تلعب المناهج الدراسية دوراً كبيراً في بناء ثقافة الفرد وتنمية معارفه وبناء شخصيته، وإكسابه السلوك الجيد ، لذا كان انتقاء هذه المناهج واختيارها الاختيار السليم محط اهتمام الدول والحكومات التي تسعى إلى النهوض بمجتمعاتها ، مراعية في ذلك النواحى الوطنية والدينة والثقافية والاجتماعية لأبنائها. وتتشابه المناهج في كثير من الدول وخصوصا الدول العربية حيث تهدف إلى تنمية الجانب الوجداني والانتماء إلى الوطن عند المتعلم ولكنها تفقد أثرها في التعاملات داخل أروقة هذه البلاد لما تتمتع به من معاملات معقدة تخالف ما تنادي به تلك المناهج مما يصيب المتعلم العربي بفقدان الثقة في تلك المناهج والتحول من دراستها الدراسة الواعية المتأملة ويتخذها منهج حياة إلى دراسة نمطية من أجل اجتياز الامتحان في آخر العام دون ادني درجة تحصيل أو استفادة منها لأنه يعلم تمام العلم أنها تتنافى مع واقع مجتمعه. وحيث إن المناهج الدراسية لها دور كبير في تقديم المعرفة والأنماط السلوكية للمتعلم لتطبيقها في حياته ويكون ذا شخصية فاعلة داخل المجتمع، لذا يجب النظر إليها باهتمام في مجتمعاتنا، وأن يراعى فيها المرحلة العمرية لمن سوف يدرسون هذه المناهج وتكون مصدر معرفتهم، وكذلك قدراتهم العقلية والفروق الفردية والتحصيلية في هذه المرحلة، و القدرة المهنية لمدرسي هذه المرحلة حتى يمكنهم فهم هذه المناهج بدقة وإيصالها لطلابهم بمهارة ومعرفة تامة. كما يجب أن يكون لهذه المناهج دوراً في تنمية المجتمع والتخطيط لمستقبله والتعديل في سلوكياته على أيدي من تصل إليهم هذه المناهج كأن تحمل هذه المناهج في طياتها الأفكار الحديثة التي تسهم في تطوير المجتمع وبناء مجده، وتسعى إلى بناء فرد متطور قادر على مسايرة التكنولوجيا الحديثة والتعامل معها، والبعد عن النظريات القديمة البالية والثقافات غير المجدية في وقتنا المعاصر والتركيز أيضا على تعميق روح المواطنة والانتماء ، وأن تكون هذه المناهج مرتبطة بخطة التنمية الشاملة داخل المجتمع في شتى ميادينه. وتلعب المناهج دورا رئيسا في رسم مستقبل المجتمع وتحديد مكانته بين الدول المتقدمة اجتماعيا واقتصاديا، فتطويرها وتحديثها ومسايرتها للعصر وتطلعات المجتمع وانتقاءها الانتقاء الجيد يساعد بشكل كبير في إنتاج متعلم قادر على بناء وطنه وصنع حضارته. من هنا يتضح دور المناهج الدراسية في بناء فكر وثقافة المتعلم وإعداده الإعداد الجيد للقيام بمهام وتبعات مجتمعه بصورة مثلى، فهي عصب العملية التعليمية فالنجاح في إعداد مناهج جيدة وهادفة يعد نجاحاً في السياسة التعليمية ككل داخل المجتمع وإحداث نقلة نوعية للفرد والمجتمع نحو التقدم والرقي في عصر أصبح الكون كله مفتوحاً ومفضوحاً أمام كل فرد ولذلك يجب أن يراعي واضعو هذه المناهج القيمة المكتسبة من انفتاح العالم وتأثر المتعلمين خارج سور المؤسسة التعليمية بهذا الانفتاح حتى لا يقع تحت طائلة الازدواجيات الثقافية والفكرية وأصبح التجديد في المناهج وعصرنتها أمراً أشد خطراً من التخطيط للنظم الاقتصادية والسياسية للدول العربية. [email protected]