من المناسب أن نعرف كيف تنظر وتتعامل القيادة الصهيونبة بموضوع استحقاق أيلول, فقد استطاعت القيادة الصهيونية أن تحصر ملف الصراع مع الفلسطينيين في أروقة السياسة الأمريكية بشكل حصري دون أن يذهب هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية مستفيدة من الانحياز الكامل من قبل الإدارة الأمريكية لها ولسياساتها العدوانية والتوسعية, وقد استمر هذا الحال منذ العام 1993م وهو التاريخ الذي وقعت فيه اتفاقية اوسلو بين اسرائبل والفلسطينيين, ومنذ ذلك الوقت كانت دولة الاحتلال ترتكز في عدم السير قدما في عملية السلام وإدارة الظهر لاستحقاقاتها من خلال الدعم الأمريكي, ولكي نكون منصفين فقد طارت إلى مجلس الأمن العديد من القضايا التي تدين الاحتلال الإسرائيلي إلا أن الفيتو الأمريكي كان جاهز للدفاع عن دولة الاحتلال فقد حصل ذلك في موضوع جدار الفصل العنصري وفي إدانة اغتيال الشهيد احمد يس وفي إدانة الاستيطان الأمر الذي عود الاحتلال على أن سياسته العدوانية لن يكون لها تداعياتها السلبية عليه, وعليه فان الرعب الإسرائيلي من استحقاق أيلول والذهاب إلى الأممالمتحدة هو رعب مبرر من قبل هذه الدولة المارقة وهي تتخوف ليس من إقامة الدولة بالقدر الذي تتخوف فيه من السياسة الجديدة للسلطة الوطنية والتي تتمثل بالذهاب بملف الصراع إلى المحافل الدولية إضافة إلى ظهور دول إقليمية مناصرة للقضية الفلسطينية في الوقت الذي باتت هذه الدول تبتعد عن الكيان الإسرائيلي الذي أحرجهم من جراء جرائمه العلنية, ومن بين هذه الدول دولة تركيا التي أعلن رئيس وزرائها انه سوف لا تنقطع سفنه وسفن بلاده عن منطقة البحر المتوسط في إشارة إلى أن تركيا ستكون الدولة الإقليمية التي من شانها أن تلعب الأدوار المهمة ومناصرة للحق ومعادية للظلم والاحتلال والقهر في هذه المنطقة من العالم بعد أن كانت غائبة كل الغياب بفعل الضغط الأمريكي والعلاقة المميزة مع إسرائيل, ومن هنا نرى القيادة الإسرائيلية تتخبط دون أن يكون لها هدف محدد وواضح المعالم إلا من خلال الركون على الإدارة الأمريكية والتهديد والوعيد للسلطة الوطنية من خلال سرقة أموال الضرائب والتهديد بإنهاء اتفاقية اوسلو وكأنها تحترم هذه الاتفاقية ولو أن إسرائيل تحترم التزاماتها لكانت أول المعترفين بالدولة الفلسطينية منذ العام 2005م أو كما كانت تنص عليه اتفاقية اوسلو. إن الكيان الإسرائيلي مرعوب ومتخوف وهو يسابق الزمن من اجل استئناف المفاوضات مقابل عودة القيادة الفلسطينية عن قراها بالذهاب إلى الأممالمتحدة, وهي تعلم أن القيادة الفلسطينية ستتفوق عليها سياسيا حتى وان قامت أمريكا برفض القرار واستخدام الفيتو ضد الاعتراف بالدولة لان الموضوع لن يتلخص بموضوع إعلان الدولة ولكن الموضوع هو نقل ملف القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية في الوقت الذي سقطت فيه الكثير من العروش المؤيدة للاحتلال وخسارة إسرائيل العديد من حلفائها التقليديين إضافة إلى فقدانا للرعاية الأمريكية للمفاوضات بعد أن بات المفاوض الفلسطيني لا يثق بأمريكا ولا بأنها وسيط نزيه لهذه المفاوضات ويا رضى الله ورضى الوالدين.