كثيرون منا صدموا في فنانيهم المفضلين حينما وجدوهم يؤيدون ويؤازرون أنظمة الحكم العربية المستبدة المنحلة ويقفون إلى جوار الحكام العرب حتى وهم يقتلون ويذبحون في أبناء وطنهم .. أخوتهم وأهلهم وأصدقائهم ومعجبوهم الذين رفعوهم إلى عنان السماء رغم أن كثير منهم في الحقيقة لا يساوي ؛ على المستوى الفني والإنساني ؛ حفنة تراب .. ففي مصر وبعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير صدرت قائمة عار طويلة عريضة زينتها صور المنافقين والمنافقات اللائي تزلفوا للنظام وأيدوه وناصروه حتى وهو يذبح في المتظاهرين ولعقوا الأقدام والأعقاب كالكلاب منتظرين نصيبهم من غنيمة الفتح والنهب وسلب الوطن .. وربما من دماء الشهداء وأشلاؤهم ..وربما كان من أبرز من تصدرت أسماؤهم قائمة العار المصرية ( سي الزعيم اسم الله على مقامه ) الذي حسب نفسه زعيماً بجد وبحق وحقيقي فظن أنه عندما يرفع سبابته ويقول : أنا مع مبارك سيصاب أبطال الميدان بالرعب لأنهم زعلوا الزعيم وسيدخلوا مساكنهم صائحين : " آسفين يا بابا مبارك .. أسفين يا جناب الزعيم "!! وطبعاً لم يحدث لها لأنه زعيم مزيف .. زعيم من ورق .. زعيم من هواء ونفس المصير ناله ؛ وبجدارة ؛ ملك الجل والشامبو وكتلة من الراقصات والمائعات ومروجي الهلس وقلة الأدب باسم الفن والإبداع .. وأنا أود أن اسأل أخوتي الذين صدموا في هؤلاء : لماذا صدمتم فيهم ؟! ألا تعرفون أن هؤلاء يستفيدون إستفادة مباشرة من الفساد المستشري في الوطن .. ألا تعرفون أنهم يقبعون كالكلاب على دكان السلطة منتظرين العظمة التي تلقي لهم بعد إنتهاء الكبار من تناول وجبتهم ؟! وفي الحقيقة فإن النظام السابق لم يتواني لحظة عن مكافأة هؤلاء الحثالة على مدار سنوات طويلة .. وأبداً لم يتأخر أو يتواني في إلقاء العظم لهم ! نفس الوضع حدث في كل البلاد العربية التي تفجرت فيها ثورات الحرية .. فدشن التونسيون قائمة عارهم التي تصدرتها لطيفة البنفسجية التي يبدو أنها ستغني ( أديني فرصة تانية ) أكثر مما ينبغي هذه الأيام .. ولحق بها لطفي بوشناق وهند صبري وآخرون .. وشرحه في سوريا التي صُدم شعبها بسبب مساندة فنان بحجم وثقافة دريد لحام لجزار السوريين بشار الفأر ( وليس الأسد أبداً فالأسد أشرف وأعز من أن يشبه بتلك المخلوقات التعسة ) .. ومع دريد جاء آخرون وآخرون .. تباينت الأسماء والجبن والمذلة والتدليس والكذب واحد .. كلهم لا يفرقون عن بعضهم .. لا يختلفون إلا كما تختلف ألوان الأحذية ومقاساتها .. ولكن كلها في النهاية ( مداسات ) ستنجح ثورة سوريا مثلما نجحت ثورة مصر .. ويوماً ما سيري السوريين بشار خلف القضبان ويشاهدونه وهو ذليل منكس الرأس ( وربما على تروللي هو الآخر ) كما أسعدنا الحظ برؤية مبارك .. وساعتها سيقول السوريون لدريد وأمثاله : في البدورم يا حبيبي .. جنب أخواتك !!