محافظ سوهاج يلتقى المواطنين لبحث مطالبهم خلال اللقاء الجماهيرى    السعودية تستقبل أكبر حاجة سنا ب130 عاما لأداء الفريضة.. صور    البنك الدولى يتوقع تسارع نمو اقتصاد مصر مدفوعا بالاستثمار الأجنبى    سامح شكرى: ضرورة تمكين معبر رفح من الاضطلاع بمهامه مرة أخرى    بعد فشل التأهل لمونديال 2026.. كوبر يرحل عن تدريب منتخب سوريا    أسامة فيصل و"ميسى " يقودان هجوم المنتخب الأولمبى أمام كوت ديفوار بالودية الثانية    تقارير: برشلونة قد يتخلى عن فاتي من أجل لاعب بايرن ليفركوزن    أقوى مراجعة نهائية للإحصاء لطلاب الثانوية العامة ونماذج للامتحان.. بث مباشر    رئيس هيئة الرقابة الصحية: كوفيد - 19 كشف نقاط الضعف بالأنظمة الصحية    ندوة تثقيفية لمنتخب مصر للكرة الطائرة حول مخاطر المنشطات    مدرب بلجيكا: دي بروين يتلقى إشارات في الملعب من طائرة دون طيار    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    اندلاع حريق في قصر فرساي ورجال الإطفاء يخمدونه بسرعة    أول رد رسمي وزارة البيئة بشأن واقعة العثور على خراف ميتة بمياه جزيرة شدوان    التموين: ضبط 11 طن دقيق خلال يوم    قبل طرحه بالسينما.. محمد إمام يشوق الجمهور لفيلمه الجديد "اللعب مع العيال"    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    تعرف على أهمية يوم عرفة في الإسلام    محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال رصف طريق الحصفة بالرياض    "التنظيم والإدارة" يتيح الاستعلام عن القبول المبدئي للمتقدمين في 3 مسابقات    عيد الأضحى في المغرب.. عادات وتقاليد    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    روسيا: تدمير مقاتلتين أوكرانيتين من طراز سو-27 و سو-25 في مطاراتها    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    «الدفاع الروسية» تكشف أسباب تحطم طائرة "سو-34" خلال طلعة تدريبية    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    هل عمر الأضحية من الإبل والبقر والغنم محدد أم مطلق؟.. «الإفتاء» توضح الشروط    الأعلى للإعلام يستدعي الممثل القانوني ل أمازون مصر    هيئة الرعاية بالأقصر تكرم 111 فردا من قيادات الصف الثاني بالمنشآت التابعة لها    أهم النصائح والإرشادات للحاج للمحافظة علي صحته خلال تأدية المناسك    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    مشاجرة بالأسلحة البيضاء تنتهي بوقوع 4 مصابين في نجع حمادي    رئيس هيئة الدواء: حجم النواقص في السوق المصري يصل ل7%    حكم كثرة التثاؤب أثناء الصلاة وقراءة القرآن.. أمين الفتوى يوضح    أول تعليق ل حسام حسن بعد تعادل منتخب مصر وغينيا بيساو    بالصور- محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    الأزهر الشريف يهدي 114 مجلدا لمكتبة مصر العامة بدمنهور    رضا البحراوي يُحرر محضرًا ضد شقيق كهرباء بقسم المعادي    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محاولات للبحث عن الخلود في "شجرة الحياة" لقومية الأقصر    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    الدولار يقترب من أعلى مستوياته في شهر أمام اليورو    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقديراً للكاتب الكبير لبيب السباعي وبداية من اليوم ، ننشر 40 مقالاً من مجموعة من مقالاته التى سبق وتواصل فيها مع قراء مجلة الشباب خلال السنوات الماضية من خلال عنوانه الثابت " تواصل على ورق " ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته .
نشر في بوابة الشباب يوم 31 - 01 - 2012


تواصل علي ورق
** قبل نحو نصف قرن قدمت السينما المصرية فيلما شهيرا للفنان الراحل فريد شوقي .. وهو ' جعلوني مجرما ' وكانت قصته عن ضياع وجرائم أطفال الشوارع التي لم تكن وقتها قد أصبحت ظاهرة بل كانت مجرد حكاية متواضعة عن أسباب انحراف بعض الأطفال وظهور عصابات مهمتها استغلال الأطفال المشردين في التسول والنشل في المواصلات العامة ' وبس ' !! وكانت تلك الحوادث في ذلك الوقت كارثة استحقت فيلما سينمائيا واهتماما إعلاميا واسع النطاق معني ذلك أن القضية قديمة والازمة قائمة ونائمة منذ زمن بعيد فكيف لم نلتفت إليها طوال هذه السنوات ولماذا لم ننتبه إلي ضرورة وجود استراتيجية مستمرة ومتواصلة تجنب مصر مخاطر ما وصلنا إليه والذي لم نكتشفه للأسف إلا في عهد التوربيني وبزازة والسويسي بعد أن تحول أطفال الشوارع المشردون من التسول والنشل إلي جرائم الاغتصاب والقتل ؟ ! وإذا كانت هناك استراتيجية كما يقال أحيانا فماذا تحقق منها ؟ وكيف جري كل ما جري في ظل هذه الاستراتيجية ؟
وعندما تقول الاحصائيات الرسمية إن في شوارع مصر نحو المليونين من أطفال الشوارع فمعني ذلك أننا أمام مليوني توربيني قادم في الطريق وتخيل كم مليون طفل سوف يدهسهم المليونا توربيني القادمون؟
الكارثة أن عدد الجمعيات والهيئات والمجالس التي ترفع شعار رعاية الطفولة وحمايتها أصبح تقريبا مساويا لعدد أطفال الشوارع وهذه الجمعيات والهيئات - اللهم لا حسد - تحظي بتبرعات وإسهامات مالية محترمة ومع ذلك فإن دورها في التصدي لهذه الظاهرة غائب تماما !!
وهذه الجمعيات مشغولة جدا جدا ولكنها للأسف مشغولة بالمؤتمرات والحفلات والبرامج التليفزيونية والبحث عن تبرعات مالية جديدة !!
أطفال الشوارع في مصر تحولوا إلي كارثة وإلي قنبلة لا نعلم متي ستنفجر ومع ذلك للأسف الشديد يتم التعامل مع هذه الكارثة بسذاجة كبيرة ونحن لا نبالغ عندما نقول إن القادم أخطر مما نتصور فعندما يكشف الأمن عصابة من هذا النوع كل 48 ساعة ويصل عدد الأطفال المغتصبين والقتلي إلي العشرات وكل ذلك فقط من توابع عصابة واحدة هي عصابة التوربيني وبزازة فذلك معناه أننا نائمون في العسل وضروري أن هناك عشرات بل ومئات العصابات المماثلة !! وعيب قوي أن يكون المجتمع المصري قبل نصف قرن من الزمان أكثر وعيا وإدراكا لخطورة أوضاع الأطفال المشردين في الشوارع وأن هذا التشرد هو مصنع انتاج المجرمين - وهذا يبدو واضحا حتي من اسم الفيلم السينمائي - أما الآن فمازال كل ما نفعله أمام هذه الظاهرة الخطيرة هو متابعة أنباء الكشف عن عصابات جديدة وتزايد عدد الأطفال المغتصبين والقتلي .. واكتشاف أماكن دفن هؤلاء القتلي .. وبس !
** نحن مجتمع يهمل الشباب - عمدا علي ما يبدو - ومنذ سنوات و قضايا الشباب وهمومه وأخباره ودوره في المجتمع حتي اليوم من الأخبار الهامشية في الصحافة المصرية دون مبرر أو تفسير مقبول لأن الصحف المصرية - ببساطة وصراحة - لا تهتم بهذا القطاع من المجتمع وتعطي اهتماما عظيما لخبر يقول : إن اللاعب الفلاني قد أصيب بشد عضلي خلال التدريب أكثر من اهتمامها بمؤتمر للشباب أو قضية تؤثر علي مستقبل هؤلاء الشباب أو واقعه ..
قضية مثل قضية البطالة لا تحظي بواحد في المائة من الاهتمام الذي تحظي به قضية احتراف اللاعب إبراهيم بعجور في النادي الفلاني .. وهناك عشرات الندوات التي يعقدها الشباب يناقش فيها قضايا مهمة مثل التعليم والصحة والعمل السياسي وغيرها تنشر علي استحياء بسطور في صفحة داخلية وفي زاوية مهملة !! هل يعلم المواطن المصري - وتلك مسئولية الصحافة والإعلام - أن المجلس القومي للشباب مثلا يواصل منذ شهور تنفيذ أول خطة متكاملة للتوعية السياسية وإعداد القيادات الشبابية وترسيخ قيم الولاء والانتماء في أنفسهم وتدريبهم علي قواعد الممارسة الديمقراطية السليمة ؟ !
هل اهتمت الصحافة أو وسائل الإعلام الاخري بمتابعة ذلك ؟ ! أوبتقييم ما يجري بنفس القدر الذي تهتم به بالحوادث او الرياضة ؟ أو حتي بنصف هذا القدر ؟
هل أفسحت وسائل الإعلام مكانا مناسبا لكي تشير إلي أن عشرات الآلاف من شباب مصر يواجه مشكلات وقضايا مهمة علي مستوي جميع محافظات مصر ؟ ! هل حاولت وسائل الاعلام أن تبحث عن نجوم من الشباب في عالم السياسة أو الأدب مثلا .. أم ان النجومية هي فقط للمطربين والممثلين ولاعبي الكرة مع كل التقدير لهم ؟
لقد عاش شباب مصر سنوات طوالا علي هامش الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية ولكن اليوم وفي ظل أوضاع جديدة يشهدها المجتمع المصري الآن حيث يتقدم هؤلاء الشباب إلي مواقع قيادية يصبح ضروريا أن يلقي المزيد من الاهتمام الإعلامي ولو لم يحدث ذلك الآن واليوم فإن كثيرا من الجهد الذي تبذله كل المواقع سوف يضيع دون عائد لأن المستفيد منه وصاحبه وهو الشباب غائب !!
لبيب السباعى
عدد فبراير 2007 – مجلة الشباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.