دار الحي.. المدينة الأولى في تعدد الجنسيات يعيش بها 2 مليون شخص منهم 214 ألف إماراتي

منذ أن تطأ قدميك مطار دبى الدولي ستشعر حتما بمدى التقدم الواضح الذي تتمتع به إمارة دبي، وذلك من خلال الطفرة المعمارية والسياحية والثقافية والتجارية والاقتصادية التي تتمتع بها، بعدما تحولت من صحراء جرداء، إلى مدينة صاخبة ومقصد سياحي ومدينة الأحلام بالنسبة للكثيرين حول العالم، بشكل يجعل من زيارتك لها تجربة فريدة وممتعة لا تمحى من الذاكرة بمرور الوقت.

هنا دار الحي
تعتبر إمارة دبى أو دار الحي – كما يطلق عليها أهلها – ثاني أكبر إمارة في الاتحاد الإماراتي بعد إمارة أبو ظبي من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2 مليون و 26 ألف نسمة، منهم 214 ألف من المواطنين، لتصبح بذلك أكبر إمارة تعداداً للسكان، وتتميز إمارة دبى بأن دخلها الاقتصادي لا يعتمد على الإيرادات النفطية بشكل أساسي؛ على عكس باقي دول الخليج، أما النفط والغاز فيشكلان 6 % فقط من إجمالي اقتصادها .

هذا وتعتبر دبى الأولى عالميا في تعدد الجنسيات، وطبيعي أن تصبح اللغة الانجليزية هي اللغة السائدة في التعاملات اليومية بين الأشخاص العرب والأجانب، وذلك من تنوع الجنسيات التي تعيش على أرضها والتي تزيد على 200 جنسية مختلفة، والجميل برغم كل هذا التنوع في الثقافات باختلاف الجنسيات؛ إلا أن الحياة في دبى تبدوا مثالية إلى حد كبير، فكل شخص يعيش على أرضها يعيش بحرية تامة كأنه في وطنه الأم دون أن يشعر بأي اختلاف، طالما لا يخالف قوانين الدولة التي تحفظ حق الجميع ولا تفرق أبدا بين مواطن وبين مقيم .

وفي دبى فقط بإمكانك أن تشاهد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس وزرائها وحاكم إمارة دبى ووزير دفاعها الشيخ "محمد بن راشد أل مكتوم" يمشي بجوارك في الشارع بدون حراسة مشددة كما هو متعارف بين رجال الساسة، وهذا ما سمعته مراراً وتكراراً طوال فترة وجودي في دبى، وهو ما تأكد لي عمليا بمرور الوقت حينما شاهدته بنفسي بمنطقة "سيتي ووك" بدبي وهو يعبر الشارع بدون أي حراسة تذكر، وبعيداً حتى عن كاميرات الإعلام، فأدركت وقتها سر التقدم الحضاري والثقافي والاقتصادي في دبى، بشكل يجعل منها لؤلؤة الخليج ومدينة الأحلام للآلاف حول العالم .

السياحة في دبى
تتميز دبى بطفرة هائلة في الهندسة المعمارية بشكل يجعل منها واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث تمتلك أطول برج في العالم وهو "برج خليفة" الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترا، بمساحة إجمالية تبلغ 4 ملايين متر مربع، والذي يجذب إليه آلاف الزائرين على مدار العام ليشاهدوا هذا البناء العملاق الفريد في شكله وتصميمه، كما يجذب أنظار العالم كل عام من خلال احتفالات رأس السنة وإطلاق الألعاب النارية من خلاله في احتفال مهيب، بشكل يجعل من دبى محط أنظار العالم خلال الدقائق الأولى من كل سنة جديدة.
وفي محيط برج خليفة بإمكانك أن تستمتع بمشاهدة عروض نافورة دبى الراقصة التي تعتبر أكبر نافورة راقصة في العالم، تقع على بحيرة برج خليفة وسط مدينة دبى، والتي بإمكانها ضخ المياه لارتفاع 150 مترا للأعلى بشكل راقص على ألحان عدد من الأغاني العربية والأجنبية، بالإضافة لتأثيرات ضوئية رائعة تتماشى مع مضخات المياه والألحان الموسيقية، أو أن تقوم بجولة تسوق رائعة بدبى مول الذي يعد أكبر مركزا للتسوق في العالم أيضا، كما يمكنك أن تستمتع ليلاً بقناة دبى المائية، أو أن تصحب العائلة إلى القرية العالمية التي تمتلئ بنماذج حية من تراث أكثر من 30 دولة حول العالم، والتي تعتبر الوجهة العائلية الأمثل للترفيه والثقافة والتسوق، والتي تبدأ فعالياتها في شهر أكتوبر من كل عام .

أما إذا كنت من عشاق السهر ليلاً فبإمكانك أن تستمتع بوقتك في منطقة الجي بي أر، كما يمكنك أيضا أن تستمتع بتجربة القفز بالمظلات في منطقة سكاي دايف، أو أن تستمتع بالشمس والبحر في نخلة جميرا المليئة بالشواطئ والمنتجعات السياحية الراقية .
كما تعتمد السياحة في دبى على إقامة المهرجانات والفعاليات والمعارض الفنية والعلمية والرياضية والثقافية المتنوعة طوال العام، بشكل جعلها مصنفة ضمن أفضل 6 مدن لإقامة المهرجانات والفعاليات على مستوى العالم .

تنقل بحُرية
إن كنت زائراً أو مقيماً فبإمكانك التحرك بحرية تامة داخل إمارة دبى بشتى وسائل المواصلات التي توفرها المدينة لسكانها، من تاكسي، ومترو، وباص دبى، أو حتى الترام، والباص المائي، أو التاكسي المائي، حيث يمكنك استخدام كل هذه الوسائل المختلفة من خلال استصدار بطاقة "نول" الذكية التابعة لهيئة الطرق والمواصلات بدبى .

وكل وسيلة من هذه الوسائل العامة داخل دبى لها تجربة مختلفة كأنك تستخدمها لأول مرة، خاصة باص دبى العام والنظام المتبع به سواء حافلة عادية أو حافلة بدورين، لتجد به مكان مخصصا للسيدات به حاجز لا يجب أن يتخطاه الرجال، والدفع فيه بالبطاقة الذكية المخصصة له ولوسائل النقل الأخرى.

أما تاكسي دبى فبإمكانك الاتصال به على رقم موحد داخل دبى، ليأتي لك في مكانك بعد دقائق قليلة جدا دون احتساب أي مصروفات إضافية، وأذكر أن اضطررت في إحدى المرات لركوب التاكسي وكان السائق هندي الجنسية، وكان في يومه الأول للعمل ولم يكن يعلم المكان الذي وددت الذهاب إليه واستغرق الكثير من الوقت في البحث، وبعد أن طال الوقت أكثر من اللازم طلبت منه النزول لأستقل تاكسي آخر يقلني للمكان الذي أريده، فقام على الفور بطباعة الفاتورة بالمبلغ المطلوب وأعطاها لي رافضاً تقاضي الأجرة، وأخبرني أنه سيدفعها من جيبه الخاص لأنها غلطته وعليه تحملها وحده، كما أخبرني أنه سيتوجه على الفور للمحطة التابع لها ليسلم التاكسي ويعاود التدريب على السير داخل دبى وفى أحيائها من جديد حتى لا يتعرض للفصل أو للعقاب، لأن جميع سيارات التاكسي موصلة بشبكة الكترونية تحدد خط سير كل سيارة ونشاطها على مدار الساعة .

أكل بكل اللغات
تتميز دبى أو الإمارات بشكل عام بمجموعة من الأطباق الشهية أشهرها، الهريس، الجشيد، الثريد، المجبوس، وغيرها من الأكلات الإماراتية، لكن لن يقتصر تناولك للطعام خلال تواجدك في دبى على الأكلات الإماراتية فقط، فيمكنك أن تستمتع بتذوق مئات الأصناف من مختلف المطابخ العالمية باختلاف الجنسيات الموجودة على أرضها، لتستمتع مثلا بتناول الصالونة الهندية، أو طبق السوشي الياباني، أو السلتة والفحسة اليمنية، أو التبولة اللبنانية، أو سلطة الفتوش السورية، أو حتى أكلات لحمة الراس والكوارع والممبار والكشري والفول والفلافل المصرية، أما عن الفواكه فحدث ولا حرج، فقد قمت بتجربة مثيرة بالنسبة لي حينما تناولت لأول مرة في حياتي "بطيخ" لونه أصفر، وجوافة لونها أحمر، وعددا من أنواع الفاكهة المعروفة ولكن بألوان مختلفة وغريبة بعض الشيء .

أمن وأمان
حتما ستلمس بنفسك مدى الأمن والأمان الذين تتمتع بهما دبى بالرغم من تنوع واختلاف الجنسيات والثقافات التي تعيش على أرضها، لما يوفره جهاز الشرطة من خدمات للمواطنين في كافة النواحي الأمنية، حيث تخضع الدولة لقوانين رادعة في كافة المجالات للحد من ارتكاب أي جريمة، كما أن سرعة أفراد الشرطة في التعامل مع أي خلل بالوسائل الحديثة والمتطورة، وسرعة الاستجابة في الرد على مكالمات الطوارئ والحوادث من أهم معايير شعور الأشخاص بالأمن والأمان .

وقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية في قائمة أكثر البلدان أماناً في العالم بعد فنلندا، ضمن قائمة تضم حوالي 136 دولة حول العالم.

وزارة للسعادة
هناك وزارة للسعادة استحدثت في فبراير 2016، حيث أنشئت لموائمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع، ويشغل منصب وزير دولة السعادة منذ استحداثها السيدة "عهود خلفان الرومي"، لتحتل الإمارات المركز الأول على المستوى العربي والمركز ال 21 على مستوى العالم في تقرير السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة، والذي يشمل 55 دولة، كما صنف التقرير أيضا الإمارات على أنها الأولى عالميا في تمتع الأفراد بصحة جيدة، والثانية عالميا في الرضا عن الأوضاع الاقتصادية، والرابعة عالميا في الشعور بالراحة، ومن خلال تجربة شخصية أستطيع أن أؤكد أن هذه المميزات لا يتمتع بها المواطن الإماراتي فقط، بل تشمل أي زائر أو مقيم أجنبي على أراضيها.