«خلى السعادة عادة ولو بزيادة» جملة نرددها فى أوقات سعادتنا المتأرجحة بين موجات الحياة التى تسعدنا تارة وتصيبنا بالحزن تارة أخرى، ولكن هناك أشخاص آخرين يعيشون معنا قرروا أن تكون السعادة شعارهم الدائم، ليس فى حياتهم فقط ولكن فى حياة كل من حولهم. الكتب والقهوة سر سعادة فئة واسعة فى أى مجتمع، دائمًا ما تجد أشخاصًا لا يبدأ يومهم دون كتاب وفنجان قهوة، وآخرون يكتبون الشعر والكلمات حبًا فى القهوة والقراءة، ومحمود دياب شاب عشرينى، يحب القهوة وراثة عن أمه، وقرر أن يسعد بها غيره على طريقته الخاصة. «دراجة بخارية» وبعض الأخشاب التى صممت بأيدى شاب، اتخذ سبيله للعمل منذ14 عامًا، فى محلات الملابس الجاهزة، ولكنه يحب الابتكار والصناعة اليدوية، فقام بصنع صندوق خشبى صغير فوق دراجته وتحته شعلة هادئة، يحوى بعض الفحم والرمال التى تحتضن «كنكة» القهوة كأم حنون، لتنضج القهوة كفتاة فى أوج ربيعها، بمذاق هادئ ورائحة جذابة، وليس باستخدام ماكينات صنع القهوة سريعة التحضير. «الصبح فى المصنع وبالليل مع الرمالة» محمود دياب فى منتصف العشرينيات، يدرس فى كلية التجارة تعليم مفتوح، يعمل فى صناعة ملابس جاهزة منذ 14 عامًا، يحب الأخشاب والصناعات اليدوية، يعشق القهوة وراثة عن والدته، ويحب القراءة. يقول محمود: «الفكرة أنى أعمل حاجة جديدة وجودتها عالية ومش بطريقة تقليدية وأقدمها بسعر كويس وأنت ماشى على السريع كده». وأكمل محمود: جاءت الفكرة لدى باستخدام الرمال وأترك القهوة تنضج بهدوء من خلالها، موضحًا أن الفكرة جاءت لديه منذ 3 شهور ونزلت أنا وشريكتى آلاء نشتغل على الفكرة، وبقالنا 3 شهور شغالين أنا وهى بالليل كل يوم، والصبح فى المصنع وهى فى شركة كمبيوتر». «القهوة بتحلى مع الكتاب» وعن الهدف من الفكرة قال محمود: «عايزين نغير تفكير إن القهوة بتحلى مع السيجارة ونحط مكان السيجارة الكتاب.....القهوة بتحلى مع الكتاب، جبت الكتب اللى معايا فى البيت كلها روحت حاططها على البايك علشان اللى بيشرب القهوة ياخد له كتابًا يقرأه ويستفاد أو يطلع على الأقل على الكتب لعل وعسى يعجبه كتاب يروح يشتريه وتبقى بداية أن شخص يقرأ». «نفسى أوصل إنى يكون ليا فى كل حى رمالة زى دى، وانشر القراءة بين الناس» وهكذا عبر محمود عن حلمه. وأكمل: «الناس كلها متجاوبة مع الفكرة وكل اللى بيشوفها بيدعمنى بكلام إيجابى، بس توسع الفكرة متوقف على إجراءات الحى، أنه يدينى ترخيص أقف براحتى، ده لو حصل أنا أقدر أكبر الفكرة وأشغل شباب كتير معايا». «أنا بعتبر نفسى شخص بيقوم بدوره فى عمله وده بيخلى اللى بيستقبل الخدمة منك مبسوط أنه لقى تقدير واهتمام منك» هكذا عبر محمود عما يقوم به، وأنه يقدم السعادة فى فنجان قهوة. وأكمل: «تجارة السعادة بتكمن فى كل موقف بنتعامل بيه مع الناس، مش تقديم خدمة كويسة بس». يقف الشباب حوله مرتسمة على وجوههم نظرات الفرح اللحظى من فنجان قهوة وكتاب يقدمهما محمود فى بساطة، وهكذا السعادة يمكن أن نمنحها للآخرين، ننشرها بأبسط الأشياء، تكون منتجًا متداولًا بين الأيدى، بكلمة أو ابتسامة أو فعل بسيط، وما أكثر تجار السعادة فى حياتنا.