الرباط - أفادت صحيفة "ليكونوميست" الجمعة؛ أن المغرب استبعد مجموعة بقيادة شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة المصرية من أربع مجموعات كانت قد تأهلت لتطوير المرحلة الأولى من مشروع للطاقة الشمسية. ولم تذكر الصحيفة سببا للاستبعاد. ورفضت متحدثة باسم الوكالة المغربية للطاقة الشمسية التي تدير المشروع الادلاء بتعقيب. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الخطة إن الوكالة ستختار في غضون أسابيع قليلة الفائز بالمرحلة الأولى من المشروع من بين المجموعات الثلاثة الباقية التي أهلتها في ديسمبر كانون الأول 2010. ومشروع توليد الكهرباء بطاقة 500 ميغاوات في منطقة ورزازات بجنوب البلاد هو الأول من خمسة مشاريع ضمن خطة للطاقة الشمسية بتكلفة تسعة مليارات دولار ستسهم بنحو 38 بالمئة من إجمالي طاقة توليد الكهرباء في المغرب بحلول عام 2020. وهذه الخطة حيوية لبلد لا يمتلك احتياطيات من النفط أو الغاز ويسعى لتنويع صادراته إلى الاتحاد الأوروبي شريكه التجاري المتعطش للطاقة. والمجموعات الأربعة التي تأهلت للمنافسة على تصميم وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة محطة الطاقة الشمسية الحرارية في ورزازات هي ابينسا وابينجوا سولار وميتسوي وأبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) واينل وايه.سي.اس وأكوا وارييس وتي.اس.كيه وأوراسكوم للإنشاء والصناعة وسولار ميلنيام وايفونيك شتيج. ومن المتوقع أن يبدأ مشروع ورزازات كوحدة بطاقة 125 ميجاوات وأن ترتفع طاقته تدريجيا إلى 500 ميجاوات بنهاية 2015. وستصل طاقة محطة ورزازات، باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة،إلى 500 ميغاواط لتصبح إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بقدرة مبدئية تصل إلى 160 ميغاواط، ومن المقرر أن تدخل مرحلة التشغيل عام 2014. ومع تدشين المرحلة الأولى لمخطط الطاقة الشمسية، يمضي المغرب حاليا بخطى ثابتة على الدرب نحو مستقبل للطاقة النظيفة ليكون بمثابة نبراس ونموذج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم. وتشير التقارير إلى أن هذا التحول سيعود على المغرب بمنافع هائلة. فالمغرب يستورد حاليا 97 في المائة من احتياجاته من الطاقة، وتعتمد الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية حاليا على محطات بخارية لتوليد الطاقة تعمل بالفحم، وتوربينات تعمل بالنفط تطلق مجموعة متنوعة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشمل أكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكبريت، وكلاهما يضران بالصحة العامة والبيئة، فضلا عن ثاني أكسيد الكربون. وسيزداد الطلب على الطاقة، في الوقت الذي يشهدفيه المغرب نموا قويا لإجمالي الناتج المحلي الحقيقي مع احتمال زيادة انبعاثات الغازاتالمسببة للاحتباس الحراري والمرتفعة فعليا عن المتوسط العالمي. ولن يوفر الاستثمار في الطاقة الشمسية المركزة أمن الطاقة من خلال استبدال الواردات بمصدر محلي للطاقة الكهربائية يعتمد عليه فحسب،بل سيفي أيضا بالالتزام بالإجراءات المهمة والعلاجية لتقليص مسببات تغير المناخ إلى أدنى حد ممكن. ومحطة ورزازات هي أول محطة للطاقة الشمسية يتم تدشينها في إطار برنامج البنك الدولي لتعزيز إنتاج الطاقة الشمسية المركزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإلى جانب توفير التمويل منخفض التكلفة لمساعدةالمغرب على تنفيذ المخطط الوطني للطاقة الشمسية،ستمول المبادرة التاريخية للتنمية منخفضة الكربون ثماني محطات أخرى للإنتاج التجاري الكبير للطاقة الشمسية ومشروعين لنقل الكهرباء في الجزائر ومصر والأردن وتونس. وقد ساهم صندوق التكنولوجيا النظيفة في هذا البرنامج بمبلغ 750 مليون دولار، كما يلتزم مع البنك الدولي بتحويل مبادرة الطاقة الشمسيةالمركزة في المنطقة إلى واقع ملموس. وجميع العيون مسلطة على المغرب كأول بلد يخوض التجربة،ليكون مثالا لما يمكن أن يحققه الاستثمار الواسع النطاق في الطاقةالشمسية المركزة. وللعالم كله مصلحة في المشروع حيث سيقف إتمامه بنجاح باعتباره شاهداً على أن تخفيف آثار تغير المناخ عبر الاستبدال التدريجي للوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة هو أمر ممكن. يقول جوناثان والترز، مدير إدارة الإستراتيجية والبرامج الإقليمية بمكتب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى البنك الدولي: "يمكن أن يقارن مشروع ورزازات بأول بئر لإنتاج النفط في المملكة العربية السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي- وهي خطوة أولى ما لبثت أن فتحت موردا هائلا إقليميا للعالم كله. إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك إمكانيات عالمية فعلية من الطاقة الشمسية، ويبدي المغرب ريادة تاريخية في ورزازات"..