئيس حزب الحرية من اجل كردستان حذر الغرب من الانخداع في مظهره.. هل تعتقدين ان ذلك صحيحا؟ بالطبع كل فريق يتحدث من منطلق مصالحه ومخاوفه، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحديد يصعد من لهجته ضد ايران دائما ويري ان البرنامج النووي لايران يشكل تهديدا لاسرائيل.. اما فيما يتعلق بروحاني فهو حتي الان كما اعلن خلال حملته يتبني نهجا اصلاحيا ويجب علينا الانتظار حتي نري عكس ذلك، لان الناس تتغير والمواءمات السياسية تغير من الاشخاص ولكنه حتي الان اصلاحي معتدل. الرئيس الامريكي اوباما بعد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي علي هامش اجتماعات الاممالمتحدة، صرح مجددا بان كل الخيارات علي الطاولة في التعامل مع ايران..هل تعتقدين ان واشنطن من الممكن ان تهاجم ايران وفي اي مرحلة يمكن ان يحدث ذلك؟ الرئيس اوباما تحدث عن الخيارات ولم يحدد الخيار العسكري بعينه والذي هو بالطبع احد الخيارات المطروحة، ولكن من وجهة نظري استبعد ذلك، لان الشعب الامريكي لن يقبل بحرب جديدة وان يدفع ابنائه الي حرب اخري بعد حربين في العراق وافغانستان كلفتهم كثيرا. ولكن الشعب الامريكي لم يتخذ قرار الحرب في المرتين؟ نعم ولكن في النهاية الكونجرس الذي يمثل الشعب لابد ان يوافق علي خطوة كهذه . ولذلك الادارة الامريكية تفضل العمل من خلال الدبلوماسية والعقوبات الدولية،والكونجرس الحالي وافق علي عقوبات صارمة ضد ايران. كما انه لايخفي علي احد التكلفة الاقتصادية للحرب وخاصة في هذه الايام التي يعاني فيها الاقتصاد الامريكي من مشكلات. هل تعتقدين ان سلاح العقوبات فعال في التعامل مع الأزمة الإيرانية؟ بالطبع فعال ولولا العقوبات ما جلست ايران علي مائدة التفاوض. العقوبات اضرت ايران بشكل كبير فعلي المستوي الاقتصادي، هناك معاناة فالاسعار مرتفعة العملة قيمتها انخفضت بشكل كبير وصادرات النفط تراجعت. المنتجات الصينية ملأت الاسواق. هناك معاناة حقيقة بين المواطنين وهو عكس ما يبدو من ان البلاد تقاوم العقوبات. وعلي المستوي السياسي ايران تعاني من عزلة وهو احد الاسباب وراء سعي الرئيس الجديد روحاني لانتهاج سياسية خارجية مختلفة. كيف ترين مخاوف دول الجوار من إيران وهل ستتغير هذه النظرة مع النظام الجديد؟ لا اري اي مبرر لمخاوف دول الجوار من ايران. ولكن مع ايجاد حل مع الغرب فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي وانتهاء الحرب الاهلية في سوريا، يمكن ان تنتهي هذه المخاوف. ايران دولة مستقرة وتسعي لان تلعب دورا في المنطقة ولايمكن التغاضي عن وجودها. فهي تلعب دورا في العراق وتدعم حزب الله في لبنان وتدعم الاسد في سوريا ، كما انها تدعم حماس والجهاد في غزة. الحل الامثل ان تكون هناك علاقات طيبة بين ايران ودول الجوار وان تدرك دول الخليج ان علاقات جيدة مع ايران لاتعني علاقات سيئة مع الولاياتالمتحدة. هل تعتقدين أن ايران كانت ومازالت بمنأي عن توابع الربيع العربي..وهل وجود نظام جديد إصلاحي قضي علي هذا الاحتمال؟ في الواقع ان المنطقة كلها تأثرت بماحدث في مصر وتونس ولكن لكل بلد حالة خاصة الوضع في مصر شديد التعقيد وفي تونس الأمور إلي حد ما تسير. المهم ان التأثير لم يقف عن حدود معينة من اليمن الي ليبيا لسوريا كما نشاهد الان. والدرس الذي يجب ان نتعلمه هو انه يجب احترام ارادة الشباب وتطلعهم للحرية واحترام طموحاتهم في العيش في دولة قانون تنعم بالحرية، وعقارب الساعة لن تعود للوارء. وسياسات القمع لن تمنع الشباب من ممارسة حقوقهم. النتيجة انه ليس هناك من هو بمنأي اذا لم يستجب لارادة الجماهير.