تُرجّح التوقعات في إسرائيل أن ترفض تركيا إستقبال سفير إسرائيلي جديد بعد إنتهاء ولاية السفير الحالي في أنقرة غابي ليفي نهاية أغسطس الحالي، وذلك بسبب إستمرار الأزمة في العلاقات بين الدولتين منذ الأحداث الدامية التي رافقت محاولة أسطول الحرية التركي كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، إن مسئولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية حاولوا إقناع ليفي بتمديد ولايته، إذ إن ذلك لن يحتاج إلى موافقة تركية، لكن السفير رفض ذلك بعدما وافق في يوليو الماضي على تمديد ولايته لشهرين. وأضاف إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تدرس إمكانية تعيين قائم بأعمال السفير في أنقرة، الأمر الذي لا يحتاج موافقة تركية، وأن يكون القائم بأعمال السفير دبلوماسياً رفيعاً ليدير السفارة ويعمل على تخفيف حدة الأزمة بين الدولتين. ونسب إلى مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إنه "في أسوأ الأحوال لن يكون هناك سفير في تركيا وبالإمكان التعامل مع وضع كهذا، وهذا ليس نهاية العالم"، معتبرا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "يريد إذلال إسرائيل وتحقيق مكاسب سياسية داخلية على حسابها". وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن نصف أعضاء طاقم الوزراء الإسرائيليين الثمانية، وهم أفيغدور ليبرمان وموشيه يعلون وبيني بيغن وإلياهو يشاي، يعارضون الإعتذار لتركيا، بينما يؤيد ذلك الوزراء إيهود باراك ودان مريدور، وفيما لا يُعرف بعد موقف وزير المالية يوفال شطاينيتس، لا يُعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن موقفه من قضية الإعتذار لتركيا. وعقد طاقم الوزراء الثمانية إجتماعات خيراً للبحث في الأزمة مع تركيا من دون التوصل إلى قرارات بشأنها. وكان وزير الشئون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية موشيه يعلون، قال إن "أردوغان لا يعد باستئناف العصر الذهبي للعلاقات بين إسرائيل وتركيا بعد إعتذار إسرائيل، وأقصى ما يمكن أن يفعله هو إعادة السفير التركي"، مشيراً الى أنه "بالإمكان العيش من دون السفير التركي". وتتخوف إسرائيل من أن ترفع تركيا ومنظمات حقوقية دعاوى قضائية في محاكم دولية ضد الضباط والجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في مهاجمة الأسطول التركي، وإتهامهم بإرتكاب جرائم حرب خصوصاً أن تسريبات من مسودة تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأممالمتحدة، أشارت إلى أن القوات الإسرائيلية إستخدمت القوة المفرطة ضد نشطاء الأسطول. يشار إلى أن إسرائيل وتركيا أقامتا علاقات دبلوماسية كاملة وتبادلتا السفراء منذ عام 1991، وبعد إنتهاء ولاية ليفي ستكون المرة الأولى منذ 20 عام لا يتواجد فيها سفير إسرائيلي في أنقرة. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، فإن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً كبيرة على حكومة إسرائيل كي تعتذر لتركيا على أحداث أسطول الحرية.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تعتبر أن استمرار الأزمة في العلاقات بين الدولتين تمس بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وتشترط تركيا لإنهاء الأزمة في العلاقات مع إسرائيل، أن تعتذر الأخيرة على قتلها 9 نشطاء أتراك كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت ضمن أسطول الحرية، لكن إسرائيل ترفض ذلك .
يذكر ان "إسرائيل" قدمت مقترحا إلى تركيا من أجل حل الأزمة في العلاقات بينهما يقضي بأن تدفع تعويضات مضاعفة لعائلات القتلى التسعة الذين سقطوا بنيران الكوماندوز "الإسرائيلي" في سفينة "مرمرة" ضمن "أسطول الحرية"، لكن دون تقديم اعتذار لتركيا كما تشترط لتطبيع العلاقات المتدهورة منذ الهجوم الذي وقع في نهاية مايو من العام الماضي. حيث إن الاقتراح "الإسرائيلي" يقضي بدفع مبلغ 100 ألف دولار لكل واحدة من عائلات القتلى الأتراك التسعة بدلا من 50 ألف دولار. ويقضي المقترج بألا تتحمل "إسرائيل" المسئولية عن مقتل النشطاء التسعة وإنما تعبر عن أسفها عما حدث بدلا من الاعتذار.
يذكر أن تركيا سحبت سفيرها في تل أبيب بعد أحداث أسطول الحرية ولم تُعده أو تعين خلفاً له حتى اليوم.