ما حقيقة مشاركة فريق "أهلي أم الفحم" في الدوري الإسرائيلي بفانلة الأهلي.. وما علاقته بنادي "هبوعيل أم الفحم"؟! هل صحيح أن فانلة الزمالك الجديدة يرتديها حارس مرمي المنتخب الصهيوني؟! هل لاعب إنبي المغربي سبق له فعلاً اللعب مع 3 أندية إسرائيلية؟! انتشر في الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لنادٍ إسرائيلي يطلق عليه "أهلي أم الفحم" يحمل نفس شعار النادي الأهلي المصري، والحكاية بدأت بجدال بين مشجعي الزمالك والأهلي.. ثم انتشرت وكأنها حقيقة البعض كان يدافع عنها باعتبار أنه فريق ينتمي للأراضي العربية المحتلة.. وبالتحديد عرب 48، والبعض الآخر كان يهاجم بحجة أن الأهلي يفرط في حقه، كما أن الفريق يشارك في بطولات يشرف عليها وينظمها الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، كما انتشرت أخبارا أخرى بأن النادي يضم لاعبين إسرائيليين ورغم أنه يلعب في الدرجة الثانية لكنه ربما مستقبلياً يتطور ويفوز بالدوري ويمثل الكيان الصهيوني– بفانلة وشعار الأهلي- في دوري أبطال أوروبا، أخبار كثيرة انتشرت وسط طوفان من الشائعات والمعلومات الصحيحة المخلوطة بأكاذيب، وفي السطور التالية سنحاول أن نتوصل لحقيقة الأمر. أصل الجدال في البداية نشير لأن الجدل بين جمهوري الأهلي والزمالك علي مواقع التواصل الاجتماعي كان متبادلاً، خاصة بعد مباراة الأهلي والترجي التونسي الأخيرة، فكما خرج مشجعو الزمالك بحدوتة "أهلي أم الفحم".. أيضاً مشجعو الأهلي روجوا لكون القميص الثالث للزمالك والذي أعلن عنه عدد من لاعبيه مؤخراً هو نفسه الذي يرتديه حارس مرمي منتخب إسرائيل لأن الشركة المصنعة للقميصين واحدة، وبالمناسبة، الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل "BDS مصر" دعت نادي الزمالك إلى إلغاء تعاقده مع احدي الشركات العالمية للملابس الرياضية باعتبارها الراعي الرسمي للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، واعتبرت الحملة في بيان أن تعاقد النادي مع الشركة يعد "تطبيعا مع إحدى الجهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي وتورّطا في الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني"، وحتى وقت كتابة هذه السطور لم يرد الزمالك سواء بالموافقة أو الرفض. هبوعيل أم الفحم نعود لحكاية الأهلي، البداية كانت بالبحث في الدوري الإسرائيلي لكرة القدم عن هذا النادي أصلاً، وهذا الدوري عبارة عن 8 أقسام وهي "الدرجة العليا - الدرجة الممتازة- الدرجة الأولى للمنطقة الشمالية- الدرجة الأولى للمنطقة الجنوبية- الدرجة الثانية للمنطقة الشمالية أ- الدرجة الثانية للمنطقة الجنوبية أ- الدرجة الثانية للمنطقة الشمالية ب- الدرجة الثانية المنطقة الجنوبية ب"، وباستعراض الأندية وجدنا أنه لا يحمل أي نادٍ اسم الأهلي في الثمانية أقسام، وبالتالي كانت الخطوة الثانية هي البحث وراء الصورة المنتشرة.. فمن هذا الفريق المنسوب لمدينة أم الفحم؟! والحقيقة أنها تعود لنادي إسرائيلي فعلاً اسمه "هبوعيل أم الفحم" كان في الشهر الماضي يحتل المركز الخامس في الدرجة الأولى للمنطقة الشمالية، وهو يلعب بقميص لونه أحمر لكنه لا يستخدم شعار الأهلي المعروف، وكان الفريق المقصود متواجدًا في الدرجة الممتاز الموسم الماضي قبل عودته مرة أخرى للدرجة الأولى للمنطقة الشمالية بإسرائيل، ويقع "هبوعيل أم الفحم" في مدينة أم الفحم الفلسطينية، والتي تقع في المنطقة الشمالية ويتحدث أهلها بالعربية، وقد أسسه أحمد صادق جبارين وفي عام 1963 قام بتسجيله في مكاتب الاتحاد العام لكرة القدم الإسرائيلي. أهلي أم الفحم هل ما سبق يعني أنه لا يوجد نادي في مدينة "أم الفحم" يحمل اسم الأهلي؟! الحقيقة لا.. فقد كان هناك بالفعل فريق يستخدم قميص وشعار الأهلي، والفلسطينيون لا يعتبرون النادي إسرائيليًا لأن مدينة أم الفحم، إحدى المدن الواقعة تحت الاحتلال، ويسمى مواطنوها عرب 48، ورغم كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بهويتهم الفلسطينية، وهذا النادي كان موجوداً قبل شراء رخصته عام 2007 عبر بعض أعضاء نادي "هبوعيل أم الفحم"، وخلال 3 سنوات صعد الفريق لدوري الدرجة الثانية في إنجاز كبير لكونه أول نادٍ يمثل المدينة العربية في الدوري الصهيوني، لكنه سرعان ما هبط للدرجة الثالثة، وهذا النادي اختار اسم الأهلي ليعبر عن الارتباط بالهوية العربية له، كما اختار قميص النادي الأحمر ليكون زيه في المباريات، وفي عام 2011 تم إيقاف نشاط نادي "الأهلي أم الفحم" بقرار من المحكمة بعد انسحاب الفريق من مباراتين كان من المفترض إقامتهما في مدينة إيلات الإسرائيلية، وقبلها كان النادي أحد الأندية الثلاثة بمدينة أم الفحم مع "هبوعيل أم الفحم" و"مكابي أم الفحم"، لكنه حالياً بلا نشاط رسمي في كرة القدم وتحول لما تشبه أكاديمية لتدريب الأطفال. 30 فريقاً للأهلي "أهلي أم الفحم" ليس وحده الذي كان يسعي لاستغلال اسم الأهلي في مواجهة القوى الاستعمارية، كما أن بعضها اتخذت معني الاسم لأنه تعبير واضح عن كونه "شعبياً" ويمثل أهل ذلك البلد أو أنه يحمل الهوية الوطنية، وهناك 32 نادياً تحمل اسم الأهلي على مستوى الوطن العربي على رأسها الأقدم و"الأصل" والأكثر تتويجا بالألقاب الأهلي المصري، وفي فلسطين وحدها 8 أندية حالياً تحمل اسم الأهلي وهي "أهلي البريج وأهلي الخليل وأهلي غزة وأهلي قلقيلية وأهلي بلاطة وأهلي النصيرات وأهلي دورا وأهلي القدس"، وتضم السودان 4 أندية هي أهلي ود مدني وأهلي الخرطوم وأهلي شندي وأهلي عطبرة، وفي اليمن هناك 4 أندية "أهلاوية" وهي أهلي تعز وأهلي الحديدة وأهلي الغيل وأهلي صنعاء، وفي لبنان 3 أندية هي أهلي صيدا والأهلي صربا و الأخاء الأهلي، بينما تضم ليبيا 3 فرق تحمل اسم الأهلي وهم أهلي طرابلس وأهلي بنغازي وأهلي مصراتة، كما يوجد الأهلي الأندلسي والأهلي الماطري في تونس والأهلي الإماراتي والأهلي السعودي والأهلي الأردني وأهلي سداب العماني وأهلي برج بوعريرج الجزائري والأهلي القطري والأهلي البحريني والأهلى السورى "الاتحاد حالياً". تطبيع غير مباشر حكايات التطبيع الرياضي غير المباشر خلال الشهر الماضي لا تنتهي، فكما نبش الزملكاوية في الدفاتر ليخرجوا بحكاية "أهلي أم الفحم" الإسرائيلي.. ورد الأهلاوية بالسخرية من فانلة الزمالك التي تشبه فانلة منتخب إسرائيل، فجأة اجتمع الطرفان بعد 6 أشهر من الصفقة للبحث وراء اللاعب المغربي نوح سعداوى مهاجم انبي الجديد، فالحقيقة أنه سبق له اللعب في إسرائيل في 3 أندية منها مكابى حيفا، وقد تعاقد نادي انبي مع اللاعب لمدة 3 سنوات قادما من الدوري العماني، ونوح وائل السعداوى عمره 25 سنة ويلعب فى مركز الجناح الأيسر ولعب للفئات العمرية للوداد الرياضي قبل الهجرة مع أسرته لأمريكا ولعب بنادي نيويورك ريد بول، ثم لعب لثلاثة أندية بالكيان الصهيونى وهي مكابي حيفا وهابويل كفر سبع ونصرة إيلات، ثم انتقل إلي الدوري الجنوب إفريقي بنادي أياكس كيب تاون ثم لعب بالدورى الهندوراسي مع فريق ريال إسبانيا قبل خوض تجربة في عمان مع فريقي الخابورة و مرباط ومنه إلي إنبي، ورغم صغر سن هذا اللاعب لكنه لعب خلال 6 سنوات فقط لأكثر من 12 ناديًا بين الإعارة والبيع النهائي، ولكيلا نكيل الاتهامات لنادي انبي لابد من الإشارة لنقطتين، الأولي أن مسألة مرور لاعب كرة- غير مصري - علي الدوري الإسرائيلي من خلال تعاقد رياضي لا يعني بالضرورة أنه أصبح مناصراً لإسرائيل سياسياً، بل حتي لو كان اللاعب مصرياً.. محمد صلاح اضطرته ظروف ناديه السابق بازل السويسري من قبل للعب في إسرائيل ولو لمباراة واحدة خلال البطولات الأوروبية.. وهذا لا يغير من واقع شعوره السلبي تجاه "الدولة الصهيونية" في شيء، كما أن المهاجم المغربي ليس أول لاعب ينضم للدوري المصري سبق له اللعب لأندية إسرائيلية، فهناك إيمانويل بناهيني المهاجم الغاني لفريق الاتحاد السكندري الحالي، والزامبي إيمانويل مايوكا مهاجم الزمالك السابق، والغاني نانا بوكو مهاجم الزمالك ومصر المقاصة السابق.