لليوم الحادى عشر على التوالى استمرت الاحتجاجات ضد السياسات التقشفية التى أعلنتها حكومة البشير لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، رغم سوء الأوضاع المعيشية والفقر، وتجاهل الرئيس السودانى مشكلات بلاده الداخلية. وفى سيناريو يشبه ما حدث فى ثورة 25 يناير، ذكر شهود عيان أول من أمس (الإثنين)، أن محتجين سودانيين أضرموا النار فى مقر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بمدينة القضارف شرق الخرطوم، وكتب نشطاء حركة «قرفنا»، فى صفحتهم على «فيسبوك» إن «الثوار يغلقون الشارع الرئيسى فى حى ديم بكر بالقضارف»، وأن «عناصر الشرطة لاذوا بالفرار». غير أن فضائية «الشروق» السودانية ذكرت أن قوات الشرطة فرّقت المتظاهرين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، نافية ما تناقلته وسائل الإعلام عن حرق مقر حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم بالولاية. لكن يبدو أن نظام البشير يسير على نهج الأنظمة العربية الديكتاتورية، لا يكترث بصرخات الشعب ويغض الطرف عن الاحتجاجات، حيث قال الرئيس السودانى إن «الذين تمنوا ربيعا عربيا فى السودان أصيبوا بالخذلان»، منوها بأن الشعب السودانى «إذا أراد أن ينتفض، فسينتفض بأجمعه»، مضيفا «نقول لهم الذى يحصل فى الدول العربية حصل بدرى فى السودان مرات ومرات». وبدوره كان الإعلام الحكومى الرسمى بوقا يروج للنظام، حيث وصفت صحيفة «الوفاق» السودانية المتظاهرين ب«الشواذ والعاهرات». ذلك الإصرار على تحدى رغبة الشعب أكده وزير المالية السودانى، عندما قال فى مؤتمر صحفى «لن نعود عن قرارنا إلغاء الدعم عن الوقود، مهما حصل». وتحشد صفحات النشطاء السودانيين على الإنترنت للتظاهر الجمعة المقبلة، التى أطلقوا عليها «جمعة لحس الكوع»؛ فى حين أطلق آخرون دعوات للخروج إلى الشوارع فى 30 من يونيو الحالى للاحتجاج على خطة تقشفية أقرتها الحكومة قبل عشرة أيام.