يجرى الآن العمل على قدم وساق لإنقاذ ما تبقى من كتب ووثائق المجمع العلمى المصرى وذلك بمركز الترميم بدار الوثائق والكتب القومية .. وليس صحيحا ما أوردته بعض وسائل الإعلام حول احتراق تراث المجمع بالكامل حيث تم إنقاذ آلاف الكتب بالفعل وإن كانت فى حالة سيئة بسبب المياه أما كتاب وصف مصر فقد تم انتشال أجزاء سليمة منه فى حين تعرضت أجزاء كثيرة جدا منه للتلف والاحتراق وقد تم نقل ما تبقى من قصاصات وأجزاء الكتب عن طريق سيارات نقل تابعة للهيئة العامة للكتاب .. ويعكف العشرات من خبراء الترميم على إنقاذ الكتب قبل أن تصيبها الرطوبة .. وفى تصريح خاص لبوابة الشباب يقول الدكتور محمد صبرى الدالى أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة حلون ورئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية والمسئول عن عمليات الترميم: لا تزال هناك شحنات قادمة تحمل ما تبقى من تراث المجمع والكارثة أننا لا نملك أى سجلات حول ما كان يضمه المجمع من مؤلفات حيث تعرضت هذه السجلات للحرق ومن هنا نحاول بقدر الإمكان استجماع هذه الكتب وتجفيفها من خلال أجهزة ومعدات خاصة حيث أن أخطر مشكلة تواجهها الكتب هى الرطوبة وجزء كبير منها مبتل ولو بقيت على هذه الحالة لمدة يومين فسوف نفقدها تماما والمشكلة الأخرى التى تواجهنا هى أن غالبية الكتب التى وردت إلينا ممزقة وأجزاء منها محترقة كما أن هناك جزء كبير من هذا التراث جاء إلينا على هيئة قصاصات وأوراق متفرقة ولهذا فإن تجميعها سيأخذ وقتا طويلا للغاية وربما تستمر عمليات الترميم لسنوات لأن الكتاب الواحد يأخذ شهرين فى المعدل لترميمه هذا فى ظل الضغوط التى تواجهها دار الكتب والوثائق حيث أننا نقوم حاليا بترميم ما يقرب من 60 ألف مخطوط إلى جانب آلاف الكتب والدوريات القديمة ولكننا نحاول أن بذل قصارى جهدنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . أما عن كتاب وصف مصر فيؤكد الدكتور صبرى الدالى أن ما تبقى من الكتاب عبارة عن أجزاء قليلة من بعض المجلدات لكن الكارثة ليست فى كتاب وصف مصر حيث أن دار الكتب تضم واحدة من نسخه الأصلية كما أن هناك نسخاً أخرى قديمة للكتاب فى مراكز تاريخية أخرى مثل الجمعية التاريخية ومكتبة جامعة سوهاج ومكتبة البلدية بالإسكندرية وغيرها لكن المشكلة هنا فى الكتب والمؤلفات النادرة جدا التى تعود لشعراء ومفكرى القرن التاسع عشر وهى مطبوعات قديمة ونادرة وهذه الثروة كانت تقدر بمليارات الدولارات إذا ما تم تقييمها ولكن كقيمة علمية فهى لا يمكن أن تقدر بأى ثمن. ويذكر الدكتور الدالى أن المجمع العلمى يعد ثانى أقدم مكتبة علمية حديثة فى العالم بعد المجمع الفرنسى وكان يضم أمهات الكتب فى العلوم الحديثة وكتب أخرى لفولتير ومنتسكيو وغيرهم من المفكرين العالميين. وحول من قام بإنقاذ هذه الكتب من الحريق يقول الدكتور الدالى أن هناك مسئولين بوزارة الثقافة المصرية تنبهوا باكرا وخرجوا بسياراتهم واستطاعوا انتشال ما يمكن انتشاله من وسط النيران والمياه. المعروف أن مبنى المجمع العلمي المصري أحد أقدم الجهات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من نابليون بونابرت ، وهو يضم المجمع العلمي عشرات الالوف من الكتب والمخطوطات والوثائق.