«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجدل الإجتماعى والسياسى فى رواية علاقات تفتقد البراءة
نشر في شباب مصر يوم 23 - 08 - 2011

لاشك أن الحياة بدون الفن كصحراء جرداء خالية مما يحدثه الزرع والماء من تطور ونماء يحتاجه الإنسان لاستمرار حياته .. ومنذ خلق الله الأرض وأنزل فيها آدم وحواء يمكن القول أن الفن ظهر مع بداية هذا الوجود او الخلق .. بمعنى أكثر دقة وشمولا بدء خصيصة ( القص والحكى ).. وهو الفن الذى قيل فيه كثيرا عن النشأة والبدايات والتطورات وغير ذلك مما يعرفه الدارسون والنقاد والأدباء والمبدعون ..
والقص فى الواقع حاجة إ‘جتماعية ونفسية تنهض على الحكى فى الأساس .. الحكى الذى تعتمد عليه الرواية-قديمها وحديثها- حين يرتبط بواقع الحياةالإجتماعية لمجتمع ما.. حيث تغوص الرواية أو كاتبها أو راويها فى عمق العلاقات لتصوير مشكلات هذا الواقع وهمومه على مستوى طبقة أو طبقات إجتماعية ما .. وقد تتمحور حول فرد أو أفراد يعيشون فى مجتمع من المجتمعات ويعانون أزمة خاصة ..
والرواية فن صعب يحتاج إلى تجارب حياتية طويلة ومتنوعة ..وخبرة وتدريب طويل وشاق .. ومعرفة بأساليب وأدوات المعالجات الفنية التى استخلصها كتابها ونقادها على مدار تاريخها الطويل سواء على مستوى كتابها العلميين الكبار أو على مستوى الوجود المحلى فى مصر .. كما تحتاج أيضا إلى كثير من التفرغ فى العمل حتى يمكن للكاتب أن يقدم عملا فنيا ناجحا يكتب التاريخ الأدبى له الحياة والبقاء ..
وإذا كان الإجتهاد مطلوبا لتطوير كل شئ فى الحياة .. قياسا على ذلك يكون الإجتهاد مطلوبا أيضا فى كل فنون الإبداع الأدبى.. بغية تحقيق الإمتاع العقلى أو الشعورى أو حتى مواساة الناس وطرح قضاياهم من خلال شكل أدبى يوفر هذه الإحتياجات النفسية والحسية ..
وإذا كان النقاد أو بعضهم قد اتفقوا على أن أهم ماقدمه ومازال يقدمه الخطاب الروائى فى سبعينيات القرن الفائت وحتى الآن هو تحليل وتعرية واقعنا السياسى والإجتماعى والتصدى للقهر الذى تمارسه سلطة الدولة والجنس أو أى علاقات أخرى .. فإن ذلك كما أتصور يصلح مدخلا مناسبا إلى عالم أو فضاء الروائى عبد المنعم السلاب فى روايته الرابعة ( علاقات تفتقد البراءة ) ..لنتعرف على ماتطرحه هذه الرواية من الأسئلة الإجتماعية أو الفنية على السواء ..
والبداية تأتى من العنوان الذى يخبط دماغ القارئ أوالمتلقى بقوة ويهزه هزا عنيفا .. ومع هذا يظل العنوان محتفظا بتهويمات لاتنتج دلالة أو دلالات سريعة .. القارئ فقط يستشعر بقلبه ومشاعره جو الرواية وعالمها قبل أن يتهيأ لكشف أسرارها وخبايا العنوان من خلال السرد فى الرواية وبنيتها الفنية وخطابها الروائى ..
ورغم ذلك فإن الكلمات الثلاث التى تشكل البناء أو المعمار اللغوى للعنوان تمنحك تفسيرا أوليا عن سرد لغوى وحكائى لعالم يتخلق من علاقات شائهة تشوبها وقائع تتشكل من الخيانة والكذب والسرقة والنفاق ومفهوم ( أنا وبعدى الطوفان )..
( مكونات الحكاية - أو – ماهى الحدوتة ؟)
تدور أحداث الرواية فى إطارإجتماعى وسياسى .. من خلال عدة مشكلات أو عدد من الخطوط المتداخلة او المتشابكة نجح الروائى عبد المنعم السلاب فى خلق جدلية تمكن القارئ من استخراج أو إنتاج عدد من الدلالات تترجم أحوال المجتمع فىفترة زمنية تجمع مرحلتين مختلفتين إحداهما قبل ثورة 1952 والثانية بعدها وتمتد حتى الآن أى يمكن القول حتى مرحلة ثورة 25يناير 2011 .. ويمكن تحديد هذه الخطوط فيما يلى :
أولا : الصراع بين الحساينة وقرى طوسون وكفر ربيع وكفر شاهين .. يبدأهذا الصراع من الصفحات الأولى ويمتد حتى منتصف الرواية تقريبا ثم يبدأ فى التلاشى .. والخلاف كان على فعل قيام الحساينة بسرقة بهائم طوسون وكفرى ربيع وشاهين .. وصراع العمدة نعمان مع الحساينة من أجل إعادة بهائمهم ..
ثانيا : المشكلة الداخلية لأسرة الحاج نعمان.. والعلاقة غير الشرعية مع زنوبة زوجة الحاج نعمان مع ابنه منير .. وعلاقة منصور إبنه الثانى مع نجلاء التى تعيش مع أسرتها فى القاهرة .. وهى أسرة تمثل التحلل الأخلاقى من خلال المدنية التى تحياها وفى ذات الوقت تؤمن بالخرافة والدجل والشعوذة ..
ثالثا :صراع زنوبة مع أسرة العمدة نعمان بعد وفاته وعلاقتها بالضابط سميح الذى يمثل الوجه الإنتهازى لسلطة الدولة من أجل الحصول على ميراثها .. ويمكن اعتبار هذه السلطة ممتدة إلى الأحزاب والمجالس وغير ذلك ممايشكل إستغلال ضعف الناس ..
رابعا :صراع ممثلى السلطة مع العمدة نعمان ومن بعده ابنه العمدة منير من أجل تركيع فئة المثقفين ويمثلهم الأستاذ رمضان مدرس اللغة الإنجليزية وأسلوب السلطة أيضا فى تخليق وتربية كوادر سياسية تسعى إلى الأضواء – رغم جهلها تعليما وسياسة – بغية حماية مكاسبها ..
أسرة العمدة الحاج نعمان تتكون من الحاجة صفية زوجته وولديه منير ومنصور اللذين تخرجا من الجامعة .. منصور يعمل فى أحد بنوك القاهرة .. ومنير تخرج فى حقوق المنصورة وهوالولد المدلل لأبيه .. يتزوج الحاج نعمان على زوجته صفية من زنوبة الفتاة الجميلة القاصر .. يأخذها من أبيها ( خلاص حق ) لعدم قدرته على سداد قيمة إيجار فدانى الأرض اللذين إستأجرهما والد فوزية الرجل الفلاح البسيط .. كبرت البنت وعرفت من خادمتها سعادات التى كانت زميلتها فى نفس الوقت ( حكاية خلاص الحق ) .. فاضمرت فى نفسها الإنتقام .. فهيأت أفكارها للإندماج فى الطبقة العليا .. وذات ليلة إستغلت عودة بن العمدة أثناء عودته من إحدى ( قعدات الحشيش ) والتى يعرفها أبوه .. فتسللت إلى فراشه ولننظر كيف قدم لنا الروائى هذه الصورة :
( فى الفجر خرجت الحاجة صفية من غرفتها تتوضأ .. فلمحت الحية تخرج متسللة من حجرة ابنها .. لم تدر إن كان هذا إنتقام الله لما أوقعه الحاج عليها من ظلم.. فجعل الإبن يخطف طعام أبيه.. أم أن الحية لدغت ابنها مثلما لدغت زوجها من قبل ..ص17) .. وكان أن حملت زنوبة من منير وأنجبت ولدا أسمته حسن نسبته إلى العمدة ليصبح شقيقا لأبيه الحقيقى منير .. وهكذا اصبح منير أبا وأخا فى نفس الوقت .. مصيبة كبرى لايعلمها إلا زنوبة ومنير والحاجة صفية .. وكارثة مخبوءة يمكن أن تنفجر وتدمر الأسرة تدميرا تاما .. إحتملتها الحاجة صفية حتى مات العمدة دون أن يعرف شيئا عن هذه الحقيقة البشعة .. موقف تراجيدى كامل.. وماساة أخلاقية تدور فى إطارمايعرف(بزنا المحارم) نجح الراوى من خلالها أن يجعل المتلقى ( مفنجلا) عينيه على الأحداث فاغرا فاه حتى آخر جملة فى الرواية ..
تحولت زنوبة إلى ذئب وحمل وثعلب فى وقت واحد.. واستطاعت أن تفلت من كراهية الحاجة صفية والخوف من ازمة منير النفسية لكونه الأب لولد فى غير حدود الله .. والأخ لنفس الولد الذى لم يولد من صلب والده .. نجحت زنوبة أيضاً في أن تروض السلطة فجعلت الضابط سميح يطرح عليها عباءة الحماية ويوفر لها الأمن في مواجهة شبكة معقدة من العلاقات الإجتماعية والسياسية والبيئية .. حيث حملت شخصية الطبيب الدفاع عن صحة قريته التي حلم بالعمل فيها بعد التخرج من كلية الطب وعندما بدأ يزاول مهنته كطبيب , اكتشف من خلال التقارير المعملية أن مصنع الأسمدة والكيماويات لوث مياه النيل وقضى على الأسماك طعام أهل القرى .. حاول أن يأخد موقفاً إنسانياً دفاعاً عن الناس .. ولكن السلطة وعلية القوم كان لهم رأي آخر .. فنقلوه وأتوا بغيره الذي لاحظ ورأى نفس المشكلة وهي تتضخم أمامه كطبيب للوحدة الصحية .. قفز يبحث عن العمدة وعن رئيس المجلس الشعبي المحلي وعن أمين عام الحزب الوطني ليحذرهم ويشرح لهم الكارثة التي ستحل ((بالغلابة)) وجدهم في ((قعدة الفرفشة)) غير عابئين بما يحدث للناس حولهم .
عن المكان
المكان فى أى عمل فنى يعتبر أحد الشخصيات الهامة وليس مجرد موضع تدور عليه أحداث العمل الروائى او القصصى .. ولذلك يعتبر المكان جزءا هاما من الأحداث التى تحكيها الرواية ..
أجرى الكاتب أحداث روايته فى عدة أماكن مختلفة بين القرية ببيوتها المعروفة وبين المدينة مثل شربين والمنصورة والقاهرة بما فيها من عمارات شاهقة وأماكن للتلاقى بعيدا عن العيون والأتوبيس والمصلية وغيرها من مفردات الأمكنة التى لايمكن تصورأداء الشخصيات دون أن تكون فى هذه الأماكن تؤثر فيها وتتأثر بها .. هذه الأماكن أدار عليها الراوى سرد أحداث الرواية من خلال أكثر من ستين شخصية .. كل شخصية منها مرتبطة بمكان لايمكن تصور هذا المكان بدون هذه الشخصية أو تصور هذه الشخصية فى غير هذا المكان .. فخلقت الحكاية من هذه العلاقات عالما حكائيا مثيرا يلفت القارئ بقوة إلى عالم من المهمشين الذين يشاركون بقوة فى وضع هذه الأحداث المثيرة .. ولنقرأ معا هذه الوحدة السردية التى تحدد وترسم طبيعة المكان الذى يشكل خلفية زمنية للأحداث ..
( وجدى البيومى أحد من عرفوا بالضباط الأحرار .. رغم أنه لم يولد بالقرية أو ينشأ فيها.. لكن أصوله من طوسون ..والقصر القديم المتهدم على النيل هو قصر جده .. أو ربما جد جده .. وقد سمعنا عن هذا الجد حكايات وأساطير عجيبة .. قيل أنه كان طاغية يأخذ من يعاديه غصبا فيرميه من أعلى القصر إلى جب عميق على حراب مشرعة مسنونة تمزق جسده عشرات القطع.. وعندما يركب حصانه فى طرقات القرية تهرب الأهالى فلا يجرؤ مخلوق أن يظهر أثناء مروره .. لكن ذريته لم تحفظ الملك الواسع الذى تركه لهم .. فما إن أسلم الروح حتى إنطلقوا من إسارهم الذى كان الأب الصارم قد قيدهم به .. فهجروا القصر والقرية إلى الدنيا الواسعة فى القاهرة ..فعاثوا فيها فسادا حتى أنفقوا ماورثوه عن آخره .. واضطروا للعودة أذلاء وفقراء وإن كانوا يسكنون القصر العالى )..
من ثم نجح الكاتب من خلال وحداته السردية – سواء كانت السرد اللغوى فى وصفه واستبطانه للشخصيات وعلاقتها بالمكان – أوالسرد الحكائى فى عرضه للوقائع والأحداث.. فقد أجاد تكوين هذه الوحدات بحرفية عالية ولغة بسيطة موحية جعلت المتلقى مشدودا تماما إن لم يكن ( مربوطا ) بالأماكن التى دارت فيها الأحداث .. ولننظر إلى هذا المكان الذى سيعقد فيه ثلاث قيادات إجتماعا مثل إجتماعات الوزراء كما عبر موسى عبيد ..
( بعد العشاء جلس الثلاثة فى غرفة فاخرة .. ليس بها سوى (( شلت )) ومساند موشاة بالقصب غير النجف والضوء الخافت المخفى داخل الجدران .. لحظات ودخل صبى حاملا عدة الجوزة فأسرع موسى يقول :
بعد الكباب الحامى وجب الحبس بحجرين لا يقدمان إلا للأحبة مثلكما .. غبارة ماركة (( طظ فى الحكومة )) .. هنا ينتج المكان دلالة مهمة نشير إلى استمرار السقوط والإنهيار .. ليس سقوط وانهيار القيادات فقط .. وإنما إستمرار غليان الناس من سوء الأحوال وترقب الإنفجار ..
( الزمان )
وإذا كان بعض النقاد يعتبرون أن الزمن الروائى هو صيرورة الأحداث الروائية المتتابعة وفق منظومة لغوية معينة تعتمد على الترتيب والتتابع والتواتر والدلالة الزمنية بغية التعبير عن الواقع الحياتى المعيش وفق الزمن الواقعى أو السيكلوجى أو الفلسفى .. فإننى ومن هذا المنطلق ووفق هذه المنظومة : الترتيب والتتابع والتواتر والدلالة الزمنية أرى زمن ( علاقات تفتقد البراءة ) متحققا بهذا التشكيل الفنى .. خاصة إذا كانت الرواية محسوبة على تيار الواقعية .. رغم أن فى الرواية فإن الراوى ينتقل بنا عبر الزمن الماضى ساردا أو حاكيا .. ناجحا فى جعل المتلقى يشعر بالأحداث فى زمن الحكى الطبيعى للاحداث وهو اللحظة الآنية أو الزمن الآنى .. وقد قسم الكاتب الرواية إلى سبعة وأربعين مشهدا .. بعضها يبدأ وينتهى بزمن حدث المشهد ذاته .. كما أن بعض هذه المشاهد يحتوى على مشهدين أوثلاثة فى أزمنة مختلفة متقاربة أو متباعدة .. مشهد 20ص46و47ومشهد 24ص55و56على سبيل المثال .. لكن الزمن الحقيقى للأحداث يبدا قبل الثورة ويؤكد لنا هذا المقطع السردى الآتى :
( ورغم أن القوة والسلطان من يومها صارا شعار الحساينة .. فقهروا من تصدى لهم ونشروا سلطانهم إلى أعماق مركز صنع القرار .. لكن شاء الله فى ( الخمسينيات ) أن يظهر فى قرية طوسون من يكسر عنجهية الحساينة ويصد هجماتهم ويلزمهم حدودهم ص7) ..
لكن الصورة اكتملت عندما بدأ المخبر فتحى الضاحى يستأنف زياراته حاملا تعليمات سميح بك .. وحار منير هل يبلغ قريبه الحاج فهمى .. وأثناء إحدى زيارات منصور أخذ رأيه فنفى أن يكون فى كلام رمضان شئ زيادة عما يدور بين كل الناس .. فلما أبلغه أن الضاحى يقول عنه أنه يعارض معاهدة السلام .. وماذا فى ذلك ؟ .. أنا شخصيا لاأوافق على هذه المعاهدة ص81 ومعروف أن المعاهدة عام 79..
إذن من سياق هاتين الوحدتين السرديتين حدد لنا الراوى زمن الأحداث .. وأنه يحكى لنا عن الماضى والذى بدأ الراوى به ليكون أكثر تحديدا له قبل الخمسينيات أيضا .. يقول :
(المصائب حلت منذ استوطن الحساينة قرية المناصرة ..ولما اتسعت ذريتهم وتعددت فروعهم حصلوا من مجلس المحافظة بطرقهم الخاصة على قرار يجعل اسمها قرية الحساينة .. وقيل أنهم جاءوا من نسل حسين إبراهيم الحسينى بن الليل قاطع الطريق الذى أرعب المديرية وأغرقها فى بحور من الدمار فى العشرينيات ولم يستطع أحد أن يثبت عليه شيئ .. وعندما حان أجله كان نائما فى سريره الوثير (( بعمدانه )) النحاسية وناموسيته التل وردية وستائره الحريرية (( زمن قديم إلى حد كبير )) .. كما استخدم الكاتب أيضا الأفعال الماضية بنسبة عالية فى بداية المشاهد ..وهذا الإفراط من شأنه إشعار القارئ أن الراوى يحكى من أحداث الزمن الماضى .. أفعال مثل : حدث، قال ، قالت ، قيل ، جلس ، عادت جاء ، سافر ، بذلت ، وهكذا حتى وصلت صيغة استخدام الماضى حوالى 27مرة .. بينما استخدم صيغة المضارع التى تعنى الحاضر أو المستقبل بعدد يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة .. وكذلك الأسماء حوالى سبع مرات .. والإستفهامات وحروف الجزم والنفى .. مما يؤكد وعى الراوى بالأحداث التى وقعت فى الزمن الماضى .. وعند روايتها يستحضر بعضها لتبدو وكأنها تحدث فى الزمن الحاضر (( الزمن الروائى )) مما يضفى على العمل قدرا كبيرا من الحركة التى تجعل القارئ ملتحما ومتجادلا مع الاحداث المروية أو المحكية لحظة بلحظة ..
( الشخصيات)
الشخصيات وبناؤها الفنى هي مقياس نجاح الكاتب مع قارئه .. والأزمات هى التي تخلق التواصل وعدد كبير من شخصيات الرواية لا يستطيع المتلقي الإفلات من المشاركة في أزمتهم .. من ثم فإن الأزمة في رواية ((علاقات تفتقد البراءة)) تضع عدداً من الشخصيات في ((مخنقة)) عشماوي .. يدورون فيها ولا يستطيعون الإفلات أو الفكاك منها
.. فمنير بن العمدة دارس القانون في أزمة ..
.. وزنوبة بنت مسعود الألفي الفلاح الفقير في أزمة ..
.. والحاج نعمان العمدة في أزمة ..
.. ومنصور بن الحاج نعمان وشقيق منير في أزمة مع نجلاء وأسرتها ..
.. والأستاذ رمضان المثقف السياسي وقائد التنوير المعارض في أزمة ..
.. والضابط سميح ممثل السلطة في أزمة ..
.. الدكتور محيي الدين طبيب الوحدة الصحية في أزمة ..
.. الحاجة صفية والدة منير ومنصور في أزمة ..
.. الدكتور حسني عبد الكريم طبيب الوحدة الصحية الجديد في أزمة ..
.. موسى عبيد ((نجار السواقي)) الذي أصبح أميناً للحزب الوطني في أزمة ..
.. الحاج توفيق البورسعيدي في أزمة ..
.. الشيخ علي السمنودي عمدة كفر ربيع والحاج سيد سليمان عمدة كفر شاهين وأزمات الخفراء والخدم وحرامي الفراخ الولد طبلاوي والبنت سعادات والذي أكل علقة ساخنة طمعاً في مكافأة من زنوبه ..
كل هذه الشخصيات المتباينة التركيب والثقافة خلقت رواية مأزومة /للكاتب/ الراوي.. أعتقد أنه عانى كثيراً في إدارة أزمات هذه الشخصيات وبناء تكوينها النفسي والحياتى أزمات وإن اختلفت حدة كل منها حسب طبيعة تكوين الشخصية ودورها في الحياه .. فأزمة منير مع زنوبة والحاجة صفية ونوارة زوجة منير هي الأزمة التي يمكن أن نقول عنها عقدة الرواية .. وقد نجح عبد المنعم السلاب في إدارتها بطريقة تمكن القارئ من متابعة أفعال وتصرفات هذه الشخصية المأزومة بالفعل القاسي وغير الشريف .. وهى العلاقة غير الشرعية التي نشأت مع زنوبة لتنجب له مسخأ إنسانياً وإجتماعياً .. ((حسن الإبن والشقيق في نفس الوقت)) أزمة نفسية لمنير المتعلم المثقف العمدة دارس القانون القائد المستنير لأهل قريته الخائن لأبيه .. يحاول أن يطوي هذه الصفخه السوداء في حياته .. ولكن زنوبة التي غزلت له الفخ وصنعت له المصيدة .. ووضعت رأسه مع رأسها في مخنقة عشماوي أملاً وتحدياً وحلماً بالخلاص ليس في دماغها شيئ عن الحلال والحرام بحكم إنتمائها لطبقة المعوزين والمحتاجين والجاهلين ولننظر :
- رج البيت زلزال إعلان حملها .. حتى إن الحاج نعمان رغم الفرحة التي نطت في قلبه لدى سماع الخبر حاول تأجيل إعلانه تحسبأ لرد فعل الحاجة صفية .. لكن زنوبة المجنونة دارت فنشرته على الجميع .. ويتعامل منير مع أزمته النفسية تلك فيقول الراوي :
- لما عرف منير أنها في الشهر الثالث حبسها .. ووجد أن ماحدث كان فى نفس الفترة , - يعني ......... فتساءلت مستنكرة : يعني إيه ؟ ..
- علاقتنا كانت في نفس الفترة؟ .. (تحاول أن تبدو وكأنها لا تدرك شيئاً) .. فتجاهلت بحسم : علاقة إيه يا سي منير ؟ ص28,27
لن أسمي هذه عقدة الرواية إذا اتفقنا على أنها رواية تنتمي الى تيار الواقعية كما أسلفنا .. وبالتالي فإنها تعتمد على البناء الفني الكلاسيكي .. وذلك لأن بها أحداثاً كثيرة محبوكة يمكن إعتبارها عٌقداً تحتاج الى حلول / .. فعلاقة منير بنوارة عقدة خاصة وأن زنوبة كانت تريد القضاء على هذه العلاقه / .. وعلاقة سميح الضابط بزنوبة عقدة بعد مقتل الحاج نعمان على يدي مرسي السماك إنتقاماً لقريته / .. وقبول منير منصب ((العمودية)) خلفاً لأبيه عقدة رغم رفضه لهذا المنصب وسابق رغبته السفر إلى الخارج نسياناً لزنوبة وهربا من مأساة الإبن الشقيق ..
كل هذه العقد تعكس وضعاً إجتماعياً وأخلاقياً وسياسياً شائها وظالماً عاشه الكاتب الراوي .. هذه الأوضاع أحدثت إنقلاباً في بنية العلاقات الإنسانية التي استمد منها عبد المنعم السلاب بنيته الروائية في هذه الرواية الجميلة وأنتجت خطاًبا روائياً يمكن تحديده في ثلاثة خطابات روائية رئيسية :
الأول : خطاب إجتماعي 2- خطاب بيئي 3- خطاب سياسي .
يظهر هذا واضحاً من الصفحات الأولى ويؤكد وجهة نظر بعض النقاد الذين يرون أن أهم ما يقدمه الخطاب الروائي من بداية السبعينيات وحتى الآن هو تحليل وكشف وتعرية واقعنا السياسي والإجتماعي .. والتصدي للقهر الذي تمارسه السلطة .. سلطة الدولة والدين والجنس كما قلنا .. من هنا أقول أن الروائي إستطاع تعرية جانب من هذه الجوانب معتمداً على منطقة جغرافية كانت قي يوم من الأيام مسرحاً لفترة زمنية هامة من فترات التاريخ المصري ومن خلالها تعطي الرواية دلالات قوية وعميقة على هذه المرحلة وتنتج أسئلة كثيرة في عقل المتلقي .. فوضع يده على مناطق سوداء تشير الى خلل في بنية المجتمع الذي أدى الى خلخلة في النظام الإجتماعي القائم على الخوف من السلطة .. وفي محاولة للعيش ودرء الخطر يستخدم كل قيم الضعف والتخاذل من أجل ضمان العيش .. مجرد العيش .. والنماذج في الرواية كثيرة .. الخدم والخفراء .. والمخبرين وغيرهم .
ومن خلال أو من عمق الخطاب الإجتماعي ينشأ الخطاب السياسي الذي يظهر من خلاله رفض الراوي وأعتقد أنه صوت الكاتب إلى وسائل وطرق خلق الكوادر السياسية من أجل الهيمنة على الأفراد ومن كل الطبقات .. فيكشف لنا أساليب اختيار القيادات المحلية والحزبية وغيرها من القيادات إشارة الى الإنحدار السياسي في المجتمع والذى كانت نتيجته هذا الإنفجار العظيم فى يناير ..
- وعندما جاء المخبر فتحي الضاحي في إحدى زياراته التي كثرت منذ تولي ضابط المباحث الجديد هم أن يطلب إليه إبلاغ ضابط المباحث بما سمعه .. لكنه أجلها الى زيارة يقوم بها بنفسه للمركز .. فلما سأله عن أخبار رمضان العطار بادره قائلاً :
- أنا الذي أريد أن أسألك عنه .. فالرجل تقدم لخطبة إحدىقريباتي ولا أعرف هل نزوجه منها أو نرفضه ؟ .. تردد المخبر .. فهو مجرد ناقل للأوامر فقال له العمدة :
- على كل حال بلغ السؤال لحضرة الضابط .. وسوف أتصل به بعد يومين أو ثلاثة لأعرف رده ..
------------------------------
أيضأ نجح سميح الضابط الذي يلف ويدور حول زنوبة أرملة العمدة من أجل أن ((يلهف)) العشرين فداناً التي عرضوها عليها .. نجح في أن يدخله عالم السياسة .. يتحدث الضابط سميح للعمدة منير :
- انتخابات المحليات على الأبواب .. سوف نضع رمضان في مجلس القرية .. ومطلوب منك أن تعد لذلك .. أنا؟! .. كيف ؟! تدفع بعض أعوانك كي يوهموه أن القرية في حاجة إالى شخص مثله ..وأنهم يرشحونه لتمثيلهم في مجلس القرية .. ثم تقعد معه وتقول له أنت أيضاً كلاماً مشابهاً .. حتى يصدق أنه فعلاً شخص مهم .. انتابت منير الحيرة :- أيكون رأيكم فيه مثلما أبلغتني ثم تزوجوه.. والآن تريدون أن تضعوه بالمجلس القروى ..
- نعم .. ألا يريد أن يصبح زعيماً شعبياً ؟ .. والخطوة التالية أن ينتخبه الأعضاء رئيساً للمجلس .. ((ثم أطلق ضحكة عالية)) هذه طريقة حديثة نتبعها مع المثقفين فقط .. وما الداعي لهذه اللغة؟ .. لماذا لا تعتقلونه ؟ ..
- كلا نحن في عصر الديموقراطية .. نطبق سياسة جديدة إسمها ((إنصاع أو ضاع )) ص85
- وبين الخطاب السياسي والاجتماعي يدمج الكاتب فيهما الخطاب البيئي الذي لايمكن فصله عن الخطابين .. لأنه عصب الحياة الإنسانية .. الفقراء يشربون من النيل .. والنيل ملوث من مصنع الكيماويات .. والأثرياء والقادة والسادة يشريون طبعاً مياه تمت معالجتها لتصبح خالية من التلوث .. والأسماك التي يصطادها الصيادون الفقراء من النيل ويبيعونها للفقراء أيضاً أكلت وشربت من مياه النيل الملوثة فماتت وأصبحت طعاماً للفقراء فيمرضون ويموتون .. يريحون ويستريحون ((ولا من شاف ولا من دري))
ويذهب الدكتور المسئول عن صحة هؤلاء الفقراء بدافع من ضميره المهنى والإنسانى الذى يحاول أن يظل حيا باحثا عن من بيدهم القرار .. وعندما يصل إليهم يجد العمدة ورئيس المجلس الشعبى وأمين الحزب يجلسون فى (( قعدة فرفشة )) فى عمارة أمين الحزب .. يجلس منير ورمضان وموسى يحكى لهم عما ورد بتقرير صديقه من معمل التحاليل بالمنصورة عن تلوث مياه النيل ... والسمك المسمم النافق المغطى لسطح الماء .. وعن الصياد الذى يقوم بجمع هذا السمك لبيعه للناس .. وعن طلبه ضرورة خروج منادى يحذر الناس من أكل هذا السمك .. وعن ضرورة غلق محطة المياه فورا لتأكده من إنتشار التسمم فيها .. لكن لافائدة ..
أجلسوا الدكتور .. ومد له موسى يده بكوب البيرة بعد أن قدم له مالذ وطاب من الأطعمة .. والدكتور يحاول جادا إقناعهم بخطورة الموقف وكأنه يحارب طواحين الهواء .. ولنقرأ هذه الوحدة السردية الرائعة التى أنهى بها عبد المنعم السلاب أحداث روايته ..
(أعد الشاب الذى يخدم عليهم حجرا جديدا .. ودار بالجوزة عليهم .. جاء الدور على الدكتور حسن .. مد الغابة إليه ..لكنه أبعدها : إنتفض الحاج موسى وهو يعاود الصياح: (( تعميرة طظ فى الحكومة )) لا يقول لها أحد شكرا ..
- أقصد لست معتادا عليه ..
- هو فقط لزوم القعدة والفرفشة .. جربه وادع لى ---- فلما تردد عاد موسى يقول :
- ألست كاتبا يكتب القصص .. البلد كلها تقول عنك ذلك .. كيف إذن لو حبكت أن تكتب عن قعدة مثل قعدتنا هذه .. هل تقول لست معتادا .. فضحك الدكتور :
- وهل لابد أن أكتب عن قعدتكم هذه بالذات .. هناك أشياء أخرى كثيرة ..
- حبكت .. ماذا تفعل ؟ .. ثم إن الكاتب – لامؤاخذة –لابد أن يعرف كل شيئ ..
- هل استجاب الدكتور ؟.. هل ضعف ؟.. هل وهنت عزيمته وخارت قواه ؟.. يستمر الراوى فى الحكى:
- كان الشاب لايزال يقف أمامه والجوزة فى يده .. فلما رأى علامات مهاودة تظهر على وجه الدكتور .. مدإليه الغابة وهو يميل عليه ويقول : مسااااء الخيييير ..
رواية جميلة استمتعت بها .. أرجو أن يجد فيها قراؤها ماوجدته فيها .. قد تكون هناك بعض الملاحظات فى الصور والجمل البلاغية .. لكن اعتقد أن الكاتب لم يقصد أن العناية بهذه القيمة اللغوية المهمة فى الصياغات القصصية والروائية عموما ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.