أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أهمية ركائز العلم والبحث العلمي والوحدة الوطنية وإحياء قيم العمل والأمل وإعادةصياغة المنظومة التعليمية على أسس جديدة والاهتمام بالمرأة وتطوير الإعلام لخروج مصر من تلك المرحلة الحرجة في تاريخها واستقبال عام جديد تحقق فيه مصالح البلاد والعباد. وقال جمعة - فى كلمة له بمناسبة بدء العام الجديد اليوم - "إن العلم والبحث العلمي يعدان حجري الأساس والمشروع الاستراتيجي الأول لمصر الذي لن يتم البناء بدونه، باعتباره الضابط لحركة النهضة التي ينبغي على مصر أن تبدأ أولى طواتها". كما أكد أن مصر في حاجة ماسة لإعادة صياغة المنظومة التعليمية على أسس جديدة تضمن سرعة دخولها في مرحلة النهضة الحقيقية، وبما يصب في النهاية لدى رجل الشارع العادي في رفاهيته وارتفاع دخله. وأشار جمعة إلى ضرورة الحرص على الوحدة الوطنية التي تمثل تجربة فريدة في تاريخ مصر، مضيفا أن شعب مصر واحد ويختلط في السراء والضراء ولم يفرق ترابها في الحروب المختلفة بين دم ودم. وشدد على أن الحفاظ على هذه الوحدة من أوجب الواجبات الآن حتى تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، موضحا أن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل الوطن، فالجميع شركاء في خيره، وكذلك في اقتسام التكلفة التي سيدفعها الجميع - لا قدر الله - إن تركنا مصر للفرقة والتمزق، على حد قوله. كما أوضح جمعة أن قضية المرأة هي من الركائز المهمة التي لا نمل التأكيد عليها ليل نهار باعتبارها الركن الركين في بناء هذا المجتمع، وأنها كما قالوا نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، ويجب أن يكون للمرأة في صناعة النهضة المنشودة النصيب الأكبر وطالب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية جميع التيارات والأطياف الاجتماع على قاعدة أساسية من المشترك الوطني المصري الحضاري المترسخ في وجدان الشعب المصري وعقله، والذي توافقت عليه القوى السياسية والمجتمعية ومؤسسات الأمة المصرية وشباب الصحوة المصرية عبر المرحلة الراهنة. وأكد على ضرورة أن يكون حب مصر قاسما مشتركا بين جميع الأحزاب السياسية العاملة، مشيرا إلى أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن ينبغي أن يترجم إلى أفعال للصالح العام وليس لمصالح حزبية ضيقة، مع التركز على ما يجمعنا وليس على ما يفرقنا حيث أن دائرة الاتفاق أكبر بكثير من دائرة الاختلاف. كما أكد ضرورة الكف عن إثارة القضايا السطحية التي لا طائل ولا منفعة للوطن من ورائها، مع البدء فورا في مناقشات موضوعية حول القضايا الجوهرية الأكثر نفعا للوطن والتي تحافظ على مكتسبات الثورة المصرية، وترتقي بالمجتمع المصري، وتسهم في النهوض بالأمة في جميع المجالات. وقال جمعة "إن الإعلام من أهم ركائز تلك النهضة المنشودة باعتباره نبض الجماهير والرافد الأول الذي يشكل الرأي العام، مشددا على ضرورة أن يضع صانعو الإعلام أيا كان مرئيا أو مقروءا أو مسموعا أمانة الكلمة أمام أعينهم وخطورتها في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن". وطالب بتكاتف الجميع للقضاء على الأمية تماما، وإيقاف النزيف المتمثل في تسرب الأطفال من التعليم، ومعالجة جذرية لهذه الظاهرة التي تمثل المنتج والمورد الرئيسي لأطفال الشوارع، ومن ثم المورد والمكون للبلطجية في مصر واتخاذ كافة الأساليب العلمية والتكنولوجية للحفاظ على المياه، وإيجاد بدائل جديدة نظرا لخطورة التحذيرات العالمية المتتالية وظهور أزمة مرتقبة بسبب قلة الموارد المائية على مستوى العالم. وأشار الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إلى ركيزة العمل والأمل لنهضة المجتمع قائلا: "إن العمل قيمة كبرى ينبغي إحياؤها والإعلاء من شأنها في قلوب المصريين جميعا وأن تأخذ حظها من تربية النشء عليها، حتى يتخرج لدينا جيل يعشق العمل ويتمناه". وأضاف "وعلينا أن نصدر الأمل للناس دائما، فهو قيمة من أعلى قيم الإسلام.. وعلينا أن نؤكد على عافية هذا البلد وقدرته على عبور محنه، وأن المحن ستصبح منحا بإذن الله، كما يجب علينا أن نرفع من معنويات الناس بالتركيز على نقاط القوة وما أكثرها في هذا الوطن". وأهاب جمعة بالقضاء بأن تظل منظومته بعيدة كل البعد عن كل المؤثرات حتى يتحقق العدل الذي ينشده الجميع، مؤكدا أن الجميع ضد الفساد والمفسدين، وأن شعب مصر لن يقبل أبدا أن يكون لأمثال هؤلاء المخربين مكان على أرضه الطاهرة التي رويت بدماء أبنائه الزكية وبجيش مصر العظيم فى أن يظل درع مصر الواقي نحافظ عليه ويحافظ علينا ضاربا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية كفرسان نبلاء. كما أهاب بجموع الشعب المصري العظيم العمل جميعا بلا استثناء وبجد واجتهاد ليسترد اقتصاد البلاد عافيته، لافتا إلى أن العمل والإنتاج هما الطريق الوحيد للخروج من تلك الأزمة، وأنه من الضروري والواجب الآن أن نسد كل أبواب الترف الزائف، وأن يتركز العمل على القضايا الكبرى التي يبني بها مستقبل مصر.