بعيدا عن الزوبعة التى أثيرت إعلاميا طوال الأيام الماضية بسبب عبد الله السعيد لاعب الأهلى ومنتخب مصر... وبعيدا عن كون اللاعب قد وقع بالفعل لنادى الزمالك قبل أن يعود ويمدد عقده مع الأهلى قبل رحيلة لأحد الأندية السعودية على سبيل الإعارة والأقرب سيكون الهلال.... وبعيدا عن كون اللاعب لم يوقع على عقده الجديد مع الأهلى – أوتمديد التعاقد كما قيل- إلا بعد أن حصل على شيك مقبول الدفع بمبلغ 40 مليون جنيه –نفس المقابل الذى كان سيحصل عليه من الزمالك- وقام بتحويلها إلى حسابه..... وبعيدا عن أن اللاعب لم يهتم لكل ما أثير وفضل السفر إلى إنجلترا ومنها إلى إسبانيا للإستجمام قبل الإعلان عن إعارته أو بيعه للهلال السعودى..... وبعيدا عن أن تاريخ الأهلى لم يشهد موقف مشابه من الخضوع لرغبات لاعب مهما كان تأثيره أو نجوميته...... وبعيدا عن أن تبادل الأدوار بين الأهلى والسعيد لم يكن ليحمل هذا الكم من الأهتمام فلن يكون السعيد أغلى على جماهير الأهلى فى الظروف التى تم فيها الأستغناء عن حسام وإبراهيم حسن ومن قبلهم طاهر أبوزيد وعلاء ميهوب وربيع ياسين وجميعهم من نجوم منتخب مصر فى كأس العالم 1990...... إلا أن ملف تجديد عبد الله السعيد للنادى الأهلى فتح بابا للحرب السوداء على وسائل السوشيال ميديا محليا وعربيا بشكل لم يحدث من قبل وذلك بعد أن تم فتحها من قبل – أى الحرب السوداء- بين وسائل الإعلام المختلفة خاصة داخل الإعلام الأحمر حيث وضح أن رواسب الإنتخابات الأخيرة للنادى الأهلى لازالت تلقى بظلالها على المشهد ، فمن كان يقف مع محمود الخطيب وقائمته فى الانتخابات الأخيرة مؤيدا أو مأجورا أخذ يتشدق بمصطلحات نادى المبادىء والقيم وأن مجلس الأهلى بهذا التجديد مع عرض اللاعب للبيع أو للإعارة قام بإذلال السعيد وأحتفظ لنفسه بالقيمة والكيان الكبير ، أما من كان يقف مع المهندس محمود طاهر مأجورا أو مقتنعا فأخذ يعزف هو الأخر على أوتار غياب المبادىء والقيم بالنادى الأهلى وأن الأحمر أصبح خانعا وخادما لأهواء حاكمه الفعلى بأمواله المستشار تركى آل شيح رئيس النادى الأهلى الشرفى ، والحديث على أن هذا لم يكن ليحدث أيام قيادة المايسترو صالح سليم للقلعة الحمراء ، وذلك فى إشارة على ما أشاعه مؤيدى محمود طاهر من قبل من أنه يسير على نفس درب المايسترو.. ودون شك كان الإعلام الأبيض هو الأخر يعزف على أوتار أخرى تحددت فى نقطة أو أثنتين تتعلقان بأن اللاعب وزميله أحمد فتحى أجبرا نادى الاهلي على التجديد لهما بشروطهما المالية ، وأن المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك سيفجر المشاكل فى وجه اللاعب والنادى الأهلى من باب الشرط الجزائى فى تعاقده مع الأبيض والذى يصل إلى مبلغ 100 مليون دولار. الحرب السوداء إعلاميا لم تكن جديدة على الوسط الإعلامى الذى تحرر الكثير من العاملين فيه من الحيادية و التحرك الواعى نحو صدق المعلومة بعيدا عن العاطفة والمصلحة ، وهذا ما وضح خلال السنوات الأخيرة فى تعامله مع الكثير من المواقف كان أهمها أنتخابات الاندية الكبرى وكذا الاتحادات الرياضية ، ولكن الجديدة حرب السوشيال ميديا التى أشتعلت محليا بين جماهير وعشاق الأهلى من جهة وجماهير وعشاق الزمالك من جهة أخرى ، كما شهدت من بعيد بعض الومضات اللطيفة من جماهير الإسماعيلى . فالكل على صفحات الفيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرهم من مواقع التواصل الإجتماعى كان يعبر عن موقفه من قصة عبد الله السعيد وفق هويته ورؤيته فالعاشقين للأهلى والمتيمين بالأسطورة محمود الخطيب وصفوا نجم وسط الأهلى والمنتخب الوطنى بالخيانه من خلال صورة الممثل هانى رمزى مع الراحل القدير عبد المنعم مدبولى فى فيلم عايز حقه عندما وصفه بعواد الذى باع أرضه فى المسلسل الإذاعى الشهير ، وكأن السعيد بالتفكير فى مزيد من تأمين المستقبل الرحيل إلى الزمالك كمن باع أرضه ، والبعض من جماهير الأهلى المعترضة على سياسة المجلس الحالى والتى تملك الكثير من التعاطف مع السابق المهندس محمود طاهر وصفت إدارة النادى الأهلى بفتاة الليل التى باعت شرفها للثرى الخليجى فى إشارة للدور البطولى للمستشار شيخ آل ترك فى صفقتى تجديد عبد الله السعيد وأحمد فتحى وذلك بعد أن فشل مجلس الأهلى بأكمله فى إقناع الثنائى بالتجديد. وما بين إنقسام مؤيدى مجلس محمود الخطيب والمعترضين على تصرفاته من نفس الجمهور كانت تظهر ودائما لغة الخروج عن النص من خلال التعليقات الخارجة والألفاظ النابية خاصة إذا ما قام أى شخص إعلامى أو له علاقة بعالم كرة القدم بعرض وجهة نظره فى المأسآة، وكأن المجتمع أصبح غير قادر على الإختلاف بشياكة وبإحترام ، والمؤسف أن الأمر لم يعد يقتصر على فئة عمرية معينة أو بيئة ثقافية معينة فالأمر أصبح عام من الكبير للصغير ومن المتعلم إلى من لم يصبه الدور ويتعلم. والجميل كان إنفعالات البعض من جماهير الإسماعيلى التى قامت بالإسقاط على جماهير الأهلى التى قامت بالتحامل على عبد الله السعيد وفتحى بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة والمحترمة وغير المحترمة ، فى إشارة منها إلى الشعور الكبير بالغضب الذى ينتاب جماهير أى نادى عندما يرحل لاعبها للفريق المنافس ، وذلك فى إشارة إلى ما قام به الأهلى من قبل عندما حصل على خدمات لاعبين فى حجم محمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر ومحمد عبد الله وسيد معوض وأحمد فتحى وخالد بيبو وعبد الله السعيد وعمرو السولية وغيرهم من النادى الإسماعيلى. والأكثر طرفه فى الموضوع ما كان بين جماهير الهلال والأهلى السعوديين اللذان بمجرد أن قام عبد الله السعيد بالتجديد فى حضور المستشار تركى آل شيح والإعلان من جانب مجلس الأهلى عن عرض اللاعب للبيع أو للإعارة ،حيث دارت الحرب على السوشيال مبديا بين جماهير الناديين الكبيرين على اللاعب وأنه سيكون من نصيب أهلى جده لأنه لن يلعب إلا للأهلى ، بينما ترى جماهير الهلال أن عراقة عميد الكرة السعودية – فى إشارة للهلال – مثل عراقة الأهلى فى مصر وأنه لهذا لن يلعب لغير الهلال السعودى.