صورة البروفايل تقول أنها لرجل، لكن هذه ليست الحقيقة.. هو بروفايل لفتاة جميلة وجميلة جدا تصر على وضع صورة أبيها الراحل.. وأنا اثق يا ربي في البنت التي تضع صورة أبيها الذي صار في السماء كواجهة لحسابها الشخصي على فيس بوك بينما تخبئه في قلبها عن أعين البنات والجارة التي كانت تغازله في شبابه، شافت ذلك بعينيها.. كانت صغيرة حين رد أبيها الباب في وش الجارة التي أصرت بوجه كلح أن تدخل لما تأكدت أن الزوجة بالخارج، وبالكاد منعت نفسها من قذف الجارة بفازة، ظلت فتاة البروفايل تكرة تلك الجارة التي حاولت أن تخطف أبيها ولم تذق طعم الراحة الإ لما رأت الجارة اللعوب وعيالها يرحلون مع متاعهم في عربات نقل العزال الضخمة، كسرت وراءها في ذلك اليوم نفس الفازة التي تمنت بالأمس البعيد لو فعلتها. بعد أن هده السكر ولم يبق منه سوى ضحكته السكر، قررت أن تعمل لأبيها أكاونت يتسلى به وتضيف عليه بعض الأصدقاء الذين يحبهم، قاوم الفكرة لكن فيما بعد أعجبته، كانت تجلس إلى جواره تتصفح وتقرأ له ما يقوله الأصدقاء على حساباتهم الشخصية أو ما يضيفونه من صور فكان يطلب منها ان تكتب تعليقات مضحكة بينما كان يئن من شدة الألم، وحين لم يعد ذلك الألم مُحتمل مَشي. بعد رحيله استباحت لنفسها دون أخوتها غليونه والنظارة التي كان يقرأ بها جريدته ومسبحته وبذلة في رف دولابه يضوع منها عطره وصورة البروفايل التي التقطتها بنفسها له، وكذلك الباسورد الذي يسمح لها بالدخول لعالمه الخاص.. كانت سعيدة جدا بكونها الوحيدة التى تعرف كلمة السر والتي أصر أن يختارها بنفسه وضحك ضحكته السكر وهو يسجلها لأول مرة، فيما بعد عرفت فتاة البروفايل أن كلمة السر هي حروف اسمها.