رغم تزايد معدلات البطالة في صفوف الشباب, لكن بعضهم يرفض الاستسلام والشكوى ولا ينتظر الفرصة.. بل يبحث عنها بأفكار مبتكرة, ولهذا بادر الشابان "محمود دياب" و"آلاء فتحى" بابتكار فكرة بسيطة وجميلة عبارة عن مقهى صغير ملحق به مكتبة يتسم تصميمها بالبساطة وتضم مجموعة كتب في مجالات متنوعة (تاريخ وتنمية بشرية وأدب وفنون) وكل ذلك مثبت على دراجة بحي الزمالك أمام ساقية الصاوي بحيث يمكن للزبائن الاطلاع علي الكتب حتى ينتهى الشابان من تحضير القهوة لهم. يقول محمود دياب "26 عاما": منذ طفولتى وأنا عاشق لركوب الدراجات, ودائما أستخدمها كوسيلة للانتقالات لأنها سهلة الاستخدام وتمنحني فرصة ممارسة الرياضة والحفاظ علي صحتي, كما توفر لى الوقت والمال أيضا, كما كنت أهوى تصنيع بعض قطع الأثاث الخشبي في المنزل بالإضافة لعشقي الشديد للقهوة, لذلك فكرت فى مشروع أجمع فيه بين هذه الهوايات المختلفة, وفي نفس الوقت يكون مصدراً لزيادة دخلي, فلم يكلفنى هذا المشروع الكثير من المال, كل الحكاية عجلة وقطع من الخشب شكلتها بنفسى على هيئة مطبخ صغير, و"رمالة" ومجموعة من الكنك النحاس، وكان لدى هدف أهم وأكبر من هذا المشروع وهو"استبدال السيجارة بالكتاب", فمعظم الشباب اعتاد علي الربط الدائم بين شرب فنجان قهوة ومعه سيجارة, لكن عندنا في "قهوة بندق" يمكنك في وقت انتظارك لإعداد كوب القهوة الاطلاع علي أحد الكتب الذى يناسب ويلائم هواياتك, كما يمكنك أيضا أن تستعيره وهو ما يميز قهوتى الصغيرة والحمد لله. وتقول آلاء "21 عاما": أنا طالبة بكلية تجارة, وتعرفت على محمود بالساقية وتناقشت معه في فكرة المشروع، ولكنى كفتاة لا أستطيع تنفيذ هذه الفكرة بمفردى, فاتفقنا علي البدء في عمل مشروع برأسمال بسيط وفي نفس الوقت يدر أرباحاً يومية جيدة, فتوصلنا لفكرة "قهوة متنقلة", يمتاز هذا المشروع بقلة تكاليف تأسيسه مقارنة بنفس المشروع إذا كانت قهوة ثابتة في مكان محدد, فهى لا تحتاج الي مقر وبالتالي لن يتم دفع إيجارات، وكذلك لن يحتاج الي عمالة وبالتالي ستعود أرباح المشروع كلها علينا, أضف إلي ذلك سهولة العمل, فصناعة فنجان القهوة للزبائن أمر غاية في السهولة, ولدينا ايضا العديد من النكهات لإرضاء كل الأذواق، ونبدأ الشغل من الساعة 7 مساء وحتى العاشرة رافعين شعار "إيد على إيد تساعد", حيث يقوم محمود بتحضير القهوة على الرمل, بينما أقوم بتجهيز بعض الحلويات بالمنزل مثل "الكوكيز أو الكب كيك" وبيعها مع القهوة لمن يريد من الزبائن, ويمتاز الموقع الذى نقف به أنه خالٍ من المنافسة وآمن وكل زائرى المركز الثقافي من الشباب المحترمين ويشجعوننا دائما وجميعهم أصبحوا أصدقاءنا، المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي استخراج تراخيص من الحى لمزاولة النشاط بشكل قانوني. ويكمل محمود الحديث قائلاً: من الأمور السلبية الأخري التي تواجه المشروع كثرة الحركة والتي تعتبر ميزة أحيانا, فالحركة تعني أنك تقابل أكبر عدد ممكن من العملاء وتتواجد في أنسب الأماكن إلا أنها ستضر بك علي مستوي كسب عملاء جدد, فالعميل الذي اشتري منك مرة قد لا يجدك مرة أخري، وبالتالي لن يكون هناك عملاء دائمون للمشروع وقد تحل هذه المشكله عن طريق الاستقرار في المكان الذي تحقق من خلاله أقصي أرباح ممكنة ويمكنك استخراج ترخيص بالثبات بهذا المكان، وأحلم بأن يكبر المشروع ويتطور, وأن يتم حل مشكلة التراخيص مع الحى, وحلمنا الكبير الذى نسعى لتحقيقه هو أن تكون لنا عجلة في كل حى تحمل اسم "قهوة بندق".