تتصاعد اعمال العنف في سوريا لتصل الى مشارف العاصمة دمشق؛ التي قالت موسكو انها موافقة على اجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة التي رفضت من جانبها هذا العرض معولة بعد تعليق مهمة مراقبي الجامعة العربية على مجلس الأمن الدولي لوقف حمام الدم في البلاد. واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان السلطات السورية وافقت على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا. الا ان المجلس الوطني السوري الذي يضم الجزء الاكبر من هذه المعارضة رفض اي "مفاوضات قبل رحيل" الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهة اخرى، اعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان ان السلطات السورية اعدمت الاسبوع الماضي مؤسس نواة الجيش السوري الحر المقدم حسين هرموش.
وغداة يوم دام سقط فيه ثمانون قتيلا نصفهم من المدنيين، حسب ناشطون حقوقيون تواصلت المعارك والعمليات الامنية الاثنين واسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الاقل بينهم 21 مدنيا كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي حمص (وسط) قتل 17 مدنيا بينهم فتاة اضافة الى طبيب اغتيل برصاص مجهولين بينما قتل اربعة آخرون في مواجهات في محافظة درعا (جنوب).
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد في حمص ارتفع اليوم الى 17".
وتشكل المدينتان بؤرتين للحركة الاحتجاجية التي بدأت في مارس/آذار 2011 ضد نظام بشار الاسد. وكان المرصد اعلن ان ستة من عناصر الامن قتلوا الاثنين في مدينة الحراك في محافظة درعا في هجوم استهدف حافلة للامن.
وقال المرصد في بيان ان "حافلة صغيرة تقل ستة من عناصر الامن دخلت صباح اليوم (الاثنين) الى مدينة الحراك لتنفيذ حملة اعتقالات فاستهدفت من قبل مجموعة منشقة وقتل جميع افرادها".
واضاف ان "دباباتين ترافقهما قوات عسكرية دخلت بعدها واطلقت النار بشكل عشوائي مما ادى الى استشهاد ثلاثة مدنيين" واصابة مسجد.
من جهة اخرى، دخلت القوات السورية الاثنين بلدة رنكوس التي تقع على بعد 40 كلم شمالي العاصمة دمشق، بعد محاصرتها لستة ايام، بحسب ما افاد ناشطون.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان "القوات العسكرية اقتحمت بلدة رنكوس بعد ستة ايام من محاصرتها واطلاق نار وقصف عليها". واضاف ان "المجموعات المنشقة انسحبت من البلدة".
وفي ريف دمشق ايضا تعرضت بلدات عربين وسقبا وحمورية لاطلاق نار من القوات الحكومية، بحسب المرصد الذي تحدث عن اقتحام قوات الامن السورية بلدة معضمية الشام التي يسمع فيها صوت اطلاق رصاص كثيف.
من جهته، تحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها اسامة الشامي عن "انشقاقات كبيرة جدا لمئات العناصر والضباط في ريف دمشق في الايام الاخيرة" معتبرا ان ذلك "يساهم في خسارة النظام لاجزاء مهمة من الغوطة والريف".
وقال ان "النظام يستخدم احدث الدبابات الروسية باعداد كبيرة"، موضحا ان "هذه الدبابات لا يمكن للجيش الحر ان يتصدى لها بالاسلحة البسيطة التي يملكها لكنها تدخل فقط الى الشوارع الرئيسة، ولا يمكن لعناصرها الخروج منها بسبب هجمات الجيش الحر".
واضاف ان "الوضع المعيشي في الريف صعب جدا. هناك نقص في المواد الاساسية والطبية وتم اطلاق النار على بعض خزانات المياه على اسطح البيوت (...) الكهرباء مقطوعة والاتصالات". وتحدث المرصد ايضا عن تعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل قوات الجيش السوري حيث تسمع اصوات الانفجارات في القرى المجاورة ووجود معلومات عن تهدم منازل.
وقال المصدر نفسه ان اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تدور في اورم الجوز وبلدة كفرنبل في محافظة ادلب.
من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية ان هجوما شنته "مجموعة ارهابية مسلحة" استهدف خط انابيب للغاز بين مدينتي حمص وبانياس في سوريا.
واعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان نقلا عن "مصدر عسكري وثيق الاطلاع"، ان "كتيبة من عناصر المخابرات الجوية (...) نفذت الاسبوع الماضي حكم الاعدام رميا بالرصاص بحق المقدم حسين هرموش في ساعة متأخرة من الليل".
الا ان حركة الضباط الاحرار قالت ردا على هذه المعلومات انه "لا يوجد اي تأكيدات بخصوص اعدام المقدم البطل حسين هرموش حتى هذه اللحظة"، موضحة ان هرموش "لا يزال اسيرا في السجون الاسدية".
على الصعيد الدبلوماسي، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان السلطات السورية موافقة على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا.
وقالت الوزارة "اقترحنا على السلطات السورية وعلى المعارضة ارسال ممثليهم الى موسكو لاجراء اتصالات غير رسمية (...) تلقينا جوابا ايجابيا من قبل السلطات السورية".
لكن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قال ان "تنحي الاسد شرط لبدء اي مفاوضات للانتقال الى حكومة ديموقراطية".
وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان وزير الخارجية الان جوبيه سيتوجه الثلاثاء الى نيويورك لاقناع مجلس الامن بتحمل مسؤولياته ازاء "تفاقم الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها النظام السوري".
واعلنت الخارجية البريطانية ان وزير الخارجية وليام هيغ سيتوجه الى نيويورك لدعم مشروع القرار ضد سوريا.
من جهته، اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الاثنين ان قطر طلبت رسميا استضافة الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب وتأجيله 48 ساعة.
وقال بن حلي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من بغداد ان قطر "طلبت تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب حول الاوضاع في سوريا الى السابع من شباط/فبراير بدلا من الخامس من الشهر نفسه واستضافته في الدوحة".
وتتراس قطر الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب كما تترأس اللجنة الوزارية العربية المهنية بسوريا..