بعد ساعات قليلة تعقد جامعة الدول العربية إجتماعاً طارئاً لبحث الأحداث في غزة والعدوان الإسرائيلي الفاحش الذي تعدي حدوده وتطاول حتى داخل الأراضي المصرية وأودي بحياة عدد من المصريين سوف تذهب دماؤهم ؛ غالباً وكالعادة ؛ هدراً والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هى القرارات المذهلة والتوصيات الجبارة التي سيخرج بها هذا الإجتماع الطاريء ؟! وهل ستكون على شاكلة : نحن نعترض ونشجب ونحتج .. ومن نوعية : ندين ونستنكر ونتلوي ألماً ؟! من الواضح طبعاً أن جامعة الدول العربية ؛ كمنظمة ؛ لا تساوي ثمن الحبر الذي أريق على محاضر إجتماعاتها وعلى أوراق توصياتها وعلى بيانات الشجب والإستنكار والإدانة ! لكن المشكلة الأكبر أن الجامعة العربية أثبتت فعلاً ؛ خلال أحداث الربيع العربي ؛ أنها ليست فقط كم معطل بلا قيمة ولا فائدة .. بل المصيبة أنها لم تستطع حتى أن تكون على مستوي الحدث حتى في الأحداث العربية المحضة .. فأين الجامعة العربية من الحرب الأهلية الطاحنة في ليبيا .. أين الجامعة العربية من المذابح التي يرتكبها ( جزار السوريين ) ضد شعبه الأبي الكريم .. أين الجامعة العربية من أحداث اليمن .. أين الجامعة العربية من تقسيم السودان .. وأين الجامعة العربية من كذا وكذا وكذا ؟! ما هى فائدة الجامعة العربية أصلاً إذا كانت عاجزة عن إتخاذ أى قرار يمس مصالح الأمة العربية أو يحمي دماء أبنائها أو يحفظ سلامة أراضيها وحريتها وإستقلالها ؟! تري : ألم يحن الوقت لإسقاط الجامعة العربية مثلما تم إسقاط الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة في تونس ومصر وسوريا وليبيا قريباً إن شاء الله ؟! ولسنا نعني بإسقاط الجامعة العربية هو أن نحاصر مبني الجامعة ونستولي عليه ونحرقه .. ابداً أبداً ! بل يعني أن ننشيء ؛ على أنقاض الجامعة الخرساء القديمة ؛ وحدة عربية حقيقية قوية .. وحدة عربية لها سلطة ولها كلمة نافذة ولها كرامة .. ولها جيش ! نعم ولم لا .. لم لا يكون لدينا جيش عربي موحد يضم ضباط وجنوداً من كافة الدول العربية ؟! ولماذا نستبعد إمكانية التوحد بيننا نحن العرب .. وننسي أن أوربا قد توحدت وتحت علم الإتحاد الأوربي الموحد تجلس فرنسا مع عدوتها اللدودة ألمانيا متناسيتين عداء القرون الطويلة ومرارة الحروب والعداء الشديد .. لما لا نتوحد وقد توحدت دول أوربية يفرقها كل شيء ولا يجمعها سوي المصلحة .. بينما نحن يجمعنا كل شيء ولا تفرقنا سوي المصلحة ؟! مصلحة الطغاة والأكاسرة وجزاري شعوبهم والذين تعفنوا فوق كراسيهم ؟! لما لا نتوحد وأنت تستطيع أن تخرج من بيتك في مصر وتتجول في العالم العربي كله وتدخل أى بيت لتجد من يقول لك : أهلاً وسهلاً ! أهلاً وسهلاً بالمصري والسوري والليبي والسعودي والكويتي والمغربي والتونسي واللبناني والجزائري واليمني .. حتى في الصومال وجيبوتي ستجد من يقول لك أهلاً وسهلاً بالعربي .. ما الذي يجمعنا .. كل شيء ما الذي يفرقنا .. لا شيء فبالله عليكم لما لا نتوحد .. لما لا نتوحد .. لما لا نتوحد ونحن أصلاً موحدين لغة وثقافة وتاريخ وحضارة ولا ينقصنا سوي الوحدة السياسية ! ولماذا لا نتوحد وقد جمعنا الربيع العربي .. لم يكن ربيعاً مصرياً ولا تونسياًَ ولا ليبياً ولا سورياً ولا يمنياً .. بل عربياً .. عربياً .. عربياً ! ستجتمع الجامعة العربية غداً إذن .. ونحن ننتظر بيانات الشجب والإستنكار والإدانة إياها .. وإن كنا ننصح السادة المجتمعين في الجامعة العربية بأن يقتصدوا في الحبر والورق الذي سيستخدمونه في بياناتهم العظيمة .. فالورق والحبر أرتفعت أسعارهما بسبب الربيع العربي ! أو يكون من الأفضل ألا يكلفوا خاطرهم من الأساس .. فيمكنهم ببساطة ألا يتعبوا أدمغتهم ( المتكلفة ) في صياغة ديباجة ومتن جديد لبيانات الشجب والإستنكار وليكتفوا بإستخراج أحد البيانات السابقة ؛ التي هى أكثر من الأرز ؛ ويقوموا بإستخدام نفس الصيغة والديباجة العظيمة بطريقة الكوبي والبيست ! وسلفاً أقول لكم .. كل طارئ وكل وطارئة وأنتم طيبين !!!