للكاتب الكبير احمد رجب قصة لطيفة تم تحويلها لفيلم تليفزيوني اسمه" المجنون" قامت ببطولته إسعاد يونس وحسين الشربينى تدور أحداثه حول زوجين انتقلوا الى شقة جديدة و لكن لأنهما ليسوا زوجين عاديين فقد انتهي بهم أمر هذه الشقة الي نهاية مأساوية فهما يعيشا رغم زواجهما الذي مر عليه أكثر من عشر سنوات و كأنهما مازالا عشاق لدرجة انهما يحتفلا كل عام باليوم الذي التقيا فيه بأن ينزلوا الي الشارع ليعيدوا نفس الموقف الذي تعرفوا فيه على بعض، فضلا عن انهما يتحدثان في التليفون من نفس الشقة ليقولا لبعضهما كلام الحب و الغرام بحجة ان التليفون أكثر رومانسية من وجودهما معا ، المهم عن طريق الصدفة تتعرف الزوجة علي جيرانها في العمارة و طبعا كل واحدة فيهم زوجة " طلعان " عينها مع زوجها سواء كان الطبيب النفسى المشغول دائما بعيادته او عالم الحشرات الذي لا يتحدث إلا عن المعامل و ذبابة التسي تسيي او رجل الأعمال الذي يفكر في الزواج من اخري لأن زوجته لم تعد مناسبة لحياته الجديدة ، و عندما تكتشف كل سيدة من هؤلاء و تري بنفسها المعاملة التي يعاملها البطل لزوجته و الرومانسية المفرطة التي يعيشاها معا تقوم ثورتهم علي ازواجهم و يطالبونهم بنفس المعاملة ولأن هذا أمرا مستحيلا يتهم الأزواج هذا الرجل بالجنون ومعهم كل الحق لأنه لايوجد رجل طبيعى على الكوكب ولا المجرة يتعامل بتلك الرومانسية المفرطة مع زوجته، و بعد ان تشتعل حرائق الخلافات الزوجية يوميا في كل شقق العمارة بسبب هذا الساكن الجديد يقرر الأزواج ان يبلغوا عنه مستشفي الأمراض العقلية بعد ان اشتهر بينهم بالمجنون و ينتهي الفيلم و هو يخرج من العمارة يرتدي قميص مستشفي المجانين و يبكي هو و زوجته لأنهما سيبتعدان عن بعض لأول مرة . تذكرت هذا الفيلم عندما روت لي صديقتي التي تزوجت من فترة ليست قريبة ان زوجها يعاملها نفس المعاملة تقريبا لدرجة انه يجلس في البلكونة و يرسل لها واتس آب علي الموبايل و هي فى المطبخ ليقول لها فيها انه يحبها جدا و لكنه يشعر انها تغيرت كثيرا بعد الزواج فما كان منها إلا انها قالت له " انت مجنون " و عندما سألها عن رومانسية أيام الخطوبة اين ذهبت ؟ قالت له أنها كانت مرحلة لها وقتها "هو ينفع و انت في الجامعة تذاكر مواد اولي اعدادي دي كانت مرحلة و انتهت " ، ولا أنكر أننى إندهشت من كلامها فأى زوجة تتمنى أن يعاملها زوجها بتلك الرومانسية لذا سألتها إن كانت مازالت تحبه فأجابتنى . طبعا بحبه و لكن بشكل مختلف عن ايام الخطوبة دي ، احنا النهارده عندنا أولاد و مشاكل في الشغل و ظروف اقتصادية مرتبكة والتزامات مادية ، وبالتالى من غير الطبيعى بعد كل هذا أنى طول الوقت اقول كلام حب لجوزي دي تبقي حاجة "عبيطة جدا" فأنا بالفعل أصبحت أختنق من حكاية كلمينى لما توصلي الشغل او البيت و طمنيني عليكي دايما ، ده طبعا غير تليفوناته اللي كل عشر دقايق ، حاجه ممله جدا و جو قديم موت . وعندما تأملت كلامها شعرت أن الحق معها فما يزيد عن حده ينقلب ضده وبالرغم من أن الطبيعى أن المرأة هى التى تطلب من زوجها الحب والرومانسية والكلام الحلو إلا أنها لو وجدت إفراط فيه لفرت منه فأى شىء فى الدنيا إذا لم يقدم بإعتدال لفقد قيمته وبهجته وخاصة الحب لو لم تتخلله لحظات غضب وعتاب وخصام ولوم لأصبح إحساس ماسخ بلا طعم ولا روح وغير صحيح أن المرأة تحتاج طول الوقت لكلام الحب فمن يتقن مشاعر الأنثى جيدا سيفطن الى إنها فقط تحتاج الى الإحساس بالأمان وهذا يكفى لأن من يستطيع أن يصل بها لهذا البر هو بالتأكيد يحبها بالفعل وليس الكلام فكثرة كلام الحب ووعوده سواء من الرجل أو المرأة عادة ما تنم عن مشاعر سطحية أو غير ناضجة وإن كنا نحتاج للكلمة الحلوة من وقتا لأخر ولكن يبقى الفعل دائما هو الأهم