منذ ان كلف المجلس العسكرى الدكتور كمال الجنزورى بالوزارة الجديدة أو حكومة الإنقاذ الوطنى ، كما أطلقوا عليها ، أعلن الدكتور الجنزورى ان تلك الحكومة سينحصر دورها فى مهمة محددة و هى العبور بمصر من تلك المرحلة الحرجة و ان مهمتها ستنتهى خلال ستة أشهر .. وبعيداً عن اسماء التشكيل الحكومي .. فإن عدد وزرائها تجاوز ال30 وزيراً ، و هو رقم مبالغ فيه لحكومة دائمة و ليست حكومة انقاذ كما يقول هو نفسه ، فما تفسير هذا العدد الكبير من الوزارات ؟! و ما هو الدور الذى ستكلف به ؟! هذا هو ما حاولنا نعرفه من الكاتب الصحفى سليمان جودة المحلل الإقتصادى و رئيس تحرير الوفد الذى قال فى تصريح خاص لبوابة الشباب : هو رقم مبالغ فيه جدا على حكومة إنقاذ او حتى حكومة دائمة ، فالمفروض ان الوزراء فى حكومة أى دولة متقدمة لا يتعدى 15 وزيراً على الأكثر و لكن ما يحدث فى مصر الأن يكاد يكون يكون أمراً طبيعياً لأن السمة العامة لنا الأن هى التخبط فى كل شىء ، و ان كانت الوزارة الجديدة مكونه من هذا العدد من الوزراء فهى نتيجة طبيعية للضغوط التى يتعرض لها الجنزورى سواء من المجلس او الشارع كمحاولة لإرضاء جميع الأطراف فضلا عن ان المجلس هو الأخر أصبح ضعيفا امام الشارع مع احترامى لهم جميعا ، و هذا يتضح جدا من حكاية المجلس الإستشارى الذى اعلن الجنزورى ترحيبه به للمشاركه فى تشكيل الحكومة أو أخذ رأيه فى قراراتها و الذى لا اظن ان دوره سيتعدى ان يقول للحكومة عندما تعطس " يرحمكم الله " خاصة ان كل هذا لم يأت نتيجة حاجة حقيقية لمجموعة استشارية .. وانما كمحاولة لإرضاء التحرير وكسر موجة غضبه ، وفي النهاية المسألة ليست أكثر من مجموعة ترقيعات لن تغنى و لا تسمن من جوع ، ثم المفروض ان الدكتور الجنزورى رجل اقتصاد و جاء ليصلح الحالة الإقتصادية .. فكيف فى ظل هذه الظروف الصعبة يلجأ الى كل هذا العدد من الوزرات ؟! . و اضاف جودة : هناك نقطة أخرى لابد ان نأخذها فى الحسبان و هى ان اكتساح الإخوان فى الإنتخابات سيؤدى إلى إصرارهم على تشكيل الحكومة او على الأقل المشاركة بالنسبة الأكبر فيها بالرغم من التجاوزات الكبيرة التى ارتكبوها فى الإنتخابات والتى تغاضت عنها اللجنة العليا للإنتخابات بشكل لافت للنظر و كل ذلك سيأتى فى النهاية على رأس الأغلبية العظمى من الشعب الذى سيدفع الثمن غالياً .