.السويس مهبط رأسى وتحتضن رفاة أبائى وأجدادى ..كان مقدرَ لها أن تكون خط الدفاع الأول عن الوطن.. فقد ولدت بها وأنا على خط النار فكان أبى حاملا للسلاح ليدافع عنها كفدائى ضد الانجليز ثم ضد العدوان الثلاثى على منطقة القنال ثم جاء دورنا لنتذوق معنى الانفصال عن ديارنا وأحبائنا عندما تقرر ترحيلنا عنوة إلى مقرنا بأرض المهجر بعد نكسة 67..هل ذقت كيف تكون مهجرا داخل وطنك.؟ هل ذقت معنى أن تنفصم أسرتك وعائلتك؟وتحيا غريب الدار.!!...هل قاسيت أختناق الخندق تحت الارض ليكون نهارك ليلا حالك السواد ؟ .وشهيقك زفير الأخرين ؟ا أيام لازالت محفورة بالنفس تحكى معنى الأسى!!..هل عشقت يوما وديع الصافى وبكيت مع كلماته دار يا دار ؟كل هذا تذوقته بطعم المر..حتى حانت لحظة الفرح والعودة والعمران..لم أحب مكانا كمدينتى ولا أتمنى أن أحيى وأموت سوى بأرضها......... ولذلك كلمة من مواطنة أحبت الدار والارض ،وعشقت السماء والصخر .. من أم تخشى على أبنتها طريق الضياع..أنادى من هنا أيها الثوار :أرجوكم اليقظة لتلك الأصابع الخفية التى تثير الفتن وتؤجج نار الغضب ..تعلمون جيدا أن بينكم من يحرك الدفة لمصلحته الشخصية فأحذروهم ..بينكم من يشدكم للقاع فألفظوه..أعتصموا كما يحلو لكم .. استرجعوا وطنكم من أنياب السباع ولكن حذارى المنشآت..المصنع والمعمل ..القناة والنفق ....لا يغرنكم كاميرات مراسلين العالم لا تأخذنكم العزة بالأثم ....ألفظوا هؤلاء من يحرضكم ..فهم ملطخون بأموال الدعم الديمقراطى المزعوم ..لزعزعة الاستقرار .. يثيرون القلاقل .. لمخطط خاص بهم وأجندات ..وتصفية حسابات..لن أقول أعطوا لحكومة شرف وقتا للصلاح فمن كان يريد اصلاحا فقد فعل ..ولن أقول تنازلو اعن حق الشهيد .بل تمسكوا...ولكن اقول لكم أأياكم والتخريب فهذا مبتغاهم ومطلبهم جميعا ..فأحلامكم تتعارض مع أغراضهم الحذر ..الحذر... .اللهم رب السماوات والارض أحفظ لى ابنتى وقرة عينى مدينتى وعشقى السويس ...مطيعة طايع