هو واحد من أغرب شوارع القاهرة القديمة وأكثرها عراقة وأهمية رغم ما به من خرابات و بيوت قديمة آيلة للسقوط .. إلا أنه لا يزال يضم عددا من الأسبلة والمساجد القديمة والتكايا والحوانيت على الطراز المملوكى، هو شارع السيوفية الموجود بحى الخليفة والذى يعد متحفا مفتوحا لعهود كثيرة مرت عليها القاهرة.. فى بداية الشارع ومن أمام مستشفى الخليفة العام توجد خرابة مزعجة للغاية، يوجد عند مقدمتها واجهة متهالكة لأحد المساجد القديمة الذى لم يتبق منه سوى مأذنة شامخة وقد طفحت تحتها مياه المجارى، عم محمد حمادى (65سنة ) أحد سكان المنطقة يقول: اذا كانت كل بيوت المنطقة قديمة جدا وممنوع هدمها علشان الآثار طيب الخرابة دى ممنوع يبنوا فيها ليه؟ دى ممكن تحل أزمة المنطقة لوعملوا فيها مساكن شعبية، لكن اللى إحنا عارفينه إنها تابعة للأوقاف وفيه ناس بتقول إنها كانت مقابر. وليس بعيدا عن هذه الخرابة يقع ربع قديم به عدد من السكان، ومن الخارج به حوانيت وورشة نجارة وأخرى للميكانيكا، وبداخله أماكن مهدومة وخرابات وعدد من الغرف الضيقة وسكانه ناس بسطاء، حيث قابلنا الحاجة عالية (66سنة ) وقالت: إحنا هنا من أيام أجدادى، الربع ده قديم قوى، بس العيشة فيه هادية والكهربة والميه موجودين على طول . أجمل ما فى الشارع هو قصر الأمير طاز المحاط من الخارج بورش للحرفيين ومحلات لتجارة الملابس، حيث يقول عم موسى حسين (58 سنة) صاحب ورشة صناعة كراسى ومقاعد خشبية : إيجار الورشة من الأوقاف كان جنيه فى الشهر من كام سنة لكن الآن الإيجار وصل إلى 50 جنيهاً شهريا وهذه المحلات قديمة جدا من أيام المماليك لكنها عاشت مع القصر وتطورت مع الزمن. وبجوار القصر تقع زاوية الآبار وهو إسم طائفة من طوائف الصوفية و تضم مسجد قديم يرجع تاريخ انشاءه إلى عام 1284 ميلادية وبجواره جدران متهالكة تحتمى خلفها خرابة أوبقايا بيت قديم ، كما توجد أيضا خرابة كانت فى الأصل وكالة قديمة اسمها التنونجى وتضم من الداخل ورش سمكرة قديمة وخردة. حكاية هذا الشارع الغريب يرويها لنا بالتفصيل الدكتور حجاجى إبراهيم ، المؤرخ ورئيس قسم الآثار بجامعة طنطا حيث يقول : السيوفية من أغرب شوارع مصر القديمة، وتعالى نتتبع خط سير هذا الشارع سنكتشف أن بدايته من شارع المعز ثم يمتد طوليا ليحمل اسم بين القصرين وشوية يحمل اسم الجمالية وامشى شوية كمان تجد اسمه الفحامين وبعد كدة المعز للمرة الثانية ثم النحاسيين ثم الصاغة وبعد ذلك نمر عبر تقاطع الأزهر لنجد اسمه الغورية ثم العقادين، وبعد كده شارع تحت الربع ثم الخيامية ثم السروجية وأخيرا المغربلين وبعده على طول تدخل فى أول السيوفية ، وقد سمي بهذا الاسم نسبة لورش السيوف التى كانت منتشرة به فى العهود الماضية.