قالت مصادر سياسية إسرائيلية بعد ظهر اليوم إن إسرائيل لن تعتذر لتركيا على سقوط نشطاء أتراك شاركوا في أسطول الحرية، لكنها تأسف على سقوط قتلى، حسب تعبير المصادر. ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن المصادر قولها إن إسرائيل لن تعتذر كون الجنود الذين صعدوا على سفينة مافي مرمرة كان في حالة دفاع عن النفس، معتبرةً أن سلوكهم شرعي وطبيعي في الدفاع عن أنفسهم أن من حق أي دولة الدفاع عن جنودها. وعبرت المصادر عن أملها بإيجاد مخرج للأزمة مع تركيا. فى سياق متصل، قال مسؤولون سياسيون في الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل لم تفاجأ من إعلان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو اليوم الجمعة حول تعليق الإتفاقيات العسكرية وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين، وإعتبروا أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بقطع العلاقات بينهما فيما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجتماعا مصغرا جدا لبحث الرد على الإعلان التركي. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو عقد إجتماعا بمشاركة وزير الدفاع إيهود باراك ومدير عام وزارة الخارجية رافي باراك للتباحث بالعلاقات الإسرائيلية - التركية والرد الإسرائيلي المحتمل على خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الذي يعني طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة. ونقل موقع "واللا" الإلكتروني الإسرائيلي عن مسؤولين سياسيين بالحكومة الإسرائيلية قولهم إن "الخطوات التركية ليست مفاجئة.. وقد توقعنا هذه الخطوات وأخذناها بالحسبان، وفيما يتعلق بقطع العلاقات بشكل مطلق، فإن الأميركيين لن يسمحوا لهم (أي لتركيا) بالقيام بذلك". وحول إعلان داوود أوغلو عن تعليق الإتفاقيات العسكرية بين الدولتين قال المسؤولون الإسرائيليون إن الإتفاقيات العسكرية معلقة منذ عام وعقب قرار إتخذته إسرائيل. وأضافوا أن "التجارة العسكرية توقفت منذ عام عقب قرار إسرائيلي.. لأننا لن نرغب بالمخاطرة وأن تسقط الأسلحة المصنوعة في إسرائيل بأيد غير صحيحة مثل الأيدي الإيرانية". ودعا عضو الكنيست عتنيئيل شنلر القيادي في حزب كاديما المعارض إسرائيل إلى "الرد من خلال ضبط النفس" على الإعلان التركي. وقال إن "المصلحة هي الحفاظ بالحد الأقصى على العلاقات مع تركيا لأن هذه مصلحة إسرائيلية وشرق أوسطية على حد سواء". وأضاف شنلر أن "مسؤولية إسرائيل تجاه الإستقرار بالشرق الأوسط ودفع مصالحها في المنطقة يتطلب جهدا خاصا لإصلاح علاقاتنا مع تركيا". وأفادت تقارير إسرائيلية اليوم أن إسرائيل تتخوف من طرد سفيرها في أنقرة ومن تقديم دعاوى إلى محاكم في أنحاء العالم ضد ضباطها وجنودها الذين شاركوا في مهاجمة أسطول الحرية التركي العام الماضي وذلك عقب نشر تقرير لجنة بالمار التي شكلتها الأممالمتحدة للتحقيق في الأحداث الدموية التي رافقت الأسطول. ويتوقع أن يتم نشر تقرير بالمار في نيويورك اليوم. وتتخوف إسرائيل من أن يؤدي النشر إلى تفجر العلاقات بينها وبين تركيا خصوصا بعد تسريب مقاطع واسعة منه في صحيفة "نيويورك تايمز" أمس.