«البعثة الدولية» ترصد انتخابات «النواب» ب«29 متابعًا» من 9 جنسيات    تعددت الأسماء والطريقة واحدة.. آن الرفاعي وبسمة بوسيل تواجهن الطلاق ب«البيزنس» (تقرير)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    ستيفن صهيونى يكتب: الفضيحة التي هزت أركان الجيش الإسرائيلي    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    موعد مباراة السعودية ضد مالي والقنوات الناقلة في كأس العالم للناشئين    انيهار جزئي في عقار بحي وسط المنيا    بصورة "باي باي" ل ترامب، البيت الأبيض يرد على فيديو إلهان عمر بشأن ترحيلها من أمريكا    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    ترامب: ناقشت مع الشرع جميع جوانب السلام في الشرق الأوسط    إقامة عزاء إسماعيل الليثي.. غدًا    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    استعدادًا للتشغيل.. محافظ مطروح يتابع تأهيل سوق الخضر والفاكهة بمدخل المدينة    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الحوت، السرطان، والعذراء.. 3 أبراج تتميز بحساسية ومشاعر عميقة    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أوكرانيا تحقق في فضيحة جديدة في شركة الطاقة النووية الوطنية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ إسلام النواوى : موسم الحج ميلاد جديد لكل المسلمين
نشر في بوابة الشباب يوم 24 - 08 - 2018

يوم عرفة هو إعلان للعبودية والوحدانية لله تعالى.. والحج من العبادات التى تتجلى فيها رحمته سبحانه تعالى
لست إعلاميا ومكانى الأساسى هو "منبرالمسجد"
أدخل للناس من قلوبهم وليس من آذانهم
أصبحنا نعانى من مرض "الشو" .. وكثرة الجمعيات الخيرية تضيع الفقراء
نحن لا نطبق الزكاة بشكل صحيح .. ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى "لله يا محسنين"
- "الطعن فى الدين " أصبح أسهل وسائل الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
"الموعظة الحسنة" هو بيتى الأول .. واستعنت بمواقع التواصل لمعرفة أكثر ما يشغل الناس
مع اقتراب موسم الحج وتدفق حشود من الحجاج إلى بيت الله الحرام، يجهل الكثيرون كيفية الاستغلال الأمثل لتلك الأيام المباركة، ولذلك التقينا مع الشيخ الشاب إسلام النواوى- عضو المكتب الفنى لوزير الأوقاف وعضو لجنة الشباب لتجديد الخطاب الديني- بالإضافة إلى كونه إماما وخطيبا ومقدم برنامج "الموعظة الحسنة "على قناة دريم، وتحدثنا معه عن أهم القيم والدروس المستفادة من الحج وأشياء أخرى فى الحوار التالى ..
- مع قدوم موسم الحج، ما القيم التى علينا استحضارها فى هذه الأيام المباركة ؟
المواسم فى ديننا ليست مجرد أيام بل هى حالة يعيشها الإنسان ليكمل بعدها على نفس الحال، وموسم الحج من أهم المواسم لأنه مرتبط بسيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل، لكن غالبا ما يتوقف الناس عند مشهد بر سيدنا إسماعيل بوالده، لكننا هذا العام فى حاجة لتسليط الضوء على سيدنا إبراهيم "الأب" عندما قام أبوه " آزر" وقومه بوضعه فى النار لكنه لم يقطع الصلة بينه وبين والده، بل قال له: "سأستغفر لك ربى"، وبالتالى ادخر إبراهيم بر ابنه له من خلال حسن معاملة والده، فالله تعالى أراد أن يثبت لنبيه أن ما عند الله لا يضيع، وأن بر إبراهيم لوالده الكافر جعل من قوله لابنه: "إنى أرى فى المنام أنى أذبحك " أمرا مقبولاً
كذلك فكرة التربية الصحيحة عندما أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بذبح إسماعيل قال إبراهيم: "يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك "حتى إذا رفض إسماعيل فلا يكون كافرا ومعترضا على أمر الله تعالى، وكذلك أظهر حبه لابنه من خلال "يا بنى" والتى تعنى ابنى حبيبى ، وهذه من أهم الدروس المستفادة فى التربية وفقه الأدب، كذلك يعد موسم الحج ميلادا جديدا لكل المسلمين، للحجاج ولغير الحجاج، وكأن الله تعالى جعله فى نهاية السنة الهجرية حتى يشعر الحاج بأنه ينهى سنة ويبدأ سنة جديدة وهو نقى تماما من الذنوب، فمن ذهب للحج رجع كيوم ولدته أمه، وصيام يوم عرفه يغفر لغير الحجاج عامين- عام سابق وعام آت- فالله تعالى عندما يعطى يجعل الجميع ينتفع.
- فى ظل ارتفاع أسعار الحج، هل اختلف مفهوم الاستطاعة؟
هناك فرق بين من سوف ينفق جزءاً من ماله لأداء فريضة الحج وسوف يستطيع أن يكمل حياته بعد ذلك وحتى ولو معه القليل، وبين من لديه مبلغ خصصه للزواج وإن سافر للحج لن يقدر على الزواج وهنا ننصحه بالزواج أولا، وبالتالى الاستطاعة ترتبط بما فاض عن حاجة الإنسان ، وتختلف من زمان لآخر، وعبادة الحج من العبادات التى تتجلى فيها رحمة الله تعالى فهى ليست فرضا على كل المسلمين كل عام وإلا كان من المستحيل أن يكفى عدد المسلمين للتواجد فى مكة وهنا تظهر رحمة الله تعالى بنا من خلال فكرة الاستطاعة، لكن لابد أن ننتبه إلى أن أجر الصدقة أكبر كثيرا من أجر الحج للمرة الثانية أو الثالثة؛ فغلاء الأسعار يحل مشاعر الناس التى تخرج فى الصدقات أو الزكاة لأنها تذهب لشخص يكاد يكون معدوما فتنعشه وتنقذه، أما أجر الحاج فيقتصر على صاحبه.
- يوم عرفة .. كيف نستغله أفضل استغلال ؟
لابد أن نستحضر عظمة هذا اليوم، فهو يوم مميز يتجلى فيه الله على عباده وورد أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا على أهل عرفة يباهى بهم الملائكة ويقول: "هؤلاء عبادى أتونى شعثا غبرا، أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم ذنوبهم "، ومن أفضل الأعمال عند الله تعالى هو صوم يوم عرفة لغير الحجاج لأن الصوم هو العبادة الوحيدة التى لم يعبد بها أحد غير الله، فهى الوحيدة الخالصة لله تعالى، لذلك يعد يوم عرفة يوم إعلان العبودية والوحدانية لله وأفضل ذكر يقال فى هذا اليوم هو "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير".
- بعد مرور عامين على تقديمك برنامج "الموعظة الحسنة" كيف تقيم هذه التجربة، خصوصا أنك جئت خلفا للدكتور مبروك عطية بعد تقديمه للبرنامج لسنوات طويلة ؟
بداية أنا جئت بعد رحيل د.مبروك عطية عن البرنامج بنحو عام كامل، وبما أن البرنامج من إنتاج قناة دريم، فاحترمت رغبة القناة فى الاحتفاظ باسم البرنامج، وأنا أعتبره بيتى الأول لأننى بدأت تقديمه بعد فترة انقطاع من د. مبروك وبالتالى كانت نسبة المشاهدة منخفضة بشكل ملحوظ، وبفضل الله استطعت تحقيق نسبة مشاهدة عالية جدا، فمنذ بداية عملى بالبرنامج أخذت عهدا على نفسى بألا أتناول موضوعات خيالية وسطحية
بل أهتم بما يمس واقع الناس، واعتبرت الأمر تحدياً من أول حلقة واستعنت فى ذلك بوسائل التواصل الإجتماعى لمعرفة أكثر ما يشغل الناس ويرغبون فى معرفته عن أمور دينهم، فنتناول الموضوعات العامة ونستقبل الإتصالات الهاتفية بشكل يناسب احتياجات الجمهور، كما قررت ألا يسير البرنامج على وتيرة واحدة، فتارة نتناول موضوعات تتلاءم مع أوضاع الناس بما يتناسب مع وسطية الدين، وتارة أخرى نتحدث عن قصص القرآن من خلال إدماجها بواقع الناس، فبرنامجنا هو برنامج ديني توعوى يهتم بالتواصل مع الناس .
- ما الفرق بين تقديمك برنامج خاص بك وظهورك كضيف؟
الفرق هو وجود المذيع؛ لأنه كثيرا ما يفتح موضوعات ويتطرق لنقاط متنوعة، أما فى برنامجى الخاص فأركز على أفكارى الخاصة فقط، ولكننى عموما سعيد بالتجربتين، والحمد لله كل البرامج التى أظهر بها سواء ضيفا أو مقدما تتضمن مساحة كبيرة من الحرية فى الحديث وإختيار الموضوعات وغير ذلك. ورغم أهمية الإعلام بالنسبة لى إلا أننى على اقتناع تام بأن مكانى الأساسى هو "المسجد"؛ لأننى لست إعلاميا وإنما شيخ، فالعملية الإعلامية بالنسبة لى ليست ربحية وهذا يحسم الأمر، ورغم تزايد البرامج الدينية فى الفترة الأخيرة إلا أننى مازلت أرى أنها مظلومة جدا إعلاميا سواء أجرا أو مساحة زمنية أو ترويجا خصوصا مع تزايد عدد الجمهور واتساع دائرة القضايا والموضوعات التى تشغل بال الناس.
- هل نجاحك إعلاميا رغم صغر سنك يسبب لك أزمات مع كبار الشيوخ ؟
إطلاقا، فنجاح العالم لا يقاس بظهوره فى الإعلام فهناك الكثير من المشايخ الذين لديهم علم غزير وأرى أنهم أنجح منى بمراحل لكنهم لا يظهرون بالإعلام ولا يعنى ظهور العالم فى الإعلام بأنه القطب الأوحد، فإذا توقفت عن الظهور فى الإعلام فلن أحزن لأن عملى الأساسى وبيتى الأول هو "منبر المسجد" . وأعتقد أن سر نجاحى إعلاميا هو أننى أتعامل مع الناس كإنسان يعرف الله وليس كشيخ، وبالتالى أدخل للناس من قلوبهم وليس من آذانهم.
- هل تقف عاجزا أمام الرد علي بعض الأسئلة بسبب قسوتها ؟
الحمد لله لا أجد أى صعوبة فى الرد على الإستفسارات المختلفة من الناحية الدينية، لكن من الناحية العاطفية لا أنكر أننى أحيانا ما أشعر بثورات داخلية، إما لجهل البعض بأمور دينية هامة جدا لا يصح بأى حال من الأحوال أن يجهلها ، أو لأن المتصل يمر بظروف شديدة القسوة فأسأل نفسى: أين كنا عندما وصل هذا الشخص لهذه المرحلة ؟! لذلك أعيب على المشايخ الذين يسخرون من بعض الأسئلة أو المشكلات فلابد من احترام الجمهور، ولن أنسى سيدة اتصلت بإحدى الحلقات واشتكت من عقوق أبنائها وعدم سؤالهم عنها ووعدتها بأننى سأتولى هذا الأمر، وبالفعل اتصلت بها بعد إنتهاء الحلقة ومازلت فى تواصل دائم معها، وأنا كثيرا ما أضع نفسى مكان هؤلاء وأشفق عليهم بشدة وأحاول أن أعوضهم عن مشكلاتهم حتى يكون ذلك حافزا أكبر لى للاستمرار فى بر والدىّ، وأعتبر هذا جزء من تربية النفس وأذكر نفسى دائما بأنه طالما أتعامل هكذا مع الغريب فالأولى أن أفعل ذلك مع أبى وأمى.
- بم تفسر موضة الفتى وإطلاق الآراء فى الأمور الدينية عبر مواقع التواصل الإجتماعى ؟
بداية هناك فرق بين الرأى الشخصى والفتوى والاجتهاد، فمن المستحيل الحجر على الآراء الشخصية طالما تخرج فى إطار مهذب وخلوق، بمعنى أنه من حق أى شخص أن يعترض على أى شىء أو ينتقده بشرط ألا يسيئ للرموز أو المقدسات أو الثوابت . فمن حق أى شخص أن يناقش أى أمر ذكر فى القرآن دون الطعن فى ثبوتية القرآن .لكننا للأسف ابتلينا بمرض "الفذلكة" والمقابل له فى علم النفس هو حب الظهور
فالكثيرون يتعاملون مع وسائل التواصل الإجتماعى كوسيلة للشهرة وأسهلها بالنسبة له هو "الطعن فى الدين"، فأصبحنا نعانى من هوجة الطعن فى الدين بسبب بعض تجار الدين فى وقت من الأوقات. أما الفتوى فلا يحق لأى شخص أن يفتى فى الأمور الدينية، وللأسف وصلنا إلى مرحلة إطلاق ألقاب على أشخاص مثل مفكر ومثقف مبدع وغير ذلك، وهو أخطر كثيرا على المجتمع من الإرهاب .
- إذن ما ضوابط الحديث فى الأمور الدينية عبر مواقع التواصل الإجتماعى؟
الأمانة أهم شىء، ثم ابتغاء وجه الله ، لأننى ألاحظ أن هناك من يشاركون منشورات ليس ابتغاء لوجه الله وإنما للحصول على عدد كبير من "اللايكات" ، فالذكر مثل الحمد والاستغفار والصلاة على النبى وغيرها من الأدعية شرعت لنلقى بها وجه الله تعالى، وليس لجمع اللايكات وللأسف أكثر آفة نعانى منها الآن هو التعامل بالظاهر، فالكثيرون ظاهرهم متدين وباطنهم مفسد، وهذا من أهم أسباب الإرهاب.
- كيف تفسر هوجة التحرر الزائد وما يقابلها من تشدد؟
علينا أن نتفق أولا على أن المظهر العام ليس هو المعيار الوحيد للحكم على الأشخاص ، كما أن وجود أشخاص متشددين، وآخرين متحررين أمر قديم قدم الإنسان ، لكن ما حدث أننا أصبحنا نعانى من مرض "الشو" الذى ساعد فيه الإعلام بكل أشكاله من خلال استضافة شخص متشدد جدا فى مناظرة مع آخر متحرر جدا ، وظهورهم فى وسائل الإعلام ، مما أضر بقطاعات كبيرة جدا، منها المثقفون والعاملون فى مجال الدين والمتعلمون، بالإضافة إلى أن السوشيال ميديا الذى يقوم بجانب ترويجى أودعائى، بها عناوين مفبركة لأخبار غير صحيحة مثل "عالم أزهرى يؤكد أن الحجاب ليس فرضا" وعندما تقرأ الموضوع تجد أنه لا يوجد أى شىء يرتبط بالعنوان، وبما أننا نهتم بالقشور دون التفاصيل فتجد الغالبية العظمى لا تهتم سوى بالعنوان فقط، وهذه كارثة بكل المقاييس .
- مع تزايد إعلانات التبرعات للمستشفيات والجمعيات الخيرية، كيف نختار المكان الصحيح للزكاة والصدقات؟
أرى أن كثرة الجمعيات الخيرية تضيع الفقراء، فلابد أن يكون هناك مؤسسة كبيرة تخضع لإشراف عام من الدولة تتولى أمور الزكاة والصدقات مثل "بيت الزكاة"، ويتم بالتوازى عمل قاعدة بيانات لكل الحالات على مستوى الجمهورية بحيث يسهل الوصول إليها ومساعدتها من خلال عمل ما يشبه مرتب ثابت أو مشروع مناسب ليصبح مصدر رزق لهم . مع عدم إلغاء الجمعيات المختلفة، بل إخضاعها جميعا لإشراف كيان واحد . وللأسف نحن لا نطبق الزكاة بشكل صحيح، بدليل أن لدينا فقراء ، لأن فلسفة الزكاة فى الإسلام ليست بالإستمرار فى إعطاء الفقير وإنما إغناء الفقير حتى لا يظل مستقبلا للصدقة والزكاة .
- وكيف نفرق بين الفقير الحقيقى وبين المتسول؟
لا يوجد لدينا فى الإسلام ما يسمى "لله يا محسنين" وهذه صورة سيئة فى مجتمع المسلمين، فلدينا غنى يعطى الفقير حقه وفقير يتعفف حتى يأتى حقه لكن لم يظهر فى العصور الأولى للإسلام فكرة التسول، ومن أعطاهم حصل على أجر العطاء لكنه فقد أجر التحرى من ظروف هذا الشخص وهل هو فقير ومحتاج حقا أم لا؟
- كيف نتعامل مع الابتلاءات والأزمات المختلفة بطريقة ترضى الله تعالى؟
لابد أولا أن أستقبل بهذه المحنة رضا الله تعالى وأستحضر أن الأزمة جزء من اختبار الله، وعلينا بكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها تريح النفس وتعين على الصبر، ولابد أن نعرف جيدا أن الإبتلاء ليس شرطا أن يكون عقابا من الله لكنه رسالة من الله للإنسان لينتبه، إن لم نستقبلها بشكل يجعلنا نعرف الخطأ الذى نفعله فهنا تكون عقابا، فسيدنا محمد قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ". فالمذنب عندما يبتليه الله تعالى قد تكون رسالة له تجعله يتوقف عن الذنب، فانتبه لتكون رسالة خير، والله تعالى يقول فى كتابه: "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله تعالى سيئاتهم حسنات"، كذلك من واجبنا نحو من يمر بأزمة أن نوفر له مناخا مناسبا يعينه على الصبر وتحمل الأزمة فمن المستحيل أن نطلب من أحد أن يصبر والمناخ من حوله لا يساعده على ذلك.
- بما أنك فى الأساس إمام وخطيب، هل الخطابة تحتاج إلى وجود موهبة؟
هى فروق فردية بين شخص وآخر، فالخطابة عبارة عن إبداع درامى قصير يبدأ من خلاله الخطيب تصوير المشهد، وليس كون الإنسان عالما أنه يستطيع أن يفعل كل شىء، فهناك عالم يستطيع أن يخطب بإبداع، وهناك من يتقن فن التواصل مع الناس، وهكذا اختلاف فى القدرات والإمكانيات. وهو ما يجعل الجمهور يستمتع بخطبة بعض الشيوخ عن البعض الآخر .
- ماذا عن نتائج بحثك الميدانى عن ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر؟
بالفعل أجريت بحثا ميدانيا عن الطلاق وتوصلت إلى أن مساعدة الآباء لأبنائهم فى اختيار الزوجة يعد سببا من أهم أسباب الطلاق لأنه لم يبذل أى جهد فى اختيار زوجته، كذلك سوء الاختيار، والمشاعر التيك أواى التى يعيشها الشباب فى الجامعة ، بالإضافة إلى المسلسلات التركى والهندى التى تتضمن مشاهد رومانسية مبالغا فيها يجعل الزوجة تطالب زوجها بهذه الرومانسية فى حين أن الزوج وسط ضغوط الحياة يحتاج لأكثر من وظيفة ولديه مسئوليات كثيرة تجعله فى كثير من الأحيان يعمل بوظيفتين أو أكثر لجلب الرزق وبالتالى يحدث الصدام . بالإضافة إلى أن التجاهل يعد سببا رئيسيا من أسباب الطلاق لأن الكثيرين يعتقدون أن العلاقة الشعورية بين الرجل وزوجته تنتهى بالزواج وهذه كارثة بكل المقاييس، وبالتالى نحن فى حاجة لتأهيل الشباب للزواج ليس دينيا، ولكن ثقافيا وفكريا و إجتماعيا؛ لأن الحياة الزوجية أصبحت غامضة على كثير من الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.