يعتبر سمير بنوت البطل العربي الأفضل على الاطلاق على مر تاريخ رياضة كمال الأجسام، كونه البطل العربي الوحيد الفائز بلقب مسابقة مستر أولمبيا لمحترفي كمال الأجسام، والتي تعد أعظم لقب في كمال الأجسام، وبرغم فوزه باللقب منذ خمسة وثلاثون عاما إلا أن فرصة الحديث معه كانت تجربة ثرية بحيث أجابنا عن الأسئلة الصعبة والأكثر جدلاً في تاريخ كمال الأجسام والتي لا يزال لها صدى بين عشاق اللعبة حتى اليوم، وذلك كونه شاهداً على العصر، وواحد ممن كان لهم الحظ في التواجد خلف كواليس أهم الأحداث على مسرح مستر أولمبيا للمحترفين وفي عالم كمال الأجسام . من وجهة نظرك الشخصية.. لماذا لم يحقق بطل عربي غيرك لقب مستر أولمبيا للمحترفين حتى الأن ؟ أنت تعرف أن مستر أولمبيا مسابقة كبيرة وصعبة للغاية سواء حاليا أو في الماضي، ومن وقت محمد المكاوي وسمير بنوت لا أشعر أن المستوى تقدم برغم وصول العديد من الأبطال العرب من مصر ولبنان والإمارات والجزائر وغيرها من الدول للمشاركة في مستر أولمبيا للوزن المفتوح، لكني أعتقد أن رامي السبيعي سيصل قريبا إلى عرش مستر أولمبيا للمحترفين . هل توقعت أن يتغلب عليك البطل المصري محمد المكاوي ويفوز باللقب عام 1983 ؟ في الحقيقة ما وصل إليه البطل المصري محمد مكاوي من الصعب أن يصل إليه أي بطل أخر في مثل حجمه- صعب جدا – وبصراحة شديدة أن محمد مكاوي أثبت للعالم أن كمال الأجسام ليست بالحجم، فهو كان فنان شاطر ويعرف جيدا كيف يسيطر على المسرح بأوضاعه الساحرة، وبرغم ذلك كله لم أخشى منافسته مطلقا، ولم يكن لدي أدنى شك في إنه من الممكن أن يفوز هو باللقب، لأن مؤهلاتي الجسدية والعضلية وقتها كانت تفوقه كثيرا، خاصة في منطقة عضلات الظهر والصدر . هل جنسية اللاعب تؤثر بالفعل في كونه يفوز بلقب مستر أولمبيا للمحترفين أو لا ؟ إذا قلت أن هذا الشيء غير صحيح أكون مخطئ بشكل كبير خاصة في السنوات العديدة الأخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر، وما يحدث في العالم من تشويه لصورة العرب يؤثر علينا بالسلب حتى في المجال الرياضي، كما إنه في كثير من الأحيان يحدث تحيز بالفعل، واسمك ومن أنت يؤثر بالفعل، ومن الممكن تراجعنا مركزين أو ثلاثة . في العام التالي لفوزك بلقب مستر أولمبيا تراجعت للأسف إلى المركز السادس، فما أسباب هذا التراجع الملحوظ ؟ يرجع السبب –والذي ينشر لأول مرة – إلى الخلاف الذي حدث بيني وبين "جو ويدر" بسبب عدم وفائه لي بوعوده التجارية التي كان قد وعدني بها في حال فوزي باللقب، واستغلال البطل الأمريكي "ريك واين" والذي كان يرأس تحرير مجلات ويدر وقتها الخلاف لصنع فجوة كبيرة بيني وبين "جو"، فكتب عدة مقالات ذكر فيها إني تعديت بالضرب على "جو"، وهو ما لم يحدث مطلقا، وبناءً على ذلك تم اضطهادي في العديد من البطولات وتراجع ترتيبي أكثر من مرة مما اضطرني إلى المشاركة في بطولات اتحاد النبا الانجليزي المُعادي لاتحاد IFBB. هل كان يستحق أرنولد شوارزنجر لقب مستر أولمبيا عام 1980 وقد كنت واحداً من المشاركين وقتها، وقد أثار فوزه يومها جدل كبير لا يزال موجود حتى اليوم ؟ أنا عشقت رياضة كمال الأجسام من خلال مشاهدتي لصور أرنولد شوارزنجر وصرت أتمرن من وقتها، فهو الملهم لجيلي وما قبله وما بعده وللأجيال القادمة، لكنه في مستر أولمبيا 1980 كان لا يستحق الفوز باللقب بالفعل، وكان يستحق المركز الرابع على أقل تقدير، أقولها صراحة برغم صداقتي له منذ أكثر من ثلاثون عام، وقد كنت حاضراً يومها على المسرح وخلف الكواليس، وشاركت في الحد من الخلاف الشديد الذي دار بينه وبين البطل "مايك منتزر" بشكل كاد يصل إلى التراشق بالأيدي . هل صحيح أن مسرح مستر أولمبيا للمحترفين ونتائجه يدارا بالتربيطات والمصالح التجارية ؟ لا أعتقد ذلك على الأقل في الماضي.. لكن الأن أعتقد أن هناك مصالح وحسابات تجارية تؤخذ في الاعتبار بعض الشيء، لكن إذا تحدثنا بصراحة شديدة عن السنوات الأخيرة وفوز "فيل هيث" مثلاً فهو الأفضل بالفعل وهو المنافس الأصعب للجميع، وإذا لم يأت رامي السبيعي بحالة رائعة مائة بالمائة وقتها يصبح هناك فيل هيث جديد، مع فارق الحجم طبعاً والأخذ في الاعتبار إضافة المزيد من التنشيف والعمق العضلي وليس زيادة في الحجم والكتلة العضلية كما يفعل دائماً، وأعتقد إنه فعل ذلك في مستر أولمبيا الأخيرة شاركت طوال تاريخك مع مسابقة مستر أولمبيا 11 مرة ما بين عام 1980 وحتى عام 1994 عاصرت خلالهم خمس فائزين باللقب.. من أقواهم من وجهة نظرك الشخصية ؟ وقت ما فزت أنا بمستر أولمبيا عام 1983 كانت من أصعب المنافسات التي خضتها بحياتي حيث كان بها فرانك زاين و لي هايني ومحمد المكاوي وألبرت بكلس وبرتيل فوكس في أفضل حالاته، مع مجموعة من أقوى اللاعبين وقتها، لكن خليني أقول إن أقوى منافس لي كان البطل الأمريكي العملاق لي هايني . هل صحيح أن البطل المصري الأصل "ناصر السنباطي" كان يستحق لقب الفوز بمستر أولمبيا عام 1996 بدلا من الانجليزي "دوريان ياتس" ؟ عندما شاهدت ناصر السنباطي في مستر أولمبيا 1996 بشيكاغو، كان من الأمام أفضل بكثير من دوريان ياتس، لكن عندما أدار ظهره على المسرح ظهر ضعفه أمام "ياتس" كأنه ظهر ولد صغير يتمرن منذ سنة واحدة، وبما أن عضلات ظهره تساوي صفر أمام عضلات ظهر دوريان ياتس فبالتالي كان لا يستحق اللقب وقتها بدون أي ظلم له، رغم إني كنت أتمنى فوزه باللقب طبعا . هل أنت مع إقامة هذا الكم الهائل من البطولات العالمية وكثرة فئاتها ؟ بصراحة شديدة أنا أرى أنها أصبحت تجارة وليس هناك داع لهذا الكم الكبير من البطولات وكثرة فئاتها سوى الربح، والحقيقة أن اللعبة لم تعد مثل سابق عهدها . لاحظت في الفترة الأخيرة انتقادك وسخطك على لعبة كمال الأجسام في الوقت الحاضر.. ما الذي يزعجك ؟ في الحقيقة أنا غير سعيد بالمرة بهذا النمو الغير طبيعي للعضلات وضياع الجمال والنوعية في ظل ظاهرة تضخم بطون اللاعبين كالمرأة الحامل بشكل يُنفر الناس من كمال الأجسام بشكل كبير، كما أصبحنا نشاهد اليوم لاعب يحصل على لقب بطل العالم من بطولات أقل كثيرا من بطولات العالم وربما يحصل بكل سهولة على كارت الاحتراف ويقارن نفسه بعظماء اللعبة الحقيقيين، وأصبح من ليس لديه أي خبرة في عالم التدريب يطلق على نفسه لقب "جورو" ويقوم بالتدريب أون لاين . بكل أمانة وتجرد.. من تدين له بالفضل في كونك أصبحت بطل أسطوري من أساطير كمال الأجسام على مر تاريخها ؟ ما فيني أبداً إنسى أستاذ مليح عليوان، فمن أول الطريق كان معي وهو أول من وجهني لكمال الأجسام عندما كنت لاعب رفع أثقال، وقال لي وقتها: سمير.. أنت بطل كمال أجسام، وصرت أتمرن عنده بنادي الصحة والقوة، فهو أول من شجعني ودربني وسفرني إلى بطولة العالم، فهو محب للرياضة ولعمله إلى أبعد الحدود، وما شاهدت بحياتي رجل مخلص ومحب للرياضة مثل مليح عليوان، وهو إنسان طيب و طول عمره مثل القائد، وأنا أدين له بكل الفضل لما وصلت إليه في مسيرتي الرياضية، كما كان له الفضل في ظهور عشرات اللاعبين من لبنان على مسارح بطولات العالم للهواة والمحترفين .