رمضان شهر الحب والخير عند الله تعالي وكذلك شهر المغفرة والرحمة فيه يرفع الله الدرجات والأجر الكبير للناس يوم القيامة وفيها الرضا والرحمة لعباده الصائمين وهذا الشهر العظيم يجب أن يكون هو الشهر الذي يبدأ فيه الناس محبة الله تعالي ومحبة عباد الله تعالي ليكون هو البداية الطيبة بين الله تعالي وبين عباد الله تعالي بمعني أن ينتشر الحب والمودة والإخلاص والإيثار وفعل الصالحات وأعمال الخير بين الناس لوجه الله تعالي لتكون عونا علي فتح صفحة جديدة بين الله تعالي وكذلك بين الناس وبين بعضها البعض وعندما تنتشر هذه الخصال الحميدة تختفي الأنانية وحب النفس ويختفي الظلم بين الناس فلايأكل أحد حق أحد في الدنيا حتي لو كان بسيطا ولايظلم أحد أحدا وأيضا عندما ينتشر الحب والإخلاص بين الله وبين الناس تختفي الرشوة والمحسوبية والواسطة والحقد والغل والحسد والتشفي والمكر والخداع والخيانة والتجسس وايذاء الناس بعضها البعض سواء بالقول والعمل في الحياة . فشهر رمضان المعظم هو سوق كبير يربح فيه من يربح ويخسر فيه من يخسر وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلي الله عليه وسلم ( رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ) رواه السيوطي والطبراني وغيرهما وهو حديث صحيح . وهذا الشهر الكريم يجب فيه أن يتراحم الناس بينها وبين بعض ويجب أن تسود فيه الكلمة الطيبة اللينة بين الناس في كل مكان وفيه ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي . في شهر القرآن الكريم يجب أن يكون هو بداية الطريق للناس في السعي في الأرض والعمل بنشاط وزيادة الإنتاج في كل الصناعات والزارعات حتي نكون من الأمم المنتجة والمتقدمة والمتحضرة في العالم أما غير ذلك فسنكون آخر الأمم تأخر ولايكون لنا وجود علي الخريطة الدولية في تقدم الأمم والشعوب علي ظهر الأرض . في شهر رمضان المعظم ليس صيام نهاره و قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح والاعتكاف فقط ولكن رمضان شهر العمل والخير والصدق مع النفس وصلة الأرحام بين الناس كله والتكافل الاجتماعي بين الجيران والناس يستوي فيهم المسلم وغير المسلم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( والله لايؤمن من بات شبعان وجاره جائع ) فدين الإسلام هو دين تكافل للمسلمين وغير المسلمين وكان سيدنا رسول الله عندما يذبح ذبيحة فكان يتصدق للمسلم ولغير المسلم في المدينةالمنورة . ايها الناس الأحتفال بشهر رمضان ليس هو تعليق الزينات وسرقة الكهرباء من الكبائن العامه وازعاج الناس بلعب الكرة ليلا في الطرقات والشوارع وحتي صلاة الفجر وليس هو ايضا تشغيل مكبرات الصوت في المساجد لنقل الصلوات والمحاضرات لأسماع من يجلسون في المنازل وكأنهم يعلمون الناس بصلاتهم وتسبيحهم للناس رغم ان الصلاة والصيام صلة بين العبد وربه أما التكافل الاجتماعي بين الناس فهو دليل لنشر الحب والخير بين الناس وكل ذلك له ثواب كبير عند الله تعالي في الدنيا والآخرة . أيها الناس شهر رمضان ليس شهر النوم والتكاسل وانما هو شهر العمل والجد والنشاط والصدق والرحمة والمشاعر الجميلة لتكون زاد للناس طوال العمر وحتي ينالوا الرضا الكامل والثواب الكبير من الخالق سبحانه وتعالي يوم البعث والنشور قال تعالي في سورة الكهف ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا ) ويقول الله تعالي في كتابه أيضا في سورة الرحمن ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) صدق الله العظيم . يجب علي الناس في رمضان اغتنام أيامه في عمل الصالحات وعمل الصالحات ليس صلاة وصيام فقط وانما كل الخيرات سواء في عمل دنيوي أو أخروي فدين الإسلام دين جاء للدنيا والآخرة ولولا الدنيا ماكانت الآخرة فالدنيا مزرعة للآخرة ومن زرعا حصدا أيها الناس شهر رمضان أيضا ليس شهر للتسول في الشوارع وعند أبواب المساجد فإننا نري جيوش من المتسولين والمتسولات يتسابقون لجمع الصدقات ويتحايلون علي الناس بطرق غريبة وعجيبة ليجمعوا أكبر قدر من الأموال والأطعمة في رمضان وهذا العمل يحث أمام بيت الله الحرام والمسجد النبوي في رمضان أيام العمرة والحج فكثير من الناس من مختلف البلاد تقوم بهذه الأعمال المسيئة ورغم أن الشرطة تقبض علي الكثير منهم ولكن هذه مافيا للتسول في العالم لدرجة أنك تجد الواحد من هؤلاء لايقنع بالقليل وتجد كل همه جمع الأموال بالآلآف لدرجة اننا رأيت برأي العين والله علي ماأقوال شهيد إمراة قامت بتاجير سيارة تاكسي ب 400 جنيه في اليوم ودفع ما يحتاجه من بنزين طوال اليوم مقابل أن تتسول فإنها تقوم بتعليق ميكرفون علي السيارة المذكورة وتحمل بعض الشهادات المرضية المضروبة وتدعي أنها تجمع الأموال لإبنها أو بنتها المصابين بأمراض شديدة وخطيرة وللأسف هذه الحيل الشيطانية تخيل علي كثير من أهل الخير من اهل الجود والكرم وطبعا هذا كذبا وتسول وقد تم القبض عليها مؤخرا بعد أن فعلت هذا العمل أكثر من مرة في شهر رمضان الكريم . أيها الناس الزكاة في رمضان وغير رمضان يجب أن تذهب للناس المحتاجه من الذين لايسألون الناس إلحافا يجدهم الجاهل أغنياء من التعفف وهذه الزكوات يجب أن تذهب للموظفين الفقراء الذين لايمدون أيديهم للناس لانهم يخافون الله تعالي ولايشكون لأحد عن فقرهم وحاجاتهم وإنما يطلبون من الله تعالي بعد أن قاموا بعملهم وعلي أحسن وجه حتي لو كان عائده قليل ولايجب إعطاءها للبلطجية والكسالي لأنه ليس من حقهم لأنهم لايحبون العمل ولايريدون أن يتعبوا انفسهم حتي لو كان عمل يدوي بسيط اللهم إلا اذا كانوا يبحثون عن عمل شريف ولقمة حلال في هذا يحل إعطاء الزكاة لهم لتكون مساعدة لهم في عمل مشروع يأكلون ويعيشون منه . وفي النهاية شهر رمضان هو شهر يرفع الله فيه الأعمال الصالحة لعباده السعداء اللهم يارب أجعلنا من عبادك السعداء في الدنيا والآخرة اللهم يارب إجعلنا من عتقاء شهر رمضان من النيران ومن المقبولين يارب العالمين اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وكل أعما ل البر والخير يارب العالمين اللهم أمين . وكل عام وأنتم بخير ..