شرعت حافلات تحمل وقود صناعي بنقله عبر معبر كرم أبو سالم التجاري لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة لتشغيل أجهزتها المتوقفة عن العمل منذ أكثر من شهر، وذلك بجهود بذلتها جهات مصرية ، بعد أن تفاقمت بشكل كبير أزمة إنسانية عصفت ب 1.7 مليون غزي، واتهمت حركة حماس كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات أمنية عربية بخلق الأزمة لإسقاط حكمها في غزة. وفتحت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها رغم إغلاقه بسبب الإجازة الأسبوعية، وسمحت بضخ وقود صناعي، مخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء، بناء على وساطة مصرية. ووفق مصدر أمني مصري فقد أكد أن بلاده قامت ب 'جهود مكثفة' خلال الخمسة أيام الماضية بإشراف الوزير مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة من أجل إنهاء أزمة وقود محطة الكهرباء في غزة وإنهاء معاناة الفلسطينيين، وأشار إلى أن مصر تمكنت بالتنسيق مع حركة حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض وبقرار من الرئيس محمود عباس من استئناف ضخ الوقود لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. ووفق الوساطة المصرية تم ضخ 900 ألف لتر من السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء. وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من عام يتم فيها ضخ وقود صناعي من معبر كرم أبو سالم لتشغيل محطة توليد الكهرباء، إذ كانت تعتمد المحطة خلال العام الماضي على وقود يجري تهريبه من مصر إلى القطاع. ووفق المعلومات فإن السلطة الفلسطينية ابتاعت هذه الكمية من الوقود الصناعي من إحدى الشركات الإسرائيلية، حيث صادق منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الميجر جنرال ايتان دانغوت على فتح المعبر جزئياً الجمعة لهذا الغرض. ويمكن أن تشغل هذه الكمية محطة توليد الكهرباء لأيام قليلة فقط، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح صحافي ان دخول وقود محطة توليد الكهرباء هو 'ثمرة لجهود الحكومة وحركة حماس والجهود ستتواصل حتى حل الأزمة جذرياً'. لكن رئيس هيئة المعابر والحدود في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا كان قد قال ان عملية إدخال الوقود جاءت بعد جهود حثيثة بذلها الرئيس عباس، والدكتور فياض وحسين الشيخ مسؤول الشؤون المدنية وبمساعدة المسؤولين المصريين. وجاءت عملية ضخ الوقود من معبر كرم أبو سالم خلافاً لما تطلب به حكومة حماس، التي تريد أن تحصل على وقود مصري بطرق رسمية لكن من خلال ضخه من معبر رفح البري، الذي لا يخضع لأي سيطرة إسرائيلية. ولقيام السلطات المصرية قبل أكثر من شهر، بمنع عمليات تهريب الوقود من أراضيها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق الأرضية، اضطرت محطة توليد الكهرباء إلى وقف عملها بالكامل، وهو أمر ساهم في ارتفاع عدد ساعات فصل التيار الكهربائي عن السكان، إذ وصل ل 12 ساعة في اليوم الواحد. وخلقت أزمة وقف تهريب الوقود المصري أزمات تمثلت في وقف الخدمات الطبية والإسعاف نحو 50 بالمئة من عملها، إضافة إلى توقف غالبية المخابز، وتعطل كبير في حركة المواصلات، فيما أنذرت جهات مختصة من وقوع كوارث صحية وغذائية وبيئية، لتوقف محطات الصرف الصحي وآبار الشرب. وخلال مسيرات جماهيرية نظمتها حركة حماس أمس في قطاع غزة بسبب أزمة الوقود والكهرباء، تحت شعار 'جمعة إنارة غزة وكشف المؤامرة'، اتهم الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي للحركة في كلمة مركزية قيادات أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية وعربية قال انها اجتمعت مؤخراً لإسقاط حركة حماس. وقال الحية 'بين أيدينا معلومات وليس تحليلات بأن قيادات أمريكية وزانة وقياديات صهيونية وقيادات سياسية وأمنية من سلطة رام الله، وقيادات عربية مرتبطة بالاحتلال اجتمعوا مراراً والعنوان واقع غزة وسبل تجديد الحصار المشدد عليها'، مشيراً إلى أن المخطط هدفه إسقاط حركة حماس، وذكر أن هذه القيادات اجتمعت عدة مرات خلال الفترة الماضية تحت عنوان 'واقع غزة وسبل الحصار المشدد عليها'، وأشار إلى أن حركة حماس ستكشف في أحد الأيام هذه الأطراف التي شاركت في الاجتماع ب 'الأسماء وبالدول وبمن حضر'. وبحسب الحية فقد قال في المسيرة التي انطلقت بمدينة غزة ان المجتمعين وضعوا مخططا يهدف إلى تشديد الحصار على حماس في غزة، وقطع طرق الإمداد عن المقاومة وتزويدها بالسلاح'. وقال ان من بين المخططات التي وضعت وقف إمداد غزة بالوقود والدواء والكهرباء، واتهم الحية كذلك حركة فتح بالمشاركة بالمخطط، متحدثاً عن تعميم داخلي أصدرته حركة فتح قبل أيام يدعو بحسب ما قال الحية أنصار الحركة ل 'إثارة الأزمة بالسيارات ومجالس العائلات'، من خلال تحميل حماس المسؤولية. وتوعد بأن تلاحق الحكومة في غزة من وصفهم ب'مثيري الشائعات'، وقال ان حركة حماس ستظل 'صامدة أمام المؤامرات'. من جهته حمل مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حماس في مسيرة أخرى انطلقت شمال غزة المسؤولية عن حصار غزة وأزمة الوقود والكهرباء للسلطة الفلسطينية، وطالب في ذات الوقت مصر لإنهاء الأزمة من خلال تزويد القطاع بالوقود، وقال موجهاً كلامه لمصر 'لا نطالبكم بإمدادنا بالسلاح وإنما بمقومات الصمود وألا نبقى تحت رحمة الاحتلال في معابره'. وقالت حماس ان 200 ألف فلسطيني شاركوا في تظاهراتها التي انطلقت من كل مدن القطاع. ويمكن أن تخفف عملية إدخال الوقود الصناعي لمحطة التوليد أزمة الكهرباء في القطاع، غير أن خدمات أخرى مرتبطة بالوقود كقطاع الصحة والغذاء لا زال خطر الكوارث يتهدده. وقال أدهم أبو سلمية الناطق باسم الإسعاف والطوارئ ان عربات الإسعاف لم تتلق أي كمية من الوقود رغم كل النداءات التي أطلقتها. وكانت هيئة الإسعاف والطوارئ أعلنت عن خفض خدماتها لنحو 50 بالمئة لنفاذ الوقود من عرباتها. وأكد أبو سلمية على أن الوضع الإنساني 'آخذ في التدهور بسبب النزيف الحاد فيما تبقى لدينا من وقود'، مؤكداً على أن الخدمات الصحية جميعها 'مهددة بالتوقف في غضون أيام'. وأشار إلى أن مديرية الإسعاف تعمل بعد وقف أكثر من نصف خدماتها وفق 'خطة طوارئ' لمواجهة الأزمة. وكانت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة حاولت منذ بداية الأزمة النأي بنفسها عن تحمل المسؤولية، وقالت انها 'أزمة سياسية'، وحملت السلطة الفلسطينية في الضفة المسؤولية، غير ان السكان هنا لا يعفون الحكومة المقالة التي تديرها الحركة من هذه المسؤولية، كونها المسؤولة عن تقديم الخدمات إليهم. ودعا أول أمس عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا دعا سكان قطاع غزة للاحتجاج على استمرار أزمة انقطاع الكهرباء والوقود وتفاقمها في قطاع غزة، عبر التجمهر أمام منازلهم وأبراجهم السكنية للاحتجاج بشكل سلمي وديمقراطي وللضغط من أجل إنهاء هذه الأزمة، ورأى أن سبب الأزمة يعود إلى 'المناكفات السياسية' بين حماس وحكومتها من جهة، وفتح والرئيس محمود عباس من جهة ثانية..