تاريخ المشاركات العربية في كأس العالم

منذ الظهور الأول للعرب في كأس العالم عام 1934، والكرة العربية تسعى لتثبيت أقدامها في أكبر المحافل الكروية العالمية، حتى وصلت اليوم إلى رقم قياسي غير مسبوق، بمشاركة سبعة منتخبات عربية في النسخة المقبلة من المونديال عام 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
البداية من مصر.. أول ظهور عربي
كانت مصر أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في كأس العالم، وذلك في نسخة 1934 بإيطاليا، لتفتح الباب أمام بقية المنتخبات العربية لخوض التجربة العالمية.
وفي السبعينيات والثمانينيات، لحقت بها المغرب (1970) وتونس (1978) والجزائر (1982)، لتبدأ مرحلة جديدة من الحضور العربي المنتظم في المونديال.
اتساع الحضور العربي
شهدت البطولات اللاحقة مشاركة منتخبات عربية جديدة مثل الكويت (1982) والعراق (1986) والإمارات (1990)، ثم دخلت السعودية المشهد بقوة منذ مونديال 1994، لتصبح من أكثر المنتخبات العربية استقرارًا في المشاركات.
ومع دخول الألفية الجديدة، وازدياد قوة المنافسات الآسيوية والإفريقية، ظهر جيل جديد من المنتخبات العربية الطامحة، أبرزها قطر التي استضافت نسخة 2022، والأردن التي سجلت حضورها التاريخي في نسخة 2026.
2026.. النسخة الأضخم في التاريخ العربي
تمثل كأس العالم 2026 محطة فارقة في مسيرة الكرة العربية، إذ تشهد مشاركة سبعة منتخبات عربية للمرة الأولى في التاريخ:
مصر، تونس، الجزائر، المغرب، السعودية، قطر، والأردن، مع إمكانية ارتفاع العدد إلى تسعة منتخبات في حال تأهل الإمارات أو العراق من الملحق العالمي.
وكانت أقصى مشاركة عربية سابقة قد بلغت أربعة منتخبات فقط في نسختي 2018 و2022، ما يجعل الحضور المرتقب في 2026 حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس.
أرقام تكشف المسيرة
على مدار تاريخ البطولة، خاضت المنتخبات العربية عشرات المباريات التي عكست تطورها التدريجي وخبرتها المتراكمة.
وفي ما يلي سجل المشاركات وعدد المباريات لكل منتخب:
المغرب: 23 مباراة
السعودية: 19 مباراة
تونس: 18 مباراة
الجزائر: 13 مباراة
مصر: 7 مباريات
الكويت، العراق، الإمارات، قطر: 3 مباريات لكل منتخب.
إنجازات ترفع الرأس
يبقى المنتخب المغربي الأبرز في تاريخ العرب بالمونديال، بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022، حين أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، محققًا إنجازًا فريدًا سيدخل سجلات كرة القدم العالمية.
كما تألقت الجزائر في نسخة 2014 بوصولها إلى الدور الثاني، فيما قدمت تونس والسعودية أداءً مميزًا في أكثر من مشاركة.
من الحضور إلى المنافسة
رحلة المنتخبات العربية في كأس العالم بدأت بخطوة متواضعة قبل نحو تسعة عقود، لكنها اليوم بلغت مرحلة النضج والقدرة على المنافسة.
ومع اتساع قاعدة الاحتراف في الدوريات العربية، وتطور البنية التحتية الكروية، تزداد الآمال بأن يتحول الحضور العربي في المونديال من مجرد مشاركة رمزية إلى منافسة حقيقية على الألقاب وصناعة التاريخ.