كان يتمتع بقدر كبير من الثقافة رغم أنه ترك المدرسة من الصف الرابع الابتدائى * كانت أمنية حياته أن يصبح مطربا.. وأصبح مونولوجيست بعد غناء"أيها الراقدون تحت التراب" * كان جاداً جدا ومتحفظاً وراء الكاميرا.. ورفض المشاركة فى فيلم لعبد الحليم حافظ بسبب ترتيب الأسماء على الأفيش * زوجته كانت تغار عليه من زينات صدقى وكل الممثلات.. ورفضت تقبيله لأى فنانة "عيني علينا يا أهل الفن يا عيني علينا، ناكل زن ونشبع قر وقلع عينينا يا عينى علينا" .. مونولوج لخص فيه نجم الكوميديا إسماعيل يس مشواره مع الفن، حيث بدأ هذا المشوار فقيرا ثم تحول إلى الغنى والشهرة والنجومية، حتى حصلت الضرائب على كل أمواله.. ليعود إلى سيرته الأولى.. بعد عزوف المنتجين والمخرجين عنه.. ليمر بأصعب مرحلة في حياته تنتهي بحالة نفسية سيئة ثم الوفاة.. وما بين البداية والنهاية حكايات عديدة ترويها لنا حفيدته سارة ياسين .. وذلك في الحوار التالي.. * في البداية حدثينا عن نفسك؟! أنا الحفيدة الكبرى لإسماعيل ياسين، كنت أعمل دكتورة صيدلانية، وتركت الصيدلة وأعمل حاليا في إحدى الشركات الكبرى، وأختي سلمى تصغرني بعامين تزوجت وتفرغت لتربية أبنائها سليم ويوسف، وأنا ولدت عام 1984، بعد وفاة جدي ب 12 سنة. * وما الذي تتذكرينه من حكايات والدك عن سمعة؟ والدي كان وش السعد على الفنان الكبير، فبعد ولادته أخذ إسماعيل أدوار البطولة، وانتقل من سكنه بالعباسية إلى الزمالك، وبعدها اشترى فيلا في مصر الجديدة، وخصص حديقة الطابق الأرضي لألعاب ابنه ياسين، وفى آخر كل يوم كانت جدتي تجد إسماعيل يلعب في حديقة ابنه، فهو لم يعش طفولته وعانى صعوبات كثيرة في بداية حياته، وكان يحرص على الذهاب إلى التصوير بصحبة والدي، فأفنى عمره في سبيل الفن، لدرجة أنه كان يغير ملابسه في سيارته، وكان يعامل الجميع باحترام وحتى البسطاء منهم، وفى أحيان كثيرة كان يخرج عن شعوره، وينعزل عن الناس، ولم يكن يستطيع أحد أن يخرجه من عزلته سوى نجله. * وماذا عن تعليم سمعة؟ بالرغم من أن إسماعيل لم يكمل تعليمه، وخرج من الصف الرابع الابتدائي، فكان يذهب إلى المدرسة يوم السبت ويهرب بقية الأسبوع، إلا أنه كان على قدر كبير من الثقافة، وعلى دراية تامة بالأحداث الخارجية، وامتلك مكتبة كبيرة في منزله، وفى الوقت الذي قرر فيه نجله ألا يعيش في جلبابه، واتجه لتسجيل القصص مع أصدقائه، إلا أنه شجعه على ذلك، وكان معجباً بتفكيره، وكان يدعمه ويحثه على الأفضل.
* وماذا حكى لكِ والدك عن نشأة سمعة وطفولته المأساوية؟ عندما جاء جدي إلى الدنيا كانت والدته مريضة، فتزوج والده من امرأة أخرى وانشغل بها، وأهمله، فانتقل للعيش مع جدته وهو في الصف الرابع الابتدائي, وكانت طفولته مأساوية، حيث اضطر للعمل لكي يستطيع الإنفاق على نفسه وجدته، وكان مهووسا بالفن ويحب الغناء بشدة، وكانت أمنية حياته أن يصبح مطربا، وينافس محمد عبد الوهاب وينتقل للعيش في القاهرة. * وكيف كانت بدايته مع الفن؟ قرر أن يغني في الأماكن العامة والأفراح، حتى أصبح عمره 18 عاما، وذات يوم غنى"أيها الراقدون تحت التراب" وقتها رآه شخص نصحه بالاتجاه للمونولوج والكوميديا تماشيا مع شكله وتصرفاته، وفعلا انتقل إلى القاهرة ونفدت النقود، ولم يجد أماكن ينام فيها، ولا يشتري طعاما يسد جوعه، ومرة سرق سمكة من فم قطة كي يأكلها، وجاء شيخ مسجد يتحدث إليه وهو نائم في المسجد، وأخذه الشيخ إلى منزله وأطعمه، وعاد إلى السويس، ثم إلى الإسكندرية، وظل يتنقل بين الكازينوهات حتى عمل في فرقة بديعة مصابني، وعمل منولوجيست وبدأ طريقه من هنا وكان معه في الفرقة عبد الحليم حافظ وتحية كاريوكا وفنانون آخرون، وعبد الحليم حافظ كان يساند جدي نفسيا ومعنويا، ثم اتجه إلى السينما، وعمل في فرقة علي الكسار، وبعد أن شارك في فيلم"أحب الغلط" مع تحية كاريوكا انهالت عليه العروض السينمائية. * وما المحطات التي تعتبر بمثابة النقلة الحقيقية في عمر سمعة الفني؟ الأفلام التي حملت اسمه على أفيشات أفلامه، فكان المنتجون يستغلون اسمه على الأفيش جلبا للإيرادات، بالرغم من أنه من الممكن ألا يكون اسمه في الفيلم إسماعيل، مثل" إسماعيل يس في الجيش" كان اسمه فيه زكي عباس. * وما الحلم الذي تمنى تحقيقه طوال حياته؟ كان حلم حياته أن يكون لديه مسرح يحمل اسمه، ويقدم فيه عروضه، فعندما كان المسرح يتوقف كان يدفع للممثلين أجورهم حفاظا على المسرح، بجانب أنه كان يتمنى أن تكرمه الدولة. * وماذا عن السمات الشخصية لسمعة وراء الكاميرا ؟ كان شخصا جادا جدا ومتحفظا لأبعد الحدود، وليس كما يظهر على شاشة التليفزيون، وكان عصبيا، بجانب ذلك كان إنسانا تقيا يحب الخير ويتصدق دوما بأمواله للفقراء والمحتاجين. * و ماذا عن أصدقائه؟ صداقاته الحقيقية كانت خارج الوسط الفني، وبيته كان مفتوحا للممثلين وأهل الفن عموما لمن كانوا يقيمون عنده، وكان يحب محمود المليجي جدا ويقول عنه: إنه طيب للغاية، وذات يوم كان عبد الحليم حافظ يريد أن يظهر جدي معه في أحد الأفلام، وكان تاريخ إسماعيل يس أكبر من تاريخ عبد الحليم وقتها، فاعترض بتفاهم وشياكة على صاحب الاسم الأول على الأفيش. * وكيف كان يتعامل مع النجوم الذين يشاركونه أفلامه؟ عمره ما سرق الكاميرا من زميل أو زميلة، بل على العكس كان إنسانا ديمقراطيا جدا، وكان يحب روح العمل الجماعي، وهذا واضح في أفلامه كلها، وما أعرفه أنه كان يعطي كل فنان أو فنانة فرصته للظهور. * هل صحيح أن زوجة إسماعيل يس كانت تغار عليه من زينات صدقي؟ لم تكن زوجته تغار من زينات فقط، بل كانت تغار عليه من كل الفتيات والسيدات ممن حوله، بدليل أن إسماعيل يس لم يستطع تقبيل أي فنانة في أعماله، وذلك كان بأمر من زوجته، كذلك وضعت له قواعد صارمة بمنع توصيل أي فتاة أو زميلة مهما كانت. * وكيف كانت علاقة إسماعيل بابنه يس؟ إسماعيل يس أنجب ابنه بعد 4 سنوات من الزواج، وحاول الإنجاب مرة أخرى لكن لم يشأ الله، ونتيجة لذلك كان الخوف والتدليل هما السمة الأساسية في نشأة يس، لدرجة أنه في عيد ميلاده كان جدي يحضر الفرقة الموسيقية وترتدي زيها الرسمي، وتجوب شوارع الزمالك كلها، ويقيم له حفلة على أعلى مستوى، ولم يكن هناك مناسبة خاصة عيد ميلاد يس إلا وكان يحضرها الزعيم جمال عبد الناصر وأسرته، فأولاد الزعيم كانوا أصدقاء يس في المدرسة وكان يحضر الحفل كل كبار النجوم والفنانين. * حدثينا عن آخر فترة في حياته؟ كانت قاسية عليه جدا، لأنه لم يتلق تكريما في حياته، بالرغم من أن عبد الناصر طلب منه تقديم أفلام كثيرة عن الجيش لمساندة الجيش والتشجيع على الالتحاق به بعد هزيمة 1967، مثلما كان يفعل عبد الحليم وأم كلثوم في حفلاتهم لمؤازرة للجيش، ومع ذلك لم يتم تكريمه أو الاعتراف بدوره. * وماذا عن تحويشة عمره في البنك؟ كان إسماعيل يس يمتلك 300 ألف جنيه تحويشة عمره في البنك، وعندما ذهب ليسحب منهم وجدهم 2 جنيه، بسبب أن الضرائب سحبت المبلغ كله جزافا، فمرض وأصيب بالشلل المؤقت لمدة أسبوع، فسافر إلى لبنان هو ونجوم جيله تحديدا بعد نكسة 1967 وظل هناك 4 سنوات. * ولماذا لم يستطع إسماعيل يس الحفاظ على مكانته بين أبناء الجيل التالي له وعزف عنه المنتجون والمخرجون؟ لأنه كان طيبا لدرجة كبيرة، ولم يكن يتمتع بالذكاء والدهاء، وهذه صفات متوفرة في نجوم الصف الأول الذين استطاعوا الحفاظ على مكانتهم. * ولماذا أصيب إسماعيل يس بحالة نفسية سيئة؟ بسبب تجاهل المنتجين له، وفي 1972 فوجئ يس بالمخرج أحمد ضياء يعرض عليه دورًا في فيلم "الرغبة والضياع"، فوافق على الفور، وعند ذهابه لموقع التصوير، فوجئ بالاستقبال الحافل له في موقع التصوير، فلم يتمالك دموعه، وظل يبكي أكثر من نصف ساعة، متأثرا بتصفيق العمال والفنانين داخل موقع التصوير، ورغم أن الدور الذي عرض عليه في الفيلم يعتبر ثانويا ولا يليق بحجم نجم الكوميديا الذي أفنى عمره لإسعاد جمهوره بأعماله الفنية، إلا أنه اضطر للموافقة ليعود للأضواء مرة أخرى، وعندما انتهى إسماعيل يس من تصوير مشاهده القليلة في الفيلم شاهد الأفيش الخاص بالفيلم ليظهر اسمه رقم 5 بعد هند رستم ورشدى أباظة، ونور الشريف وهياتم، وهو ما تسبب في سوء حالته أكثر من ذى قبل، ونصحه الأطباء بالابتعاد عن التوتر والتفكير في المشاكل والذهاب إلى الإسكندرية، وهو ما فعله إسماعيل ياسين خاصة بعدما زادت حالته سوءً بسبب وفاة أقرب أصدقائه فطين عبد الوهاب، حيث جلس أسبوعا في الإسكندرية، وبعد عودته إلى القاهرة وصل إلى حجرة نومه وجلس فوق سريره لإشعال سيجارة ولكن الأزمة القلبية فاجأته وأسرع ابنه "يس" الذي لم يستطع الاتصال تليفونيا بأي طبيب بسبب تعطل تليفون المنزل، وقام أحد أقاربهم بالاتصال بالإسعاف، وعندما وصل الطبيب إلى منزل إسماعيل يس كان الفنان قد لفظ أنفاسه الأخيرة في 24 مايو 1972 عن عمر يناهز 60 عاما.