برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية , انطلقت أمس فعاليات المؤتمر التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، المنعقد على مدار يومين متتاليين بفندق ” كونراد ” بالقاهرة ، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، تحت عنوان ” بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها ” ، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني , والنهوض بالدعوة والدعاة , وبناء الإنسان , والارتقاء بالمجتمع ورفعة الوطن , بمشاركة وفود كثيرة رفيعة المستوى من مختلف دول العالم . في بداية كلمته ، وجه محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، كل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعاية سيادته للمؤتمر ، واهتمامه الشديد بدعم الخطاب الديني الوسطي المستنير ، ناقلًا للحضور جميعًا تحيات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، الذي أنابه في افتتاح هذا المؤتمر , مؤكدًا على أن هذا المؤتمر يأتي في إطار مشروع تنويري كبير تتبناه وزارة الأوقاف المصرية ، والذي جاء نتاج عمل خمس سنوات متواصلة تبلورت فيها رؤية شديدة الوضوح لمفهوم التجديد وآليات التأهيل . وبينٌ وزير الأوقاف ، أن حل كثير من إشكاليات الخطاب الديني يكمن في عدة نقاط , من أهمها : أهمية التفرقة بين الثابت والمتغير ، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت ، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر , وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم ، وكذلك ضرورة التفرقة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس ، والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغيير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتا ودلالة ، مع قصر التقديس على الذات الإلهية وعلى كتاب الله عز وجل , وما صح من سنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" ، وأيضًا أهمية الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل , وذلك بالتعمق في دراسة مفاتيح العلوم وأدوات الاجتهاد والفهم , بدراسة : علم أصول الفقه ، وقواعد الفقه الكلية ، وفقه المقاصد ، وفقه الأولويات ، وفقه الواقع ؛ للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية . وقال وزير الأوقاف : أن وزارة الأوقاف عملت على تأصيل هذا من خلال عمل متواصل لمدة خمس سنوات متواصلة أصدرنا خلالها أكثر من تسعين مؤلفًا ومترجمًا ، من أهمها : الفهم المقاصدي للسنة النبوية ، وقواعد الفقه الكلية .. رؤية عصرية ، والكليات الست ، وفلسفة الحرب والسلم والحكم ، ومفاهيم يجب أن تصحح ، وضلالات الإرهابيين وتفنيدها ، وبناء الوعي ، ونعمل بشكل دءوب على ضرورة تحويل هذه الإصدارات إلى ثقافة عامة إسهامًا في تشكيل وعي ثقافي لتكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج التدريب والتأهيل التي لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي , إنما تشمل كل فنون التواصل إعلاميا وتكنولوجيا وإلكترونيا ، وفنون الدعوة والخطابة والتواصل المباشر . وأشار وزير الأقاف ، إلى أن موضوع المؤتمر جاء تأكيدًا على مشروعية الدولة الوطنية وترسيخًا لمفهوم المواطنة المتكافئة ، وبيانًا لمصالح الأوطان التي لا تنفك عن مقاصد الأديان ، بيد أن الجماعات المتطرفة قد حاولت أن تضع الناس في تقابلية خاطئة بين الدين والدولة ، فإما أن تكون – في منظورهم – مع الدين أو مع الدولة وكأنهما نقيضان ، مع أن الدين لا يَنشأ ولا يحُمى ولا يُحفظ في الهواء الطلق ، إنما لا بد له من دولة تحميه وترفع لواءه عاليًا ، ولو لم يكن الدفاع عن الديار والأوطان مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم . وفي ختام كلمته ، وجه وزير الأوقاف ، الدعوة لجميع الحضور لافتتاح أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب وتأهيل الأئمة ، والواعظات ، وإعداد المدربين , اليوم الأحد ، في تمام الساعة العاشرة صباحًا بمدينة السادس من أكتوبر بإذن الله تعالى .