بعد عودتى من الجريدة أمس أخبرونى فى المنزل أن جارنا..... ترك لى خبر وهو ضرورة أن أزوره بعد عودتى وبالفعل أسرعت إليه لأطمئن عليه طرقت باب شقته وفتح لى أبنه الصغير وجدت فى شقته زحام غير عادى مجموعة من الجيران يهنئونه فوجدتها فرصة وسلمت عليهم فأنا بطبيعة الحال لاأقابلهم سوى فى صلاة الجمعة وأحيانا فى صلاة العشاء " عندما أكون موجود" وبالطبع عندما تحدث مشكلة عامة تتطلب تواجدى المهم أقتربت منه وجدته مشغول فى الرد على إتصالات تليفونية وسلم على وأشار لى بالجلوس بجانبه فقلت فى بالى لعله قرر أن يؤدى فريضة العمرة أو الحج هذا العام ثم قلت ولكن الأجواء لاتوحى بذلك وأستمر الفضول يلاعبنى وهذا أسوأ ما تتعلمه من هذه المهنة " مهنة الصحافة" ...المهم أنتهى من مكالماته وسلم على ثانية ودار بيننا الحور التالى هو: أزيك يا أستاذ مصطفى......أخبار شغلك وجورنالك أيه أنا: الله يسلمك الحمد لله إن شاء الله هيخرج إلى النور الشهر الجاى هو: بص ياريس قاطعته مداعبا: بلاش ريس دى لأحسن ده فال وحش فضحك الحضور أكمل حديثه: أنا قررت أرشح نفسى فى إنتخابات الرئاسة القادمة ضحكت ونظرت له محاولا إستيعاب هل هو يمزح أم يتحدث بجدية؟!!!!! وجدت إبتسامته تملىء وجهه وقال لى : بتكلم جد والله ده أنا كمان أخترتك تكون مستشارى الإعلامى فضحكت ضحكة أعلى من السابقة وقلت له : ربنا يخليك متشكر لثقتك بس ده مش من طموحاتى هو: ياعم ما أنا عارف أنك مينفعش ترشح نفسك علشان أنت لسه صغير وأنا لما قررت أرشح نفسى جيت أنت على بالى على طول قلت ده شاب صغير وطموح أبتسمت : ده حضرتك بتتكلم بجد بقى هو : طبعا أنا: هترشح نفسك وكمان أبقى المستشار الإعلامى لحضرتك معلش أنا مش من طموحاتى هو مبتسما : أمال طموحك أيه يا مصطفى ؟ فقلت له: حضرتك أنا طموحى أقدم تجربة مختلفة من خلال الجورنال اللى بقيت مسئول عنه وكتبى ورواياتى تخرج إلى النور يعنى بإختصار أعرض أفكارى للناس وتضيف لهم وملاحظتهم تضيف لى .... عايز أبقى ناجح فى حياتى وشغلى وبس يبقى كده الحمد لله هو وقد بدأت علامات الضيق تظهر علي وجهه: يعنى أنت لما تبقى المستشار الإعلامى لمرشح فى إنتخابات الرئاسة مش هتبقى ناجح أنا : بص حضرتك بعيدا عن الشعارات مين قال إن الواحد لازم يسعى لمنصب كبير علشان ينجح ....ما اللى عايز ينجح بينجح فى أى وظيفة وفى أى مكان هو : طب على الأقل أسمع برنامجى علشان لما تيجى الإنتخابات ترشحنى قلت له : أتفضل بس مقدرش أوعدك أنى أرشحك هو: طب بص ياسيدى أنا بإختصار شديد كده هشوف مزايا كل رئيس من الرؤساء اللى فاتوا وهأعملها أنا : أه يعنى تهتم بالمشروعات العملاقة والقومية العربية زى عبد الناصر وتفتح السوق زى السادات ثم توقفت ولا هتعمل زى عبد الناصر وتطبق الإشتراكية يعنى رأسمالية ولا إشتراكية هتعمل أيه؟!!!!! ثم توقفت ثانية لأبحث ماذا سوف يفعل مثل مبارك فلم أجد شيئا يذكر فعله مبارك فداعبته قائلا وهتعمل كبارى زى مبارك هو : أيه رأيك بقى؟!!!! قلت له: بصراحة ومتزعلش منى يبقى ماكنش حد غلب الحكاية مش كتالوج وننقل منه.....الحكاية على فكرة مسئولية كبيرة ملفات وقضايا ومشاكل ومهما كنت حاكم عادل صدقنى غصب عنك لازم هتظلم حد من غير قصدك هو: أمال أنت يا مصطفى هترشح مين عمرو موسى ولا البرادعى ولا أيمن نور ولا حمدين صباحى ولا البسطويسى ولا حتاتة ولا أحمد شفيق رديت عليه قلت له: بص أنا قناعتى الشخصية مش شرط شخص كاريزما ولا مناضل ومش لازم أرشح حد من دول ....أنا عايز برنامج بس مش مجرد برنامج على الورق لأن على فكرة كل برامج الأحزاب بلا إستثناء ممتازة لكنها على الورق ومش بنشوف منها حاجة .....أنا عايز شخص يجى ببرنامج بمدد زمنية يقول بعد سنة هأخلص كذا وبعد أتنين كذا وبعد تلاتة كذا وفى نفس الوقت نقدر نحاسبه يعنى لو معملش اللى قال عليه هنخرج التحرير تانى ونشيله .الموضوع كبير أوى حضرتك فنظر لى نظرة شعرت من خلالها أنه يراجع نفسه بالطبع لم أقصد أن أحبطه ولكنى لست من هواة تهميش الأمور وتسطيح القضايا فرئيس الجمهورية لابد أن يكون شخص بمواصفات خاصة ويستحق أن يحكم مصر التى بلا مبالغة تحملت مالم تتحمله أى دولة أخرى على سطح الأرض وشعبها يستحق أن يكون رئيسه شخص عند حسن الظن دوما لا مصر ولا نحن نستحق أبدا ديكتاتور جديد من عينة مبارك أو أراجوز من عينة القذافى