جميعنا يمر بأوقات صعبة يضيق بها العالم من حوله ، ليصبح كالحلقة الصغيرة التى تطوق عنقه ، فلا الدموع وقتها تفيد بأن تفرّج مابداخل الصدر من هموم ، ولا الشكوى لمن حولنا تستطيع أن تخرجنا من تلك الأزمات ، ولكن الطريق الوحيد والباقى أمامنا هو اللجوء إلى الله عز وجل ، فباب الرحمن مفتوحاً أمامنا لا يغلق ، ومناجاة رب العباد يستجيب لها الخالق من عبدهِ إذا كان صادقاً ، والمذلة لله هى العزة لعبدهِ ، لأنك تتذلل لمالك الملك ، وخالق الخلق ، وتطلب الفرج من صاحب الفرج ، وتطلب الجود من رب الوجود ، فلا تتأخر فى رفع يدك إليهِ بالدعاء لكشف ضرك ، ولا تبخل عينك بالدموع أمامهِ وأنت تدعوه ، فقط كن صادقاً فى نواياك ودعوتك يستجب لك ، وكن قريباً منه بصلاتك وخشيتك يتقبل منك ، وأطلب مايرضيهِ ولا يغضبهُ يفرّج عنك ،فما كثر الضيق إلا قرب الفرج ، وما أستحكمت الحلقات إلا أتسعت ( إن مع العسر يسرا ) ، فلا ترفع يدك لسواه ، ولا تناجى أحداً غير الله ، ولا تطلب الإحسان إلا من صاحب الإحسان ، وأنظر إلى السماء وكأنها قريبة منك ، وتيقن بأن الله سبحانه وتعالى يستمع إليك ، فهو لا يغيب عن عينهِ مخلوق ، يعلم بغيب الإمور ، خيرها وشرها ، ويقدّر الأقدار بحكمته ، وقد يكون الكرب نعمة تقينا من شرٍ أكبر لا نعلمه ويعلمه الله ، أوقد يكون بداية لفرج أوسع وسعادة قادمة ، فلا تييأس أيها العبد من رحمة ربك ، فأنت لا تعلم حكمة ربك من وراء ما قدّرهُ عليك ، فقط إرضى بما قسمه الله لك ، وتقبل ماكتبه عليك ، وناجيهِ ليخفف عنك ، وإصبر إن الله مع الصابرين ، ولا تكن من القانتين الذين يقنتون من رحمة الله ، وتوّسم فى القادم خيراً تجده ، وأعلم أنك فى دنيا تتقلب فيها الإمور ما بين الضيق والفرج ، ولادوام فيها لحال ، فكما صابك ضُر ، صابك قبله فرح وسعادة ، وسيقابلك بعده أيضاُ فرح وسعادة ، وإنما هو إمتحان لك ، فصبرك على البلاء ، وتقربك بالدعاء ، هى من الشدائد التى يجازيك الله بها خيراً فى الدنيا والآخرة .