على الرغم من أنني أنتمي لحزب ليبرالي يعد من أعرق الأحزاب السياسية في الوطن العربي ، إلا أنني على يقين بأن هناك فرقا بين الليبرالية ، والحرية ، والديمقراطية التي يتم بناؤها على أرض صلبة ، ومبادئ راسخة ، وما يسمي بمساواة الرجل بالمرأة في كل الحقوق والواجبات ، بحجة الحرية ، أو الديمقراطية ، ففي غضون القرون السابقة كانت المرأة متفرغة لبيتها ، وتربية أولادها ، وكان الرجل هو الباحث عن العمل خارج المنزل ، والمنفق على أسرته في جميع الحالات ، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي تجعله غير قادر على الكسب ، وحينئذ قد يتفق الزوجان ، وقد لا يتفقان فيتفرقان ، أي أن الرجل كان يبحث عن لقمة العيش ، والمرأة تدير شئون بيتها ، وتربية أطفالها ، وكان هذا هو السائد آنذاك ، أما في العصر الراهن الذي نعيشه فقد انقلبت فيه الأمور رأسا على عقب ، ولو أمعنا النظر داخل مجتمعنا لوجدنا ما أصفه "بالخزي" ، وهو أن الكثير من السيدات تعملن ، ومنهن من تربعت على عروش المكاتب والمناصب القيادية ، والكثير من الرجال يقومون بأعمال المنزل ، والمؤسف أن معظمهن يخرجن علينا بأفظع موضات التبرج ، علما بأن الشرع نهى عن ذلك في قول الله تعالي " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "سورة الأحزاب - آية } 33 { ، والغريب أننا نجد الاختلاط الواضح بين الرجال والسيدات في معظم مؤسساتنا الحكومية ، فتتبدى خطوات الشيطان التي نهانا الله عنها في قوله " يا أيها الذين أمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان و من يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر" سورة النور آية } 21 { ، ونتيجة لتلك الخطوات الشيطانية البغيضة يتم التعارف ، وتبادل النظرات " والنظرة بريد الزنا " ، وإفشاء أسرار المنازل ، وحينئذ يتجسد الفساد الأخلاقي بشتى صوره وأشكاله ، والمتابع لما يسطر على صفحات جرائدنا الموقرة ، سيجد أن معظم وقائع الخيانة تحدث بين زملاء العمل ، ونظراً لافتقاد الحكمة عند بعض رجال السياسة في وطننا ، فقد وفروا فرص عمل كثيرة للسيدات ، في حين أن البطالة تحاصرنا من جميع الجوانب ، فتنافس السيدات للرجال وحصولهن على فرص العمل قد قلص من فرص عمل للشباب ، ومن غير المألوف أن المرأة تذهب للعمل والرجل يسد فراغها في المنزل ، لا سيما وأن السواد الأعظم من شبابنا يأبي ذلك ، فانتشر الزواج السري والمسمي "بالعرفي" الذي يفتقد لروح شريعتنا الغراء ، وانتشر الزنا ، وشاعت الفاحشة . - وأود أن أقول لمن يدعون لذلك " أقصد بمساواة الرجل بالمرأة في كل الحقوق بأنهم مخطئون" ؛ لأنهم يدعون لما ضره أقرب من نفعه ، فلبئس ما يدعون ، وذلك لأسباب عديدة :- أولها :- أننا لو نظرنا للقرآن الكريم ؛ لوجدناه يؤثر تفرغ المرأة لبيتها وقبوعها فيه ، وذلك لقوله تعالي "و قرن في بيوتكن " سورة - الأحزاب آية } 33 { ، ويتفق معي في هذا الشأن الأستاذ/ العقاد ، والذي قال في هذا الصدد :- " إذا ما قسمنا الحياة إلى حياة بيتية ، وحياة عملية ، فالمرأة أحق بالحياة البيتية " وهذا لا يعني عدم قدرة المرأة على العمل ، ولكنه من باب التفضيل ، لأن خروج المرأة سيؤثر بالسلب على تربية الأبناء التربية السليمة ، وسيحرمهم من العطف والحنان والرعاية ؛ مما سيؤدي إلى الانفصال العاطفي بين المرأة وأولادها 0 ثانياً :- حق الرجل في القوامة ؛ فالقرآن الكريم أبدى لنا قوامة الرجل ، وصرح بالقوامة المادية لوجوبها في قوله تعالي " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم " سورة النساء - آية } 34 { ، والرجال قوامون كما ورد في تفسير "الجلالين" أي مسلطون على النساء ، يؤدبونهن ، ويأخذون على أيديهن بما فضل الله بعضهم على بعض ، أي بتفضيلهم عليهن بالعلم ، والعقل ، والولاية ، وغير ذلك ، وبما أنفقوا عليهن من أموالهم ، وما دام الرجل هو المكلف بالإنفاق على زوجته كما نصت الآية السابقة فلا ينبغي لأي حكومة إسلامية أن تقوم بتوفير فرص عمل للسيدات ، فى حين أن الكثير من الرجال والشباب لا يجدون أدني فرصة عمل يسدون بها فاقتهم ، فيضطر الواحد منهم إلى الجنوح إلى التطرف والإرهاب . ثالثاً :- لوصفهن بأنهن ناقصات للحظوظ ، والدليل على ذلك قول الله تعالي " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين " سورة النساء - آية } 11 { ، أي أن الله جل وعلا قد شرح وبين لنا أن نصيب المرأة من إرث أبيها يعادل نصف نصيب الرجل من إرث أبيه ، وذلك لا يعني أن الله قد ظلمهن ، حاشا وكلا ؛ فالله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ، وأمرنا في حديثه القدسي أن لا يظلم بعضنا بعضا ، والحكمة في أن الله قد جعل نصيب المرأة من إرث أبيها يعادل نصف نصيب الرجل من إرث أبيه أن المرأة ترث من أبيها ويكفلها زوجها ، وله حق القوامة والإنفاق عليها ، ناهيك عن أنها ترث من زوجها إن توفى قبلها ، أما الرجل فهو المكلف شرعاً وقانوناً بالإنفاق على زوجته ، وهذا إن دل فإنما يدل على عدل الله المطلق ، والذى لا يضاهيه عدل على الإطلاق . رابعاً :- لوصفهن بأنهن ناقصات للعقول ، وأستدل على ذلك من قول الله تعالي "و استشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل و أمرآتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " سورة البقرة – آية } 282 { ، أي أن شهادة المرأة تعادل نصف شهادة الرجل ، وهذا لا يعني عدم الثقة في شهاداتهن ، وإنما لطبيعتهن الخلقية التى تتسم بالنسيان والعاطفة الجارفة ؛ فتذكر إحداهما الأخرى إن ضلت ؛ أو نسيت الحقيقة . خامساً :- لوصفهن بأنهن ناقصات للدين ، بدليل أن المرأة حينما تحيض لا يجوز لها أن تصلي أو تصوم ، وذلك لا يعني أنهن غير مؤمنات حينما يحضن ، وفي هذا الشأن يقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو أحد أعلام الشريعة:- توقوا النساء فإن النساء نقصن حظوظاً وعقلاً وديناً وكل به جاء نص الكتاب وأوضح فيه دليلاً مبيناً فأما الدليل لنقص الحظوظ فإرثهن نصف إرث البنينا ونقص العقول.. فأجزاؤهن بنصف الشهادة في الشاهدينا وحسبك من نقص أديانهن فالست تزداد فيه يقينا فوات الصلاة ،وترك الصيام في مدة الحيض حيناً فحيناً سادساً :- لوصفهن بأنهن جزء من كل ، أي أن المرأة منذ بداية خلقها تعد جزءاً من كل ، والدليل على ذلك أن الله جل وعلا حينما خلق سيدنا آدم أبو البشر اشتق منه السيدة حواء ؛ وبذلك أصبحت جزءاً من كل . سابعاً :- الاختلاف التكويني بين الرجل والمرأة ، أي أن هناك اختلاف حسي ومعنوي بين الرجل والمرأة ؛ بالإضافة للتباين الواضح في التركيبات الفسيولوجية بينهما ، بدليل أنه لا يجوز شرعاً ولا قانوناً ولا عرفاً أن يجتمع رجل بامرأة في حجرة مغلقة ، في حين أنه لا حرج إذا اجتمع رجلان في غرفة مغلقة ، أو امرأتان في غرفة مغلقة ، وبالرغم من كل ما سبق ذكره نسخر من أنفسنا وممن حولنا قائلين : " الرجل والمرأة متساويان في كل شيء "... كلا ! فقد يتساويان من حيث كونهما بشر ، ولكن يقيناً يختلفان من حيث الحقوق والواجبات 0 ومن لم يعتقد هذا يقينا فهو زنديق وبالمعنى جهول ! كاتب ومفكر ومحلل سياسي مصري وكيل مؤسسي حزب الأشراف " تحت التأسيس " [email protected].