تلقى رياضة كمال الأجسام رواجاً كبيراً بين شباب العالم في العقدين الأخيرين، وأصبح حلم بناء العضلات يراود كل شاب مع بداية فترة المراهقة، وبرغم ذلك كثيرون منا لا يعلمون عنها شيئاً وخاصة من الآباء والأمهات حينما يفاجئون بأن أبنائهم يرغبون في الذهاب إلى الجيم، وهناك حالات كثيرة لأولياء أمور منعوا أبنائهم عن ممارسة رياضات بعينها بسبب عدم معرفتهم بمعلومات كافية عن تلك الرياضات.. أما عن رياضة كمال الأجسام فنتعرف عليها وعلى كل ما يخصها بصورة مبسطة في السطور التالية.. تعتبر رياضة كمال الأجسام واحدة من أقدم الرياضات الفردية حيث بدأت تُقام مسابقاتها في لندن لأول مرة منذ عام 1901 لتتوالى بعد ذلك إقامة العديد من البطولات في أمريكا وأوروبا حتى تم تأسيس أول اتحاد رياضي لها عام 1946 وهو الاتحاد الدولي لكمال الأجسام IFBB الذي أُعيد تأسيسه رسمياً عام 1970، والذي يضم تحت مظلته حالياً 198 دولة، وينظم سنوياً حوالي 1440 بطولة حول العالم. وتُمارس رياضة كمال الأجسام في صالات الألعاب الرياضية (جيم) وتُستخدم فيها أدوات رياضية تُسمى "بار – دمبلز – طارات حديدية – أجهزة حديثة بأشكال وأغراض متنوعة" والتدريب عليها يكون تحت إشراف مدرب متخصص؛ على دراية بعلوم التدريب الحديثة ولديه خبرة كافية بعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم التغذية وعلم النفس الرياضي وعلوم أخرى كثيرة ومتشعبة، بجانب خبرة عملية تمتد لسنوات من التدريب، والتدريب بالأثقال فيها لا يهدف إلى رفع أوزانا أكثر في كل مرة كما يعتقد البعض، ولكن التركيز على تدريب مجموعة كبيرة من العضلات تتوزع على سائر أعضاء الجسم البشري بهدف تنميتها والوصول بها إلى مستوى عالِ من التنمية والتناسق والتحديد العضلي، والخضوع إلى برنامج غذائي وتدريبي بمراحل مختلفة الأهداف حتى يستطيع اللاعب بعدها أن يخوض تجربة المشاركة في البطولات. هذا وتعتبر بطولات كمال الأجسام مثلها مثل باقي الألعاب الرياضية، تبدأ ببطولات محلية تُقام على مستوى المناطق أو المحافظات أو على مستوى الجمهورية، ومنها يتأهل اللاعب إلى أن يُصبح لاعب دولي يشارك في البطولات الدولية والعالمية وحتى بطولات المحترفين. وفي كمال الأجسام تكون مهمة اللاعب في استعراض عضلاته على مسرح كبير بمقاييس ومعايير مُتفق عليها دولياً، ويكون ذلك بحضور الجماهير، وأمام مجموعة من الحكام يصل عددهم في البطولات العالمية من 7 إلى 11 حكم، وتنقسم رياضة كمال الأجسام في فئة "البادي بلدنج" إلى عشرة أوزان رسمية محددة ومُتفق عليها عالمياً على النحو التالي: وزن 60، وزن 65، وزن 70، وزن 75، وزن 80، وزن 85، وزن 90، وزن 95، وزن 100، وزن فوق 100 كيلو جرام، كما تنقسم رياضة كمال الأجسام نفسها إلى عدة فئات جديدة تم اعتمادها في السنوات القليلة الماضية وهي: فتنس– فيزيك – كلاسيك فيزيك – ماسكُلر فيزيك – كلاسيك بادي بلدنج، وفئات مخصصة للنساء والفتيات، وتختلف طريقة العرض والزي الرسمي لهذه الفئات أمام الحكام والجماهير اختلافاً بسيطاً عن روتين العرض الخاص بالفئة الأم للبادي بلدنج، بحيث يعتمد بعضها على تقسيم وفرز اللاعبين نسبة إلى أطوالهم، ومنها ما يجمع ما بين الأطوال والأوزان معاً، أما روتين عرض العضلات في فئة كمال الأجسام بشكلها التقليدي الأول والمتعارف عليه منذ القِدم فيعتمد على قسمين من الأوضاع، الأول الأوضاع الإجبارية وهي عبارة عن سبعة أوضاع صُممت خصيصاً لتفضح مستوى اللاعب من كافة النواحي وهي ما يجب أن يؤديها اللاعب كاملة في أي نوع من أنواع البطولات محلية كانت أو عالمية، أما النوع الثاني من الأوضاع فيكون أوضاع حرة غير مقيد بها، بحيث يستخلص هو تركيبة من الأوضاع الإجبارية ويضعها في رقصة من تصميمه بما يتناسب مع شكله وحجم عضلاته وتركيب هيكله، ليؤديها أمام الحكام والحضور على مقطوعة موسيقية من اختياره هو أيضاً وبالشكل الذي يناسبه وتدرب عليه، ولهذه الجولة من الأوضاع أهمية قصوى في إبراز شخصية اللاعب وإظهار مدى ذكاءه في إبراز مميزاته وإخفاء عيوبه. وعن الُعمر المناسب في بدأ ممارسة كمال الأجسام بغرض بناء العضلات فيُنصح عالمياً ألا يكون ذلك قبل سن البلوغ، لأن بناء العضلات يعتمد في المقام الأول على اكتمال هرمون الذكورة "التستوستيرون"، وهو لا يتوافر بشكل كامل لدى الذكور سوى باكتمال عملية البلوغ، أما العمر المناسب لتركها فلا يوجد عمر معين لذلك مُطلقاً سواء كان من يمارسها بداعي الترفيه وتحسين لياقته البدنية أو كان بطلاً، فهناك فئة خاصة في بطولات كمال الأجسام تسمى فئة الأساتذة مقسمة على مراحل عمرية متقدمة تصل حالياً إلى من هم فوق السبعين. وميزة رياضة كمال الأجسام أنها تتناسب مع الجميع، الفتى والفتاة، الرجل والمرأة، المتقدمين في العمر، من يُعاني من النحافة، من يُعاني من السمنة، من يريد تحسين لياقته البدنية، وللرياضيين من كل الرياضات المختلفة، فهي – كما يصفها خبراء الرياضة – العمود الفقري لكل الألعاب الرياضية، وأصبحت من أول الأشياء التي يصفها الأطباء لمرضاهم لتحسين حياتهم ما بين فسيولوجياً وسيكولوجياً.